استأنف المجتمع الدولي تحركاته لإحياء عملية السلام المتعثرة في اليمن، وذلك على وقع تصعيد عسكري واسع في الأطراف الغربية لمدينة مأرب، حيث تكثف جماعة الحوثيين هجماتها على معاقل الحكومة الشرعية لليوم الخامس على التوالي.
وقُبيل لقاء مرتقب، غداً الخميس، بين الوسطاء العمانيين والجانب السعودي لبحث الشروط الحوثية لوقف إطلاق النار، جددت الخارجية الأميركية، دعواتها لإنهاء النزاع وتحقيق السلام، وسط أنباء عن ملامح اختراق بعد الحصول على تنازلات من أطراف النزاع.
وقالت الخارجية الأميركية، في تصريحات نقلها الحساب الرسمي لسفارة واشنطن باليمن على تويتر "إنها بحاجة لرؤية التزام جاد من قبل الحوثيين بوقف إطلاق النار"، باعتبار ذلك هو ما سيمكن الناس من التنقل بحرية، ويسمح بعودة النازحين إلى ديارهم لاستئناف حياتهم الطبيعية.
المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، والذي توارى عن الأنظار منذ بداية جولة العنف الجديدة في مأرب، شدد هو الآخر على ضرورة "وقف إطلاق النار من أجل تحسين الوضع الإنساني، وذلك في تصريحات لـ"التلفزيون العربي"، ناقش فيها الجهود الأميركية والدولية للمساعدة في حل نزاع اليمن، والحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، وزيادة المشاركة البناءة والإجماع على إنهاء الحرب.
ناقش #المبعوث_الاميركي_الى_اليمن على قناة التلفزيون العربي الجهود الأميركية والدولية للمساعدة في حل نزاع اليمن، والحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، وزيادة المشاركة البناءة والإجماع على إنهاء الحرب. يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لتحسين الوضع الإنساني. https://t.co/mAlfpHlhjd
— US Embassy to Yemen السفارة الأميركية في اليمن (@USEmbassyYemen) June 23, 2021
الحكومة اليمنية، أعلنت من جانبها انفتاحها على كافة الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام، وقالت على لسان وزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، إنها " تتعامل بمرونة" مع تلك الجهود، وإن تحقيق السلام هو الهدف الرئيسي لها منذ اليوم الأول لتشكيلها.
وأبلغ بن مبارك، سفير فرنسا لدى اليمن، جان ماري صافا، خلال لقاء جمعهما في الرياض، أن وقف إطلاق النار الشامل على مستوى اليمن "هو الخطوة الإنسانية الأهم التي يجب تحقيقها لتتم عقبها معالجة كافة القضايا والذهاب إلى مفاوضات الحل الشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث".
واتهم المسؤول اليمني، جماعة الحوثيين بـ"عرقلة جهود إحلال السلام واستمرار عدوانها على مأرب وارتفاع وتيرة الانتهاكات الحوثية بحق المدنيين والنازحين من خلال ازدياد استهداف الأعيان المدنية والمناطق السكنية بالصواريخ الباليستية".
ولا يُعرف ما إذا كانت جماعة الحوثيين ستوافق على الدعوات الأميركية المنسجمة مع مطالب الحكومة اليمنية بضرورة وقف إطلاق النار كمطلب إنساني، أم لا، وخصوصاً أن تصعيدها الجديد في مأرب كان الهدف منه تحسين شروط التفاوض لوقف الحرب.
وفيما لم تصدر منها أي إشارات سياسية حول عملية السلام، واصلت جماعة الحوثيين هجماتها العسكرية على مدينة مأرب لليوم الخامس على التوالي، رغم الخسائر البشرية الهائلة التي مُنيت بها.
وتركزت معارك الأربعاء، في جبهتي صرواح والكسارة وصولاً إلى المناطق الصحراوية المؤدية إلى محافظة الجوف التي يحاول الحوثيون تحقيق اختراق ميداني عبرها إلى مناطق الشرعية.
وأعلن الجيش اليمني، في بيان صحافي، وصل "العربي الجديد"، أن قواته "نفذت كميناً محكماً لمليشيا الحوثي في إحدى شعاب جبهة صرواح، ما أسفر عن مقتل 17 عنصرا حوثيا وإصابة آخرين".
وأشار البيان، إلى أن مدفعية الجيش الوطني "شنّت قصفاً مركزاً استهدف مواقع وتجمعات للمليشيا في مواقع متفرقة بالجبهة، وأدى إلى إعطاب آليات قتالية وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، فيما دمر الطيران الحربي للتحالف، 4 دوريات عسكرية حوثية".
مصرع وإصابة العديد من عناصر المليشيات المدعومة من إيران في جبهة النضود، إضافة إلى تدمير عدد من الأطقم بما عليها من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) June 23, 2021
وفي محافظة الجوف، تحدث الجيش اليمني، عن تنفيذ هجوم خاطف على مواقع الحوثيين في جبهة النضود شرقي مدينة الحزم، مخلفاً عدداً من القتلى والجرحى وتدمير آليات حوثية مختلفة، وفقا لبيان منفصل.
وانحسرت الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على مواقع الحوثيين بشكل نسبي، اليوم الأربعاء. ووفقا لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، فقد تعرضت مديرية صرواح لـ 13 غارة، فضلاً عن غارة واحدة على مديرية رغوان، في معدل منخفض مقارنة بالأيام السابقة التي وصلت فيها الضربات اليومية إلى قرابة 30.
#المسيرة_عاجل | مأرب: 13 غارة لطيران العدوان السعودي الأميركي على مديرية صرواح وغارة على مديرية رغوان
— المسيرة - عاجل (@alosbou) June 23, 2021
وفي صعدة، شن الطيران 4 غارات جوية استهدفت مديريتي كتاف والظاهري على الشريط الحدودي مع السعودية، فيما تعرضت منطقة الرقو في مديرية منبه لقصف مدفعي سعودي أسفر عن إصابة مدني، وفقا لذات المصدر.
على صعيد آخر، أعلن التحالف السعودي اليوم تدمير 4 طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه المنطقة الجنوبية للمملكة.
#عاجل #التحالف: الدفاعات الجوية تعترض وتدمر ٤ طائرات بدون طيار مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية تجاه المنطقة الجنوبية.#واس_عام
— واس العام (@SPAregions) June 23, 2021
حرب شوارع في عدن
في سياق آخر، شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة، اشتباكات وحرب شوارع بين فصائل انفصالية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وسُمع تبادل كثيف لإطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة وفقا لما ذكره شاهد عيان لـ"العربي الجديد".
وأشار المصدر، إلى أن الاشتباكات التي اندلعت في حي الشيخ عبدالقوي بمديرية الشيخ عثمان، تسببت بذعر واسع في أوساط المدنيين وتصاعد أعمدة الدخان من عدة بنايات، إحداها مقر مكتب التربية في المديرية الذي تعرض لقذيفة "آر بي جي".
بعد سبع سنوات من التحرير عدن وبعد تسليمه لسراق و قطاعين الطرق وقتالين القتله ومطلوبين في جنايات لا حول ولا قوه الا بالله، نبحث عن دولة نريد دولة دولة pic.twitter.com/ioQXlgtz4y
— عمر العقيلي (@Ff5ri6Y5WrsR5G6) June 23, 2021
وأسفرت الاشتباكات التي دارت بين ما يسمى بالقطاع الثامن في الحزام الأمني وقوات الدعم والإسناد، وجميعها تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عن سقوط عدد من الجرحى المدنيين واحتراق مستودعين تجاريين.