صراع دام على سد تشرين الاستراتيجي في شمال سورية

غازي عنتاب

محمد أمين

avata
محمد أمين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في سورية.
06 يناير 2025
صراع دام بين قسد والجيش الوطني على سد تشرين الاستراتيجي
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد منطقة سد تشرين وجسر قره قوزاق صراعاً عنيفاً بين "قوات سوريا الديمقراطية" و"الجيش الوطني السوري"، حيث تسعى الأخيرة للسيطرة على السد الاستراتيجي دون نجاح، مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين.
- سد تشرين، الذي دخل الخدمة عام 1999، يُعتبر مشروعاً حيوياً في سوريا، يساهم في توليد الطاقة الكهربائية وري الأراضي الزراعية، ويقلل من مخاطر الفيضانات.
- للسد أهمية استراتيجية وسياحية، حيث يؤثر على إدارة الموارد المائية ويعزز التنمية الاقتصادية، ويرتبط بالنفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة.

يدور صراع دام في الأيام الأخيرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وفصائل سورية منضوية في "الجيش الوطني السوري" التي تحاول السيطرة على سد تشرين وجسر قره قوزاق على نهر الفرات في ريف حلب، الذي يعد من أهم السدود المائية  في سورية. وخاضت الفصائل معارك قوية ضد "قسد" استخدمت فيها أسلحة ثقيلة والطيران المسيّر إلا أنها فشلت حتى الآن في إخراج قسد من منطقة السد.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حصيلة عالية من القتلى والمصابين في هذه المعارك من العسكريين والمدنيين وقال إنه وثق مقتل 280، منهم 25 مدنياً بينهم خمس نساء وطفلان، وتوزع  الباقي بين 199 عنصراً من فصائل الجيش الوطني السوري و56 عنصراً من "قسد" والتشكيلات العسكرية التابعة لها.

وتسيطر "قسد" على سد تشرين الاستراتيجي منذ منتصف عام 2016 عقب طرد تنظيم "داعش" من المنطقة. ويبعد السد عن مدينة حلب نحو 115 كلم وعن مدينة منبج نحو 30 كلم وعن الحدود التركية 80 كلم، ودخل السد في الخدمة عام 1999 وكانت الغاية من تشييده توليد الطاقة الكهربائية. ويحتجز السد خلفة بحيرة صناعية هي الأكبر في البلاد بعد بحيرة الفرات في مدينة الطبقة، حيث يبلغ حجم التخزين فيها حوالي 1.9 مليار متر مكعب من المياه العذبة وفق مصادر رسمية. وتوفر هذه البحيرة مياه الري لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية في ريفي حلب الشمالي والشرقي.

ويعد "تشرين" السد الثاني من حيث الأهمية بين السدود المقامة على نهر الفرات وهي: سد الفرات في منطقة الطبقة بريف الرقة الغربي وسد "البعث" الواقع الى الشرق من سد الفرات بنحو 30 كلم، فضلاً عن سد تشرين. وتسعى فصائل الجيش الوطني للسيطرة على هذا السد لأنه يعتبر المدخل الواسع الى ما بات يُعرف اصطلاحاً بـ مناطق "شرقي الفرات" الذي تسيطر عليها "قسد" ذات الصبغة الكردية. وكانت فصائل "الوطني" سيطرت على مدينة منبج غربي نهر الفرات ومعظم ريفها في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد معارك مع "قسد" التي تحاول المحافظة على مناطق سيطرتها في شمال شرقي سورية.

وأوضح الباحث الاقتصادي ياسر الحسين في حديث مع "العربي الجديد" أن سد تشرين يُعد "من المشاريع الحيوية في سورية وله أهمية متعددة الجوانب"، موضحاً "يُعد السد من أهم مصادر توليد الطاقة الكهرومائية في سورية ويضم محطة توليد كهرباء تتألف من عدة توربينات، تبلغ قدرتها الإنتاجية حوالي 630 ميغاواط، مما يسهم في تلبية جزء كبير من احتياجات المنطقة من الكهرباء". وأضاف أن السد "يلعب دوراً محورياً في تحسين وتوسيع الرقعة الزراعية في المناطق المحيطة من خلال توفير مياه الري. ويسهم في دعم الزراعة التي تُعد العمود الفقري للاقتصاد المحلي في المنطقة".

وأشار الحسين إلى أن "سد تشرين يشكل خزاناً مائياً كبيراً يساعد في التحكم بتدفق المياه على نهر الفرات، مما يقلل من مخاطر الفيضانات خلال مواسم الأمطار، كما يوفر المياه للاستخدام البشري والصناعي". ولفت إلى أن موقع السد على نهر الفرات "يُعتبر عنصراً استراتيجياً يؤثر على إدارة الموارد المائية في سورية. كما أن له بُعداً استراتيجياً في النزاعات المتعلقة بالموارد المائية مع الدول المجاورة"، مضيفاً أن للسد أهمية سياحية وتنموية حيث يحيط به "مشهد طبيعي مميز يوفر فرصاً سياحية محتملة مثل الصيد والأنشطة المائية، مما يعزز من التنمية الاقتصادية المحلية". وقال الحسين إن المناطق المحيطة على السد تعتمد عليه لتلبية احتياجاتها من الطاقة والمياه وبالتالي فإن "السيطرة عليه غالباً ما ترتبط بالنفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة. كما أن دوره في إدارة الموارد المائية يعكس جزءاً من التحديات المائية بين سورية ودولتي المنبع والمصب (تركيا والعراق)".

ذات صلة

الصورة
سوريون يصطفون أمام البنك المركزي في دمشق لاستبدال عملات، 30 ديسمبر 2024 (Getty)

سياسة

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف بعض العقوبات على سورية، بغرض السماح بالمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سورية
الصورة
مساعدات قطرية في مطار دمشق الدولي - سورية - 2 يناير 2025 (إكس)

مجتمع

وصلت طائرة مساعدات ثالثة من دولة قطر إلى مطار دمشق الدولي، من ضمن الجسر الجوي القطري الذي أُطلق لإيصال الإمدادات إلى الشعب السوري بعد إطاحة نظام بشار الأسد.
الصورة
مقاتلون من فيلق الشام في دمشق، ديسمبر 2024 (عامر السيد علي)

سياسة

لا يفارق مشهد الدمار وآثار الجريمة، العابرين طريق ريف دمشق نحو المحافظات الشمالية والغربية في سورية؛ من القابون، الممسوحة بالكامل، وصولاً إلى إدلب
الصورة
سوريون عائدون إلى سراقب - شمال غرب سورية - 1 ديسمبر 2024 (بلال الحمود/ فرانس برس)

مجتمع

بعد سنوات من الحرب التي طاولت مدينة سراقب في ريف إدلب شمال غربي سورية، بدأ عدد من أهلها بالعودة إلى مدينتهم التي طاولها الخراب الناجم عن المواجهات العسكرية.
المساهمون