قُتل ثلاثة مدنيين في عملية إنزال جوي نفذتها قوات التحالف الدولي ضد "داعش" ليل أمس الأحد، في مدينة البصيرة ومحيطها بريف دير الزور شرقي سورية، في حين قصف الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في ريف الرقة ومواقع لقوات النظام السوري في ريف إدلب شمال غربي البلاد.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن نفذت عملية إنزال جوي بالتعاون مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عند منتصف الليلة الماضية، على منزل في مدينة البصيرة الخاضعة لـ"قسد" بريف دير الزور الشرقي، ولم تتبين أسباب العملية وفق المصادر، مؤكدة أنه جرى اعتقال مجموعة من الأشخاص بينهم نازحون.
وأشارت المصادر إلى أنه أثناء العملية، قصفت قوات التحالف منزلاً على أطراف بلدة أبريهة القريبة من البصيرة، وأطلقت النار على المنزل بشكل مكثف، ما تسبب باحتراقه ومقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة كانوا بداخله.
وبحسب المصادر، فإن القتلى هم أستاذ مدرسة يدعى خلف الوهاب وولداه الاثنان، حيث جرى حصارهم داخل حظيرة للأغنام في المنزل وقتلهم بعد رفضهم تسليم أنفسهم.
وذكرت المصادر أن الموقع المستهدف في البصيرة كان في شارع العشرين بجانب مبنى المركز الثقافي الذي تسيطر عليه مليشيات "قسد"، وجرت العملية بواسطة طائرتين مروحيتين ترافقهما قوات برية من "قسد". وخلال العملية، سمع الأهالي القريبون من المنطقة مكبرات الصوت تطالب أشخاصاً هناك بتسليم أنفسهم. وذكرت المصادر أن العملية انتهت من دون اشتباك، وكان هناك صوت تفجيرات ناجم عن إطلاق قنابل صوتية وأخرى ضوئية من المروحيات.
وقال مصدر، لـ"العربي الجديد"، إنه في أثناء مداهمة الموقع، اقتحمت "قسد" عدة منازل في محيطه، وخلال الاقتحام، اعتُقِل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم شخصان نازحان من ريف إدلب، هما مدنيان يعملان في صناعة الأحذية، إضافة إلى شخص ثالث كانت "قسد" قد اعتقلته سابقاً وأفرجت عنه.
وكانت المدينة قد شهدت قبل ذلك عدة هجمات من مجهولين على دوريات ومواقع لـ"قسد"، كبّدت المليشيات خسائر بشرية، وآخرها كان أول من أمس، حيث هاجم مجهولون مقراً لـ"قسد" يُسمّى "مقر اللواء الأول"، وعلى خلفيته، فرضت المليشيات حظر تجول في المدينة.
وتتهم "قسد" خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش" بالوقوف وراء تلك العمليات، فيما تقول مصادر لـ"العربي الجديد" إن الكثير من الهجمات تأتي على خلفية انتقامية من قبل أشخاص لهم ثأر مع عناصر "قسد"، وليس بالضرورة أن يكونوا من المنتسبين إلى تنظيم "داعش".
ومساء أمس الأحد، اعتقلت "قسد" ثلاثة أشقاء في مداهمة نفذتها لأسباب مجهولة في بلدة التويمين جنوب شرقي الحسكة، وقادت المعتقلين إلى جهة مجهولة.
قصف الجيش التركي
إلى ذلك، قالت مصادر من الجيش الوطني السوري إن مدفعية الجيش التركي قصفت، فجر اليوم، مواقع لـ"قسد" في محور قرية أم البراميل جنوب بلدة عين عيسى، وقصفت مواقع في قرية الشبل القريبة من عين عيسى شمال غربي الرقة، وجاء القصف بعد وصول معلومات عن تحركات لـ"قسد" في المنطقة.
وذكرت المصادر أن "قسد" تعمل هناك على بناء كهوف وأنفاق وخنادق وملاجئ من الخرسانة المسلحة، بهدف تدعيم الدفاعات الخاصة بها في المنطقة تخوفاً من عملية عسكرية ضدها، ولم يتبين وفق المصادر حجم الخسائر الناجمة عن القصف الأخير.
وقال الناشط مصطفى المحمد، صباح اليوم، إن قاعدة للجيش التركي قصفت مواقع لمليشيات قوات النظام السوري في ناحية كفربطيخ بريف إدلب الجنوبي، وذلك رداً على قصف واستهداف من الأخيرة طاول محيط إحدى النقاط التركية. ولم يتبين وقوع خسائر بشرية جراء القصف من الطرفين.
غارات في البادية
من جانبه، جدّد الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الاثنين، طلعاته الجوية فوق البادية السورية عموماً، ونفذ غارات في مناطق متفرقة من ريف دير الزور وريف حمص. وتركزت الغارات في بادية المسرب وبادية البشري بريف دير الزور الجنوبي والغربي، ومناطق بين باديتي تدمر والسخنة شمال شرق حمص.
وكانت الطائرات الروسية قد قصفت، أمس الأحد، عدة مناطق في المسرب غرب دير الزور، عقب هجوم من خلايا تنظيم "داعش" طاول مواقع لمليشيا "لواء القدس" وأوقع خسائر بشرية ومادية. وجاء الهجوم رغم استمرار عمليات التمشيط من قوات النظام بدعم الطيران الروسي منذ أكثر من عام.
النظام يجدد القصف في إدلب
جددت قوات النظام السوري اليوم قصفها على مناطق في ريف إدلب، شمال غربي البلاد. وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مناطق في قرى وبلدات معرزاف ومنطف ومجدلية ومعر بيت في ريف إدلب الجنوبي، موقعة أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين والمرافق العامة، مضيفا أن القصف تسبب بدمار مدرسة في بلدة معرزاف.
وفي الجنوب، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن مجهولين أطلقوا النار على دورية للنظام أمام مقر "اللواء 52" في مدينة الحراك شرق درعا، ولم يسفر الهجوم عن خسائر بشرية، في حين شددت قوات النظام طوقها الأمني في المنطقة بعد الهجوم.
وفي غضون ذلك، أفرجت قوات النظام عن 20 معتقلا في سجونها، قالت إنهم من الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين وممن غرر بهم من أبناء محافظة درعا، وذلك في إطار عملية التسوية بالمحافظة.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن جل المفرج عنهم لم يمارسوا نشاطا معارضا للنظام، فيما يبقى المعارضون الفعليون للنظام قيد الإخفاء القسري.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المليشيات التابعة لإيران نقلت، خلال ساعات متأخرة من الليلة الماضية، أسلحة إلى مواقع ونقاط ومحصنة تابعة لها في منطقة معدان ببادية الرقة.
وذكر المرصد أن هذه الأسلحة جرى نقلها قبل أيام قليلة من العراق إلى منطقة آثار الشبلي بأطراف الميادين على متن شاحنات خضار، وتمت عملية النقل بحراسة مشددة.