قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال زيارته الحالية لطهران إن التعاون بين روسيا وإيران يصعد إلى مستوى جديد، مشيداً بتطور الحوار بين البلدين بشكل مكثف.
وأوضح شويغو خلال لقائه نظيره الإيراني، محمد رضا آشتياني، وفق بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية على قناتها في "تليغرام" صباح اليوم الأربعاء، أن روسيا وإيران "تستهدفان تحقيق الطيف الكامل من الفعاليات المخطط لها رغم تصدي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لذلك"، مضيفاً أنه "لا أفق لضغط العقوبات على روسيا وإيران. في المقابل، فإنّ التعاون الروسي الإيراني يرتقي إلى مستوى جديد".
وأعرب الوزير عن استعداده لـ"مواصلة الأعمال المشتركة في مجال تعزيز الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الجانبين عازمان على تعزيز الشراكة في المجال الدفاعي، وكذلك التعاون العسكري.
وخلال اللقاء، أكد وزير الدفاع الإيراني أن "التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين يحظى بدعم كبار قادتهما، بهدف تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة والنظام الدولي"، وفق وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء.
وشدد آشتياني على أهمية التعاون بين إيران وروسيا في المجالات الإقليمية والدولية كـ"ضامن للمصالح والأمن للبلدين"، مضيفاً أن "مواجهة التحديات المشتركة، ومنها الأحادية الأميركية، من المواضيع المهمة والاستراتيجية للتعاون المشترك".
وأكد الوزير الإيراني رفض بلاده "أي حضور للقوات غير الإقليمية" في منطقة القوقاز، معتبراً أن صيغة 3+3 تشكل حلاً سلمياً للمشاكل في هذه المنطقة. وتتشكل هذه الصيغة من إيران وروسيا وأذربيجان وتركيا وأرمينيا وجورجيا.
وعرّج آشتياني على الاتفاق النووي وانتهاء الحظر التسليحي الصاروخي على إيران في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بموجب ما ينص عليه الاتفاق والقرار 2231، مندداً ببيان الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن عدم إلغاء العقوبات الصاروخية على إيران.
ووصف البيان الأوروبي بأنه "حاقد"، والاتهامات الأوروبية لطهران بعدم التزام تعهداتها بأنها "كذبة سياسية كبرى".
من جهته، أعلن شويغو تأييد بلاده لحل قضايا القوقاز الخلافية من خلال صيغة 3+3، داعياً إلى استمرار التعاون في الملف السوري في إطار الرباعية المشكلة من روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري.
وبحث وزير الدفاع الروسي في لقائه، اليوم الأربعاء، مع أمين مجلس الأمن الإيراني علي أكبر أحمديان، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التهديدات المشتركة، وفق ما أوردته وكالة "نور نيوز" المقربة من المجلس الإيراني.
وأضافت الوكالة أن الطرفين بحثا في اللقاء "طيفاً واسعاً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك في أبعادها الثنائية والإقليمية والدولية، وخصوصاً تطورات القوقاز" على خلفية العملية الأذربيجانية في كاراباخ.
وذكر مصدر إيراني أن أحمديان وشويغو دعوَا خلال اللقاء إلى "تنمية العلاقات الشاملة ومكافحة الإرهاب المنظم"، واعتبرا أن تدخل القوى من خارج المنطقة "أهم عنصر في عدم استقرار المنطقة وغياب الأمن".
وأكد الطرفان "أهمية توسيع التعاون الإقليمي للوصول إلى الأمن الجماعي كحل مؤثر لإنهاء تدخلات الأجانب".
وكان شويغو قد وصل إلى طهران أمس الثلاثاء، وسط تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات العسكرية الروسية الإيرانية، وستشكل مرحلة هامة في الدفع بالتعاون بين البلدين.
وبحسب التلفزيون الإيراني، فإن شويغو سيلتقي كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الروسي رداً على زيارات مماثلة لكبار القادة العسكريين الإيرانيين خلال السنوات الأخيرة، في مقدمهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، خلال أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وفي يونيو/حزيران الماضي، بحث الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني إبراهيم رئيسي، في اتصال هاتفي، آفاق التعاون الثنائي وبضع قضايا للأجندة الدولية، بما فيها ضمان الاستقرار في جنوب القوقاز والتسوية السورية، وفق ما كشف عنه المكتب الصحافي للكرملين في بيان صدر حينها.