ضابط فلسطيني يعلن براءته من الأجهزة الأمنية وسط توتر مستمر في جنين

رام الله

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
11 ديسمبر 2024
ضابط يتبرأ من أمن السلطة الفلسطينية عقب مقتل شاب
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الضابط مصطفى إبراهيم صالح براءته من ممارسات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد مقتل الشاب ربحي الشلبي، داعياً لترك "مربع الخطأ" واستهداف الأمن لمقدرات الحياة في مخيم جنين بشكل ممنهج.

- تتهم الأجهزة الأمنية "كتيبة جنين" بمقتل الشلبي، بينما ينفي الناشط محمود أبو طلال ذلك، مشيراً إلى فشل محاولات إنهاء الخلاف مع الأجهزة الأمنية التي تسعى لإنهاء المقاومة لتحقيق امتيازات مع الاحتلال.

- يستمر التوتر في جنين لليوم السابع مع اشتباكات بين الأجهزة الأمنية و"كتيبة جنين"، حيث بدأت الأحداث باعتقالات واستيلاء الكتيبة على مركبات حكومية، وصولاً إلى حصار المخيم وقتل الشلبي.

في تصعيد لافت رفضاً لممارسات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحق مخيم جنين شمال الضفة الغربية، أعلن الضابط المقدّم في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، مصطفى إبراهيم صالح براءته من سلوكيات الأجهزة الأمنية في مخيم جنين المتواصلة منذ نحو أسبوع. وتصاعدت هذه السلوكيات تحديداً في أعقاب حادثة مقتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاماً)، بعد أن أوقفته دورية الأجهزة الأمنية في حيّ الجابريات بمدينة جنين، أول من أمس الاثنين، وأطلقت عليه النار بشكل مباشر.

وظهر صالح أمس الثلاثاء، خلال تشييع الشاب الشلبي، قائلاً: "انتصاراً لله ولرسوله ولدماء الشهداء ولأهلي في مخيم جنين، أعلن براءتي أمام الله ورسوله من هؤلاء القتلة (الأجهزة الأمنية)، ومن هذه اللحظة لا يوجد صلة لي بهم". ودعا صالح من وصفهم بالشرفاء في الأجهزة الأمنية إلى ترك ما أسماه "مربع الخطأ"، وألا يكونوا في صفّ من يقتل شعبه وأهله ودينه.

وأرجع مصطفى صالح، في حديث مع "العربي الجديد"، دوافع قراره إلى عدة أسباب، أبرزها ما وصفه بـ"قتل الشاب الشلبي بدم بارد، وليس عن طريق الخطأ، في مشهد يعيد للأذهان استهداف الشهيد محمد الدرة، أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية".

وأشار صالح إلى "تعمد الأمن الفلسطيني استهداف مقدرات الحياة في مخيم جنين، عبر إطلاق النار المباشر على منازل المواطنين، بما في ذلك غرف نومهم، واستهداف محولات الكهرباء وخزانات المياه على أسطح المنازل، بشكل ممنهج".

وتابع: "الأمن لم يستهدف المقاومين أو شخصيات بينهم خلافات سابقة، بل انتقل إلى مرحلة استهداف اللاجئين في المخيم ومقدراته المجتمعية، ولو كان هذا السلوك صادراً عن الاحتلال، لكان مفهوماً في سياق معين، أما أن تُضرب البنية التحتية للمخيم من قِبل عناصر الأمن، فهذا أمر غير منطقي وغير مبرر".

وأشار الضابط الفلسطيني إلى أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع مقرات الدفاع المدني والمستشفيات المحيطة بالمخيم وكأنها ثكنات عسكرية، تُستخدم لمراقبة أفراد "كتيبة جنين" وملاحقتهم.

وتساءل صالح قائلاً: "كيف يمكنني الاستمرار بالعمل في هذا الجهاز، بعد أن قضيت 14 عاماً في السجون الإسرائيلية، وقدمت ابني أمجد شهيداً عقب تنفيذه كميناً في حي الدمج أواخر أغسطس/آب الماضي، ضد الاحتلال، أبنائي ما زالوا أسرى في السجون، ولهذا لا أقبل أن أكون في هذا الموقع، لن أقلق، حتى لو كان هذا مصدر رزقي".

وتحاول الأجهزة الأمنية إلصاق تهمة استهداف الشاب الشلبي بأفراد "كتيبة جنين"، بزعم أنهم كانوا في بناية محاذية لموقع الحادثة، وفقاً لما يرويه الناشط المقرّب من الكتيبة، محمود أبو طلال، في حديث مع "العربي الجديد".

وقال أبو طلال: "لدينا ما يوثّق ويثبت أن البناية، التي تعود لعائلة أبو الهيجاء، ويزعم الأمن عبر مواقع التواصل أنها موقع يتحصن فيه أفراد الكتيبة، هي في الحقيقة مكان يوجد فيه عناصر الأجهزة الأمنية، وينتشر على نوافذها وسطحها القنّاصة التابعون للأمن".

وتابع أبو طلال: "لدينا القدرة لنعرف من أطلق النار على الشاب الشلبي، وسنترك الأمور لتكشف في الوقت المناسب، وسنوضح الأمور بالتفاصيل حول من كان في دورية الأجهزة الأمنية، وما هو رقم المركبة التي نفذت عملية الإعدام".

