استمع إلى الملخص
- يواجه حفيظ انتقادات من رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية وآخرين لعدم انسجام موقفه مع الموقف الرسمي الجزائري، واتهامات بتصريحات غير منسجمة مع دعم المقاومة.
- أكد حفيظ أن مشاركته في فعاليات لا تعني تأييد كل ما يُطرح فيها، واعتبر الاتهامات محاولات لإثارة الجدل ضد مسجد باريس.
رفض عميد مسجد باريس الذي يتبع للجزائر، اتهامات بتبنيه الرواية الإسرائيلية حول عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مواقع عسكرية ومستوطنات للاحتلال قرب حدود قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الاتهامات لاحقت عميد المسجد محمد حفيظ منذ تصريحات له نهاية العام الماضي، وصف فيها هجوم السابع أكتوبر 2023، بـ"المروع". وقال حفيظ، أمس الجمعة، "لم أتبن الرواية الصهيونية بأي حال من الأحوال، وقد بينت موقفي في بيانات سابقة منذ شهر نوفمبر 2023، إثر تصريحات معادية وُجهت لي من نفس الأطراف"، مضيفاً أن "موقف مسجد باريس الكبير من القضية الفلسطينية ثابت وواضح منذ بداية الأزمة. لقد استضفنا على مدار سنة منذ اندلاع الأزمة الحالية، العديد من الشخصيات الفلسطينية والدبلوماسية ونشطاء معروفين بدعمهم للقضية الفلسطينية، بينهم ريما حسن الناشطة الحقوقية والسياسية، وممثلة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي".
وكان عميد مسجد باريس يرد على تصريحات واتهامات وجهها له رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر عبد العالي حساني، وعدد من القوى والنخب الجزائرية، بشأن عدم انسجام موقفه مع الموقف الرسمي للدولة حيال حق الشعب الفلسطيني ومقاومته. وقال حساني "هناك مساعٍ لجس النبض للتطبيع في الجزائر نرفضها وندينها ولا نقبل أن تتكرر، ومن ذلك تماهي مؤسسة رسمية تتبع الجزائر (مسجد باريس) مع الرواية الصهيونية المعادية للمقاومة". ويواجه عميد المسجد أيضاً اتهامات بالإدلاء بتصريحات في بعض القنوات ووسائل الإعلام الفرنسية، اعتُبرت غير منسجمة مع الموقف الجزائري وفيها مساس بالمقاومة وتبنٍ للرواية الإسرائيلية.
وفي رده، قال حفيظ إن المؤسسة الدينية الكبرى في باريس "تدعم القضية الفلسطينية، ونظمت حملات جمع التبرع أكثر من مرة لفائدة المنكوبين والضحايا وعائلات الشهداء في غزة. وقد سبق أن أسهم المسجد في فعاليات سياسية، وقام بتخصيص خطب صلاة الجمعة للقضية الفلسطينية"، معتبراً أن الاتهامات الموجهة "بالخيانة والعمالة على خلفية حضوري ندوة تزامن وجودي فيها مع بعض ممثلي الجمعيات والشخصيات اليهودية الفرنسية"، محض "ادعاءات مغلوطة مضللة للرأي العام واتهامات مغرضة بحق مسجد باريس الكبير وعميده".
وأضاف "حضورنا في مختلف المناسبات لا يعني بالضرورة تزكيتنا أو تأييدنا لكل ما يطرح فيها"، واصفاً الاتهامات بأنها "مزايدات ومحاولة لاستغلال الظرف الحالي بغرض إثارة الجدل على حساب أكبر مؤسسة دينية في فرنسا وأوروبا".
ومنذ بداية الحرب على غزة، أثارت مواقف وتصريحات عميد مسجد باريس بشأن المقاومة جدلاً كبيراً في الجزائر، إذ سبق أن قال في برنامج لقناة فرنسية عقب اندلاع الحرب "نتعاطف مع ضحايا السابع من أكتوبر. رأينا مجازر مروعة"، معتبراً أن المقاومة "خرجت عن تعاليم الإسلام". وأصدر أيضاً بياناً وصف هجوم المقاومة بأنه "إرهاب".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، طالبت لائحة نيابية وقعها ثمانية من نواب البرلمان، ينتمون إلى أحزاب مختلفة معارضة وموالية للسلطة، بإقالة عميد مسجد باريس، ووصفت موقفه "بالمخزي والمرفوض". كما جرى استجواب نيابي في نفس الفترة لوزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي، حول موقف عميد المسجد من الأحداث في غزة.