أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس، إنّ السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد منح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، في إشارة على ما يبدو إلى اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية بوساطة أميركية، موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي يتحدى قرارات الأمم المتحدة وينتهك مبادئ القانون والشرعية الدولية.
وخلال كلمته، دعا عباس المجتمع الدولي إلى تنفيذ قراراته المتعلقة بالحق الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، الذي قال إنّه يسابق الزمن لتغيير الواقع التاريخي والجغرافي والديمغرافي على الأرض، من أجل ديمومته وتكريس الفصل العنصري (الأبارتهايد)".
وطالب عباس المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس ومقدساتها، وبالذات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمسجد الإبراهيمي في الخليل، محذراً من "تحويل الصراع السياسي إلى ديني".
وأضاف أن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة جراء القيود التي تفرضها علينا، والتي تمنعنا من الوصول إلى مواردنا الطبيعية، وتحتجز أموالنا دون وجه حق، وتواصل حصارها على أهلنا في قطاع غزة، وتسيطر على جميع نقاط العبور والخطوط الفاصلة بين الضفة ومحيطها".
كما طالب عباس الأمم المتحدة بتنفيذ قرارات توفير الحماية للشعب الفلسطيني من العدوان المتواصل لجيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، مضيفاً: "نطلب منكم دعم توجهنا للمحاكم والجهات الدولية ذات الاختصاص، لأن الوضع القائم لم يعد مُحتملاً".
وشدّد عباس على أن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن وطنه وعن حقوقه المشروعة، من خلال "المقاومة الشعبية السلمية كخيار استراتيجي للدفاع عن النفس، ولتحرير الأرض من احتلال استيطاني لا يؤمن بالسلام، ولا يقيم وزناً لمبادئ الحق والعدالة والقيم الإنسانية".
كما دعا الرئيس الفلسطيني إلى "تجريم إنكار النكبة الفلسطينية"، واعتماد الخامس عشر من مايو/أيار من كل عام يوماً عالمياً لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية.
وأوضح عباس أن الشعب لفلسطيني "طالما بقي تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض، فإننا سنبقى بحاجة إلى المساعدات المالية من المجتمع الدولي، وكذلك توفير الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، طالب عباس بعقد مؤتمر دولي للسلام، موضحاً أنه "أمام الاستعصاء الذي تواجهه عملية السلام بسبب السياسات الإسرائيلية، لم يبق سوى الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وضع الترتيبات لعقد مُؤتمر دولي للسلام، تُشارك فيه جميع الدول المعنية، والذي قد يكون الفرصة الأخيرة لإبقاء حل الدولتين مُمكناً، ولمنع تدهور الأوضاع بشكل أكثر خطورة".
وأكد أنه بعد مرور ثلاثين عاماً على اتفاق أوسلو الذي تخلت عنه إسرائيل، لا يزال الأمل موجوداً بأن تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ قراراتها التي تقضي بـ"إنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة".
وحول إجراء الانتخابات العامة، أوضح الرئيس الفلسطيني أن "الحكومة الإسرائيلية تُعرقل إجراءها، كما فعلت في السابق، من خلال قرارها منع إجراء الانتخابات في القدس الشرقية، رغم التدخل المقدر من العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، لتمكين أهلنا في القدس من التصويت والترشح في هذه الانتخابات".