استهدفت ضربة جديدة بعد ظهر السبت موقعًا عسكريًا في الحديدة بغرب اليمن، كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخًا باتجاه البحر الأحمر، وفق ما أفاد مصدران في صفوفهم، وذلك بعد ساعات من ضربة أميركية على قاعدة في صنعاء.
وتأتي هذه الضربات السبت، غداة شنّ القوات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين، ردًا على هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وقال مصدر عسكري موالٍ للحوثيين في الحديدة لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، "تم ضرب الموقع الذي انطلق منه قبل قليل صاروخ حوثي على أطراف مدينة الحديدة باتجاه البحر الأحمر".
وأضاف "لم يُعرف ما إذا كان القصف من البحر أم غارة".
وأكد مصدر أمني في شرطة الحديدة، بدون الكشف عن هويته، حصول الضربة الجديدة.
ولم يحدد المصدران الجهة التي شنّت الضربة كما لم يصدر حتى الساعة أي تعليق عن القوات الأميركية أو البريطانية.
وأفادت مراسلة لوكالة فرانس برس في الحديدة عن سماع صوت تحليق صاروخ ودويّ انفجار قوي تلاه بعد ساعة ونصف صوت انفجار بعيد.
لكن لم يصدر أي تعليق من لندن حول مشاركتها في ضربات السبت.
في شمال صنعاء، كان الحوثيون صباح السبت يفرضون إجراءات أمنية مشدّدة حول قاعدة الديلمي، وفق ما أفاد مراسل لفرانس برس.
وقد أُغلقت المنطقة المحيطة بها ولم يسمح بالدخول إليها إلا للسكان الذين لديهم تصاريح من مسؤول الحارة. وكان زجاج نوافذ المباني المجاورة للقاعدة محطمًا فيما نزح بعض السكان إلى مناطق يعتبرونها أكثر أمانًا.
ويأتي ذلك بعد ساعات من شنّ الجيش الأميركي ضربة على قاعدة عسكرية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2014.
وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان أن "القوات الأميركية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن" نحو الساعة 3,45 صباحا بالتوقيت المحلي السبت (00,45 توقيت غرينتش).
وقالت إن "هذه الضربة نفذتها حاملة الطائرات الأميركية كارني، باستخدام صواريخ "توماهوك لاند أتاك"... في متابعة للضربات التي نُفذت في 12 يناير بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية، بما في ذلك السفن التجارية".
من جهتها، أفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، فجر اليوم السبت، بأن طيران الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا استهدف العاصمة اليمينة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة بعدد من الغارات، وذلك بعد يوم على قصف مماثل استهدف مواقع في صنعاء ومحافظات أخرى في اليمن.
ولاحقاً، أوضحت "المسيرة" أن الضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شماليّ العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014.
At 3:45 a.m. (Sana’a time) on Jan 13., U.S. forces conducted a strike against a Houthi radar site in Yemen. This strike was conducted by the USS Carney (DDG 64) using Tomahawk Land Attack Missiles and was a follow-on action on a specific military target associated with strikes… pic.twitter.com/YE5BKJLGBv
— U.S. Central Command (@CENTCOM) January 13, 2024
وتأتي هذه الضربات بعد وقت قصير من توعد الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، بأن الولايات المتحدة "سترد إذا واصلوا سلوكهم غير المقبول"، واستمروا في مهاجمة سفن في البحر الأحمر.
ورداً على أسئلة صحافيين بشأن الرسالة التي يريد إيصالها إلى طهران بعد ضرب الحوثيين، قال بايدن إن رسالته وصلت.
وكان بايدن قد أعلن، فجر أمس الجمعة، أنّ قوات أميركية وبريطانية، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، "نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف التي يستخدمها الحوثيون في اليمن"، لافتاً إلى أن "هذه الضربات الأميركية البريطانية ردّ مباشر على هجمات الحوثيين على السفن الدولية في البحر الأحمر".
وفي أول بيان رسمي بعد الضربات الأميركية البريطانية، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن، يحيى سريع، الجمعة، إن "العدو الأميركي البريطاني أقدم في إطار دعمه لاستمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة على شنّ عدوان غاشم على الجمهورية اليمنية بثلاث وسبعين غارة"، مؤكداً أن الغارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.
كذلك قال رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) مهدي المشاط، في تصريح نشرته وكالة الأنباء (سبأ) في نسختها التابعة للحوثيين، إن "العدوان الأميركي الصهيوني والبريطاني على اليمن إجرامي غاشم وغير مبرر، وانتهاك سافر لكل القوانين، وسيدفع الثمن باهظاً".
وشدد على استمرار جماعته في "منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة مهما كان العدوان الأميركي الصهيوني والبريطاني على الشعب اليمني". وأضاف: "الدم اليمني غالٍ، وثأرنا لا يذبل"، مؤكداً أن "العدوان الأميركي الصهيوني والبريطاني المجرم لن يثني اليمن عن موقفه المساند والداعم لفلسطين".
وكان زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي قد قال، الخميس، إن جماعته "لن تتردد في فعل كل ما تستطيع وستواجه العدوان الأميركي"، متوعداً بأن "أي اعتداء أميركي لن يبقى أبداً دون رد"، في وقت أكد الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام، أن العمليات في البحر الأحمر "لن تتوقف".
ودافعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الضربات العسكرية على الحوثيين في اليمن، باعتبارها قانونية وتتفق مع القانون الدولي، في حين اتهمت روسيا والصين الجانبين الأميركي والبريطاني بإثارة التوتر في منطقة الشرق الأوسط. ووصفت روسيا العملية الأميركية البريطانية بأنها غير متناسبة وغير قانونية.
وعبّرت دول أخرى عن مخاوفها من أن تؤدي الضربات الأميركية والبريطانية إلى تأجيج التوتر المتزايد بالفعل في المنطقة بسبب حرب إسرائيل على غزة.
وجاءت تلك التصريحات خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي بشأن العملية الأميركية البريطانية التي نُفذت رداً على الهجمات التي يشنّها الحوثيون بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أشهر.
(العربي الجديد)