نقلت وكالة "رويترز" للأنباء اليوم الأربعاء عن مصادر مطلعة وأخرى قريبة من النظام السوري قولها إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف فجر الأحد الماضي دمشق ومناطق أخرى طاول مقراً كان يجتمع فيه مسؤولون إيرانيون لمناقشة كيفية تطوير المسيرات والقدرات الصاروخية لفائدة حلفاء إيران بسورية.
وأضافت نقلا عن المصدر ذاته، الذي اكتفت بالإشارة إلى أنه على علم بالقصف الذي جرى السبت وأهدافه، توضيحه أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مقر الاجتماع الذي كان يشارك فيه خبراء سوريون وإيرانيون في صناعة الطائرات المسيرة، قائلا كذلك إنه لم يقتل أي مسؤول إيراني كبير خلال الضربة.
وتابع قائلا: "القصف ضرب المركز الذي كانوا يعقدون فيه اجتماعهم، وكذا شقة داخل إقامة سكنية. قتل إثر ذلك مهندس سوري ومسؤول إيراني واحد، والأخير ليس بمسؤول كبير".
ودوّت انفجارات فجر الأحد في العاصمة السورية دمشق، نتيجة صواريخ إسرائيلية استهدفت منزلاً في حي كفرسوسة بالقرب من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية، وليس بعيداً عن مدرسة إيرانية، موجودة في هذا الحي.
وذكرت شبكة "صوت العاصمة"، أن البناء المستهدف في كفرسوسة تعود ملكيته لرجل الأعمال فاضل بلوي، مالك شركة الفاضل للحوالات المالية المرتبطة بـ"حزب الله" اللبناني، مشيرة إلى أن الضربة استهدفت بشكل رئيسي مرأب السيارات والغرف تحت الأرضية للبناء، ما تسبب في دمار كبير في المرأب والطوابق الأربعة الأولى. ورجحت الشبكة التي تنقل أنباء دمشق وريفها أن يكون البناء الذي تم استهدافه يُستخدم كمستودع ومركز دعم لوجستي للمليشيات الإيرانية.
وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي مواقع ضمن مناطق مأهولة بالمدنيين في قلب العاصمة السورية، ما يشير ربما إلى تغيير في استراتيجية الردع التي تمارسها تل أبيب حيال الوجود العسكري والأمني الإيراني في سورية.
ويضم حي كفرسوسة في جنوب غربي دمشق، مقرات عسكرية واستخبارية وفروعاً أمنية تابعة للنظام. وبيّنت مصادر مطلعة في دمشق في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن هناك مربعاً أمنياً للحرس الثوري الإيراني في حي كفرسوسة، مشيرة إلى أن القائد العسكري في "حزب الله" اللبناني عماد مغنية كان قتل في هذا الحي في عام 2008، في عملية تفجير من المرجح أن إسرائيل وقفت وراءها.
وأوضحت المصادر التي تقيم في المنطقة التي شهدت القصف أن "الحرس الإيراني" يتخذ من حي كفرسوسة مقر إقامة وتوجيه لبعض قياداته، نظراً لقرب الحي من مبان رسمية وسفارات أجنبية ومقرات لأجهزة استخبارية تابعة للنظام، وخصوصاً جهاز الأمن العسكري وجهاز أمن الدولة، إضافة إلى كونه مأهولاً بالمدنيين، ما يؤمّن حماية لقادة الحرس من الاستهداف الإسرائيلي.
إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن مصدر ثان، قالت إنه تحدث إلى عناصر أمن مطلعين بالنظام السوري، تأكيده أن الإيرانيين كانوا يحضرون اجتماع الخبراء التقنيين داخل مقر عسكري إيراني بمرأب مبنى سكني داخل منشأة أمنية.
وقال إن أحد القتلى مهندس مدني بجيش النظام السوري كان يعمل في مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري، الذي تقول دول غربية إنه مركز لإنتاج صواريخ وأسلحة كيميائية، فيما تنفي دمشق ذلك.
وقال مصدر أمني إقليمي لـ"رويترز" إن مهندسا في "الحرس الثوري" كان مشاركا في برنامج الصواريخ الإيراني أُصيب بجراح خطيرة ونُقل إلى مستشفى في طهران، فيما نجا عضوان آخران من "الحرس الثوري" كانا في الاجتماع دون أذى.
كما أفاد مصدر آخر، وهو مسؤول استخباراتي إقليمي مطلع بشأن الهجوم، بأن الهدف كان جزءا من برنامج سري لإنتاج الصواريخ الموجهة يديره "الحرس الثوري" الإيراني.
وصرح مصدر أمني إقليمي مطلع بشأن الهجوم وهدفه بأنه استهدف مسؤولين من إيران و"حزب الله".
وقال مصدران من أجهزة مخابرات غربية في أعقاب الهجوم إن الهدف كان مركزا لوجستيا يديره "الحرس الثوري".
(العربي الجديد، رويترز)