أعلن مسؤولون في سيول، اليوم الجمعة، أن الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي سيجريان تدريبات على الطاولة في البنتاغون الأسبوع المقبل، لصقل ردّهم المشترك على استخدام كوريا الشمالية المحتمل للأسلحة النووية.
وتأتي المحاكاة الحاسوبية ليوم واحد، والمقرر عقدها يوم الأربعاء، في الوقت الذي يسعى فيه البلدان لتعزيز تحالفهما المستمر منذ 70 عاماً في مواجهة العقيدة النووية العدوانية المتزايدة لكوريا الشمالية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان، إن المناورة تهدف إلى التركيز على تدابير مواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية، ومناقشة كيفية تعزيز الردع الأميركي الموسع، أي قدرة أميركا على استخدام قدراتها الكاملة، بما في ذلك النووية، لردع الهجمات على حلفائها.
ولفتت إلى أن التدريبات ستضع سيناريوهات محتملة لاستخدام كوريا الشمالية للأسلحة النووية، وتستكشف كيفية التعامل معها عسكرياً، وصياغة خطط لإدارة الأزمات.
كوريا الشمالية تهدّد بردّ غير مسبوق
إلى ذلك، هدّدت كوريا الشمالية اليوم الجمعة، برد "متواصل وقوي بشكل غير مسبوق"، على المناورات الكورية الجنوبية والأميركية المشتركة.
واتهمت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية، الولايات المتحدة بإذكاء التوتر، واستخدام مجلس الأمن الدولي "كأداة لسياسة عدائية غير مشروعة" للضغط على بيونغ يانغ.
وقالت الوزارة إن كوريا الشمالية "امتنعت عن أي عمل عسكري خاص" هذا العام، باستثناء الأنشطة العادية، لكن التدريبات المقررة للبلدين الحليفين ستخلق "دوامة خطيرة من التوتر المتصاعد".
وأضافت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية "إذا كان خيار الولايات المتحدة هو إظهار قوتها ومواجهة كل شيء بالقوة، فإن الأمر نفسه ينطبق على خيارات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
وحذر البيان من أنه "في حال تنفيذ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لخطة التدريبات العسكرية المعلنة بالفعل، والتي تعتبرها كوريا الديمقراطية... استعدادات لشن حرب عدوانية، فإنهما ستواجهان ردود فعل قوية ومستمرة بشكل غير مسبوق".
كما حذرت الوزارة من أنه إذا استمر "تضليل" مجلس الأمن من قبل واشنطن، فإن كوريا الشمالية ستعيد النظر في إجراءات إضافية تتجاوز الأنشطة العسكرية العادية، دون الخوض في التفاصيل.
وتعمّقت المخاوف بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية في جارتها الجنوبية، بعدما أجرت بيونغ يانغ عدداً قياسياً من التجارب الصاروخية في عام 2022، واعتمدت قانوناً يصرح بالاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية.
يُذكر أن العديد من الصواريخ التي تم اختبارها كانت أسلحة ذات قدرات نووية، تضع كوريا الجنوبية في مجالها.
ورداً على التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة، وسّعت كوريا الجنوبية والجيش الأميركي تدريباتهما المشتركة، وصعدتا الضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها النووي.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الدفاع لويد أوستن إن الولايات المتحدة ستزيد أيضاً من نشرها للأسلحة المتقدمة، مثل الطائرات المقاتلة والقاذفات، في شبه الجزيرة الكورية.
(أسوشييتد برس، رويترز)