استكمل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان جولته، اليوم الجمعة، على المسؤولين اللبنانيين بلقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا الجمهوري، مجدداً الوقوف إلى جانب لبنان وتقديم المساعدات التي يحتاجها في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد.
كما التقى أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، حيث جرى استعراض آخر الأوضاع والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة، بحسب الدائرة الإعلامية في الحزب.
وقال مصدر في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إن "الوزير الإيراني مدّ يده للبنان في وقتٍ ترفض الكثير من الدول مساعدته، وتضع جملة شروط عليه قبل دعمه، وعلى المسؤولين اللبنانيين قبول المساعدة وإلا تأمين العرض نفسه من دول أخرى في وقتٍ البلاد بأمسّ الحاجة إليه"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية تؤثر على بعض المسؤولين في لبنان الذين يهابونها ويخشون في حال التعامل رسمياً مع إيران من العقوبات الأميركية، خصوصاً على أبواب الانتخابات النيابية".
وعرض وزير خارجية إيران مع الرئيس عون ما آلت إليه المحادثات بين بلاده والمملكة العربية السعودية والمفاوضات في فيينا ومواقف الدول المعنية منها، معرباً عن تفاؤله بأن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتائج إيجابية في وقتٍ قريبٍ.
وفي وقتٍ وضع عبد اللهيان الرئيس اللبناني في نتائج زيارته إلى سورية؛ توقف الوزير الإيراني عند العلاقات اللبنانية الإيرانية، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم المساعدات التي يحتاج إليها لبنان في المجالات كافة، لافتاً إلى أنه "تناول تفاصيلها مع المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، ولا سيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأبرزها توفير مادة القمح وغيرها من المواد الغذائية الضرورية التي قد تسبب أزمة غذائية عالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية"، مقترحاً عقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء المعنيين في كلا البلدين للبحث في التفاصيل وآليات العمل.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيانٍ، إن الرئيس عون أبلغ وزير الخارجية الإيراني أن لبنان يعتبر أن "أي تطوير إيجابي في مفاوضات فيينا للتوصل إلى اتفاق نهائي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة دول مجلس الأمن وألمانيا، ستكون له انعكاسات إيجابية على الاستقرار والسلام في دول المنطقة والعالم".
وأعرب عون عن "أمله في أن تستأنف جولات الحوار بين إيران والسعودية نظراً لدورهما على الصعيدين الاقليمي والدولي، فتنعكس الجهود ايجاباً على المنطقة وتساهم في تعزيز التقارب بين دولها".
كذلك، شكر الرئيس اللبناني إيران على "التضامن الذي تبديه دائماً تجاه الشعب اللبناني خلال الأزمات الصعبة التي يمرّ بها"، منوهاً بالمساعدات التي قدمتها للبنان بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020.
كما تحدث عون عن ملف اللجوء السوري (تصر السلطات الرسمية اللبنانية على توصيفهم بالنازحين) إلى لبنان، وتداعياته السلبية، متمنياً مساعدة إيران لـ"إيجاد حلٍّ لهذه الازمة التي أرهقت الاقتصاد اللبناني وباتت تشكل عبئاً اجتماعياً ومالياً كبيراً، ولا سيما أن معظم المناطق السورية باتت آمنة، ما يتيح العودة اليها"، على حدّ تعبير الرئيس اللبناني، الذي دائماً ما يطرح هذا الملف في لقاءاته طالباً الدعم من بوابته، علماً أنّ اللاجئين طاولتهم الأزمة الاقتصادية اللبنانية التي هي نتيجة ممارسات المسؤولين اللبنانيين وفاقمت معاناتهم.
وكان وزير خارجية إيران والوفد المرافق له التقى، الخميس، رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بحيث كان لافتاً انضمام وزراء الثقافة والصناعة والدفاع من الجانب اللبناني، وهم محسوبون على "عون – حزب الله"، علماً أنهم لم يكونوا ضمن الوفد اللبناني الرسمي، وقد جرى تبرير وجودهم بأنهم خرجوا من اجتماع كان منعقداً في السراي الحكومي وانضموا إلى لقاء ميقاتي– عبد اللهيان، وهو ما دفع مستشار ميقاتي الإعلامي إلى الطلب من المصورين عدم التقاط الصور لجميع الموجودين، وحصرها فقط برئيس الوزراء والوفد الإيراني، بحسب معلومات "العربي الجديد".
واكتفى البيان الإعلامي الصادر عن مكتب ميقاتي بذكر أعضاء الوفد الإيراني الذين شاركوا في اللقاء، مشيراً بكلام مقتضب إلى أنه جرى خلال الاجتماع عرض العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في المنطقة، مع الإشارة إلى أن عبد اللهيان كان عرض على ميقاتي أكثر من مرة التعاون اقتصادياً والمساهمة في بناء معملين لتوليد الطاقة الكهربائية في لبنان بقوة ألف ميغاواط لكل محطة.
وقال مصدر مقرب من ميقاتي لـ"العربي الجديد" إنّ "اللقاء كان إيجابياً، ولكن التعاون غير وارد حالياً ربطاً بالعقوبات، من هنا التعويل على التطورات في المنطقة، وخصوصاً على صعيد الاتفاق النووي الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على العلاقات الرسمية بين لبنان وإيران، كما ونوّه بالتطورات الإيرانية السعودية".