لقي القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" عبد الوهاب بلفقيه، اليوم الثلاثاء، حتفه متأثرا بإصابته في حادث غامض بطلق ناري، وذلك بالتزامن مع تنظيم انتخابات رئاسة جهة كلميم واد نون (جنوبي المغرب)، التي آلت إلى الوزيرة السابقة مباركة بوعيدة، مرشحة حزب "التجمع الوطني للأحرار" الفائز بالانتخابات.
وكشف مرشح حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" لانتخابات رئاسة جهة كلميم واد نون محمد أبودرار، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، عن وفاة بلفقيه متأثرا بإصابته بطلق ناري، وذلك بعد ساعات من نقله إلى المستشفى العسكري بمدينة كلميم.
وبينما ألقى حادث مقتل بلفقيه، وهو أحد السياسيين ورجال الأعمال النافذين بجهة كلميم واد نون، بظلاله على المشهد السياسي في المغرب، كان لافتا تضارب الروايات حول الحادث الذي تعرض له عقب إصابته بطلق ناريّ فجر اليوم في بيته. وتم تداول أنباء عن أن الأمر سببه "محاولة انتحار" قبيل موعد انتخاب رئاسة الجهة التي أبعد عنها جراء قرار من قيادة "الأصالة والمعاصرة" المعارض سابقا والمرشح لدخول التحالف الحكومي القادم، بينما ربط آخرون الحادث بتصفية حسابات انتخابية. ولم يصدر على الفور أي بيان رسمي من السلطات القضائية أو الأمنية أو الحزب المحسوب عليه بخصوص الحادث وحيثياته.
وكان بلفقيه قد ترشح باسم "الأصالة والمعاصرة" لخوض السباق حول رئاسة مجلس جهة كلميم واد نون، إلا أن مسعاه بالظفر بالمنصب اصطدم بقرار مفاجئ للأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي بسحب التزكية منه، ليعلن بعدها الراحل اعتزاله السياسة ومغادرته الحزب جراء ما تعرض له من "غدر"، فيما كان لافتا إعلان دعمه لمرشح حزب "الاتحاد الاشتراكي" محمد أبودرار في انتخابات رئاسة الجهة.
وخلال اقتراع الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري، تمكن حزب بلفقيه من الحصول على 12 مقعدا في الجهة متقدما عل حزب "التجمع الوطني للأحرار"، الذي حصل على عشرة مقاعد، في حين ظفر حزب "الاستقلال" بخمسة مقاعد، و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بأربعة مقاعد.
ومع اشتداد التنافس حول رئاسة البلديات والمجالس المحلية ومجالس الجهات بين الأحزاب المغربية، طفت على السطح مشاهد سلبية لبعض المتنافسين، سواء من خلال استعمال العنف ضد خصومهم السياسيين، أو من خلال اللجوء إلى المساومة والابتزاز.
وشهدت عملية انتخاب رؤساء المجالس البلدية، التي كانت قد أجريت أمس الاثنين في عدد من مناطق المملكة، تسجيل حوادث عنف وتهديد بالتصفية الجسدية، كان من أبرزها ما وقع في العاصمة المغربية الرباط، بعدما تحولت جلسة انتخاب العمدة الجديد للمدينة إلى ساحة فوضى ومشادات وملاسنات بين أنصار كل من مرشحة حزب "التجمع الوطني للأحرار" أسماء غلالو، ومرشح حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الحسن لشكر، نجل زعيم الحزب إدريس لشكر، قبل أن تنتقل إلى خارج قاعة انعقاد الانتخابات على شكل صدامات بين أنصار المتنافسين، دفعت السلطات المحلية والأمن إلى التدخل واعتقال عدد من الأشخاص.