أكد الناطق باسم حكومة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، أن أفغانستان تسعى لتحسين علاقاتها مع كلّ الدول، لا سيما دول الجوار، مشيراً إلى أن تحسين علاقاتها مع باكستان ممكن عندما تتولى قيادة واعية زمام الحكم في إسلام أباد، وذلك رداً على رئيس الوزراء الباكستاني أنوار الحق كاكار الذي قال إن العلاقات بين البلدين سوف تتحسن عندما تتولى حكومة شرعية زمام الحكم في كابول.
وقال مجاهد في حديث مع "بي بي سي" البشتوية مساء أمس الخميس، إن لبلاده علاقات جيدة مع كلّ دول الجوار، موضحاً أن في أفغانستان حكومة شرعية يقف إلى جانبها الشعب، وهي تقوم بكلّ مهام البلاد.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد دافع أيضاً، في خطاب له أمام اجتماع في إسلام أباد مساء الأربعاء، عن قرار بلاده بترحيل اللاجئين الأفغان، موضحاً أن تلك القضية كانت مهمة لبلاده وهي مصرة على تنفيذ ذلك القرار، مشدداً على أن عناصر اتخذت من الأراضي الأفغانية مأوى لها، تعبث بأمن باكستان.
كما تحدث رئيس الوزراء الباكستاني بنبرة لينة ومغايرة لما سبق، حول علاقات بلاده مع الهند، مشدداً على أن الهند قوة اقتصادية في المنطقة، وأنه إذا تم حلّ قضية كشمير، لن تكون هناك مشاكل أخرى بين بلاده والهند، غير أنه شدد في الوقت نفسه على أن مستقبل إقليم كشمير لا بد وأن يُترك للشعب الكشميري، وأن الهند وباكستان لا يمكنهما فرض حلّ على أبناء الشعب الكشميري.
وكان المندوب الباكستاني الخاص لأفغانستان صادق خان قد أكد، في تصريح قبل ثلاثة أيام، أن استتباب الأمن في أفغانستان بعد سيطرة "طالبان" عليها أصبح عذاباً لباكستان، وأن الوضع الأمني في البلاد أصبح متدنياً جداً.
كما اتهم صادق خان، حكومة "طالبان" بإيواء عناصر من "طالبان" الباكستانية، التي تخطط للهجمات في كابول، وتنفذها داخل باكستان.
يذكر أن العلاقات الباكستانية الأفغانية تشهد توتراً غير مسبوق، بسبب اتهام إسلام أباد لكابول بأنها تؤوي "طالبان" الباكستانية، الأمر الذي ترفضه كابول، وبسبب قرار باكستان ترحيل اللاجئين الأفغان.
وتنفي أفغانستان الاتهامات الباكستانية وقال وزير الخارجية الأفغاني، الملا أمير خان متقي، في 9 نوفمبر، إنه لا وجود لـ"طالبان" الباكستانية على الأراضي الأفغانية، وإن الأمن الباكستاني شأن داخلي لباكستان لا علاقة له بأفغانستان، موضحاً أن "طالبان" الباكستانية كانت تنفذ الهجمات في كل ربوع باكستان قبل وصول "طالبان" إلى السلطة وهي لا تزال موجودة، إنه شأن داخلي باكستاني.