أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الإثنين، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد فقد مصداقيته وأمانته ليكون أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، داعياً إلى وجوب تقديم استقالته بشكل فوري.
جاء ذلك على خلفية تصريحات أبو الغيط، بأن اتفاقية تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية أوقفت ضم الأراضي الفلسطينية، و"هو الغطاء الفاسد الذي حاولت دولة الإمارات استخدامه لتمرير خرقها الفاضح لميثاق الجامعة العربية وقرارات قممها، ومبادرة السلام العربية".
وشدد عريقات على أن أبو الغيط قد أعلن بشكل فاضح وصارخ تأييده لرؤية الرئيس الأميركي ترامب، التي شكلت نقطة ارتكاز للاتفاقات التي وقعت بين الإمارات والبحرين من ناحية وإسرائيل (سلطة الاحتلال) من الناحية الأخرى، أي أنه وافق على أن تكون القدس الشرقية المحتلة والحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة تحت السيادة الإسرائيلية، "هذا الأمر الذي يعتبر بمثابة الضوء الأخضر لمن يسعى من الدول العربية للتطبيع المجاني مع إسرائيل، والتحالف معها أمنياً وعسكرياً، بمعنى أدق فإن أبو الغيط قد أصبح جزءاً من خرق ميثاق الجامعة وقراراتها ومبادرة السلام العربية".
وعلى صعيد اتهام دولة فلسطين بالمحاور، أكد عريقات أن فلسطين تتمسك بالقرار الوطني المستقل، ولن تكون قرباناً يقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي في هذه المنطقة، لأن فلسطين والقدس أكبر من المحاور، ولا يمكن لفلسطين إلا أن تكون جزءاً من منظومة الأمن العربي.
في المقابل، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي، "إن الوفد عقد لقاءات مكثفة استمرت ساعات مع المسؤولين بجهاز المخابرات المصرية العامة، بالإضافة إلى لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم، حيث تم عرض مجمل القضايا التي تم التوافق عليها والتي سيتم إقرارها بالمرحلة القادمة وفق الأطر التنظيمية بحركتي فتح وحماس، وكان هناك ترحيب كبير وتشجيع للخطوات التي قمنا بها لإنهاء الانقسام".
وأشار الرجوب إلى أنه سيعقد اجتماعاً للجنة المركزية الخميس المقبل، ومن ثم سيعقد لقاء مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وبعد إقرارها نتوافق على موعد محدد وفق قرار رئاسي للمواعيد، والآليات للانتخابات، "وإن ما سمعناه من وزير خارجية مصر اليوم هو التشجيع والحرص على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية وقيادة واحدة وهي منظمة التحرير، وأن العملية الديمقراطية هي الطريق لبناء هذه الوحدة وإنهاء هذا الانقسام، وهذا ما سمعناه من وزير خارجية قطر أيضاً".
أعلن أبو الغيط بشكل فاضح وصارخ تأييده لرؤية ترامب، أي أنه وافق على أن تكون القدس الشرقية المحتلة تحت السيادة الإسرائيلية
وأكد الرجوب باسم حركتي فتح وحماس أنه لا خلاف على دور مصر إطلاقاً، "ولا نستطيع أن نستغني عن دورها الإقليمي فيما يتعلق بالوحدة الفلسطينية، والاتفاق على آليات المتابعة، وفي مشروعنا الوطني، وأن هناك منهجية جديدة تتم الآن بالحوار الثنائي الفلسطيني، وبدون وصاية ورعاية وبدون تدخل من أيّ كان، ونحن ربطنا إنهاء الانقسام بالشراكة وبإقرارنا أن الرئيس محمود عباس رئيس للشعب الفلسطيني، وأن منظمة التحرير ممثل شرعي للشعب الفلسطيني، وإقرارنا بأن الانتخابات هي الطريق للشراكة في الحكم، وهذه المنهجية هي التي قادت إلى هذه النتائج".
وقال الرجوب: "إن حركة حماس متفقة معنا على دور مصر الريادي، وأبلغنا المسؤولين المصريين بذلك، وأن حوارنا فلسطيني–فلسطيني، وكان هناك توافق في اجتماع الفصائل على أربعة عناصر، وهي المنظمة، والدولة، والمقاومة الشعبية، والانتخابات بالتمثيل النسبي. ولا بد أن يتحول كل ذلك إلى توافق وطني، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد، ولن يتم تحديد موعد لأي اجتماع دون مناقشة الأطر التنظيمية في كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ولن نخطّ مساراً ثنائياً على حساب المسار الوطني، والضمانات على ذلك هي ثقتنا بأنفسنا وشعبنا، ونأمل أن يستمر هذا الحوار بهذا الشكل وبهذه الآليات".
وشدد الرجوب: "لا نستطيع أن نستغني عن دور مصر، ونطالبها بثلاثة طلبات رئيسية وثابتة، وهي: الحوار وإنجاز المصالحة وفق ما اتفقنا عليه تجاه إنهاء الانقسام، ونحتاج مصر بثقلها الجغرافي والسياسي ودورها الإقليمي وهي دولة عظمى بالمنطقة، وأن تبقي على فكرة الدولة من خلال الشرعية الدولية والمبادرة العربية على جدول أعمالها، ولا بد من كسر حالة الجمود".