وأوضح الناشط الفلسطيني أن محاولات إنهاء الخلاف مع الأجهزة الأمنية باءت بالفشل، مشيراً إلى أنهم تلقوا رسائل من أعلى المستويات الأمنية في السلطة الفلسطينية، عبر وزير الداخلية زياد هبّ الريح، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج.

وأكد أبو طلال أن الرسائل تضمنت مطالبة جميع أفراد الكتيبة بتسليم أنفسهم، إلى جانب تسليم مقدّراتهم وعتادهم ومركباتهم، في مقر المقاطعة بالمحافظة، مشيراً إلى أن هذه المطالب جاءت "دون تقديم أي مقابل لصالح المخيم، بل بهدف إيصال رسائل للاحتلال الإسرائيلي بأن السلطة قادرة على إنهاء حالة المقاومة، وتحقيق امتيازات على أثر ذلك".

وكان الناشط محمد العامر، والد الشهيدين أيهم وأيسر، قد طرح مبادرة لحلّ الخلاف بين أفراد الكتيبة، وعناصر الأجهزة الأمنية على أن تسلّم الكتيبة المركبات التي صادرتها من أجهزة السلطة في وقت سابق، مقابل العمل على الإفراج عن المعتقلين الذين جرى اعتقالهم ومصادرة الأموال التي كانت بحوزتهم وموجّهة لأهالي الشهداء والأسرى.

غير أن أبو طلال يوضح أن الأجهزة الأمنية رفضت المقترح وتعاملت مع موافقة الكتيبة على أنها تنازل وتراجع وخوف، واستهدفت مركبات أفراد الكتيبة بالرصاص الحي المباشر.

وقال: "لن نسمح للأجهزة الأمنية باقتحام المخيّم، حتى لو على جثثنا، ونحن نمتلك معدات عسكرية من أسلحة، وأكواع متفجرة، وعبوات مزروعة في مناطق مختلفة لا نهدف من خلالها إلا لاستهداف آليات الاحتلال العسكرية المقتحمة للمخيم، ولا نتمنى أن نصل لمواجهة مباشرة بيننا وبينهم، لأننا نملك قوة لا يمكن لهم مواجهتها، وتحديداً على الصعيد الشعبي، هناك آلاف مستعدة للخروج في مساندة الكتيبة".

ووفق أبو طلال، فإنه لا يوجد معتقلون لدى الأجهزة الأمنية من أفراد الكتيبة، ولكن هناك عدّة حالات اعتقال منذ الثالث من الشهر الجاري، وجميعها لأسرى محررين، وذوي شهداء وأسرى، ولا يوجد تهمة جنائية ضدّهم، بل الخلفية مرتبطة بإسناد ودعم أهالي الشهداء.

وتستمر يومياً لقاءات قادة المؤسسة الأمنية في محافظة جنين للسيطرة على المخيم، حيث توجّه وزير الداخلية زياد هبّ الريح للمحافظة نحو 3 مرات منذ بداية الأحداث. وكذلك إسماعيل جبر مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، ومساعده لقوى الأمن، فيما أصدر المجلس الثوري لحركة فتح بياناً جاء فيه: "نتابع باهتمام ما يجري في أكثر من محافظة من اعتداءات عبر إطلاق النار على الأجهزة الأمنية، أو زرع العبوات المتفجرة في الشوارع المكتظة، بالسكان أو أمام مقرات الأجهزة الأمنية، أو المستشفيات، أو بيوت الضباط، والاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة تحت التهديد والابتزاز. كما نقف إلى جانب الأجهزة الأمنية، وندعو للتعامل بحزم مع هؤلاء المارقين الخارجين عن القانون".

ويسود التوتر لليوم السابع على التوالي في مدينة جنين ومخيّمها، حيث تستمر الاشتباكات المسلّحة بين أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر مسلّحة من "كتيبة جنين - الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي" بالتزامن مع فرض حصار على المخيم.

وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة، الخميس الماضي، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله، وصولاً إلى قتل الشاب ربحي محمد الشلبي (19 عاماً) أول من أمس الاثنين.

ذات صلة

الصورة
سيارة إسعاف إسرائيلية في بلدة حوارة في الضفة الغربية، فبراير 2023 (Getty)

سياسة

قُتل 3 إسرائيليين وجُرح آخرون في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة كيدوميم، القريبة من قرية الفندق الواقعة شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة.
الصورة

سياسة

بالتحاقهم بالمسار، يصبح الطلبة "ظلالا" مُكنّاة بـ"أحرف"، بدل أسمائهم التي حملوها منذ ولدوا، ليبدأوا بتعلّم ما يؤهلهم لكي يصبحوا مقاتلين في الأجهزة الأمنية.
الصورة
الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية في محيط مستشفى كمال عدوان - شمال قطاع غزة - 27 ديسمبر 2024 (إكس)

مجتمع

وسط المجازر الإسرائيلية المتواصلة في شمال قطاع غزة، عُدّ الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان رمزاً للصمود في مواجهة الإبادة الجماعية.
الصورة

سياسة

أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، صباح اليوم السبت، عن مقتل أحد الضباط في حرس الرئيس خلال الحملة الأمنية على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
المساهمون