غوتيريس يبلغ إسرائيل بإدخالها القائمة السوداء لاستهدافها الأطفال

06 يونيو 2024
طفل فلسطيني في خانيونس فقد أطرافه جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، 3 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يبلغ إسرائيل بقرار إدراجها في القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال، مما يعكس القلق الدولي تجاه معاملة إسرائيل للأطفال في النزاعات.
- إسرائيل قد تواجه عقوبات دولية تشمل مقاطعات تجارية وعسكرية، في ظل جهودها السابقة لتجنب الإدراج بالقائمة السوداء وتحسين صورتها العالمية.
- الضغوط الدولية المتزايدة والدعوات لوقف الحرب على غزة والتحقيقات بشأن جرائم حرب تعقد مساعي إسرائيل لتعزيز علاقاتها الدولية وتحسين صورتها، خاصة مع استمرار النزاع والخسائر بين المدنيين.

أفادت القناة 13 العبرية، مساء اليوم الخميس، بأنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أبلغ إسرائيل بإدخالها القائمة السوداء وهي قائمة تشمل المنظّمات والدول التي تستهدف وتقتل الأطفال. وذكرت القناة أنّ غوتيريس، أبلغ مسؤولاً كبيراً في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم تسمّه القناة العبرية، بأنّ إسرائيل أُدخلت إلى "قائمة الدول التي تقتل الأطفال".

وأوضع غوتيريس للمسؤول العسكري الإسرائيلي، أنه سيضيف توقيعه النهائي على القرار خلال الأسبوع المقبل. ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم، أنه تم إبلاغهم بالقرار وأنّ إسرائيل تستعد لنشره.   

وبما أن القرار ينص عملياً على أنّ الجيش الإسرائيلي هو جيش يستهدف الأطفال، تخشى تل أبيب أنه قد يؤدي إلى فرض عقوبات من قبل دول في العالم، بما في ذلك تلك التي لها عواقب مباشرة على توريد الأسلحة إلى إسرائيل.

يذكر أن الأمم المتّحدة هددت على مر سنوات سابقة، بإدخال إسرائيل إلى القائمة السوداء لكن الخطوة كانت تُمنع في كل مرة من جديد. وسبق أن أعربت دولة الاحتلال، عن خشيتها من إدراجها في القائمة السوداء للأمم المتحدة، في التقرير المتوقّع نشره في الفترة القريبة المقبلة، ويشير إلى الدول والمنظمات التي تمس بالأطفال.

ويدور الحديث عن تقرير أعدّته ممثلة الأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، فيما واصلت إسرائيل العمل من وراء الكواليس طيلة الفترة الماضية، في محاولة لإقناع الأمم المتحدة بتصحيح "العيوب" الكثيرة، على حد وصفها، المشمولة في مسوّدة التقرير.

ومطلع مايو/ أيار الماضي، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بأنّ التصريحات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خاصة في ظل الحرب على قطاع غزة، تعزز المخاوف الإسرائيلية بشمل إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة، لأول مرة.

وأشارت التقديرات في إسرائيل حينها إلى أنه بسبب "عداء" غوتيريس لها، فإنها ستدرج في "القائمة السوداء" إلى جانب "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" وغيرها، كما تقدّر أن غوتيريس سيدرج حركة حماس أيضاً في القائمة.

وقبل صدور التقرير السابق، بذلت إسرائيل أيضاً جهوداً لتغيير المسوّدة، قادها سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد أردان، وأثمرت تلك الجهود عن إبقاء دولة الاحتلال خارج القائمة.

ولفتت الصحيفة في حينه، إلى أن الدول والمنظمات التي تشملها القائمة السوداء للأمم المتحدة لا تواجه فرض عقوبات فوريّة عليها، ولكن المخاوف الإسرائيلية الأساسية من أن يقود شمل إسرائيل في القائمة إلى مبادرات دولية إضافية ضدها، من قبيل مقاطعة شركات تجارية أو شركات أسلحة لها.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها إسرائيل في هذا الموقف، إذ واجهت وضعاً مشابهاً في العام الماضي، وأقدمت على خطوات استباقية حالت دون شملها.

وكانت القناة 13 العبرية قد كشفت في مايو/ أيار من العام 2023، قبيل نشر تقرير السنة الماضية الذي يتطرق لسنة 2022 التي سبقته، أن مسوّدة تقرير الأمم المتحدة تفيد بانتهاكات إسرائيلية بحق مئات الأطفال الفلسطينيين دون جيل 18 عاماً.

وأشارت المسوّدة في حينه إلى أن إسرائيل قتلت نحو 50 طفلاً فلسطينياً عام 2022 من خلال إطلاق الرصاص الحي، وشنّ هجمات على قطاع غزة، واستخدام الرصاص المطاطي وغيرها، إضافة إلى اعتقال الاحتلال أكثر من 800 طفل فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية، واستخدام العنف الجسدي ضدهم، كما رفضت إسرائيل في حينه أكثر من 1800 طلب لنقل أطفال فلسطينيين للعلاج داخل الخط الأخضر.

وعلى غرار محاولاتها اليوم تفادي شملها في القائمة السوداء للأمم المتحدة، سارعت إسرائيل في حينه إلى خطوات استباقية، من ضمنها عقد لقاء جمع سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان ومنسق أعمال الاحتلال في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، بالأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس.

وزع أردان وعليان تشويه المسوّدة للحقائق بشأن بيانات الأمم المتحدة المتعلقة بعدد الفلسطينيين المتضررين من عمليات الجيش الإسرائيلي، وأنها تبالغ في الأرقام المذكورة، وتعكس صورة "كاذبة". كما زعما أمام غوتيريس، وجود عمليات تحريض عبر الشبكات الاجتماعية، ما يؤدي إلى ضلوع الأطفال الفلسطينيين في عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وعرض أردان وعليان في المقابل مشاريع مدنية كثيرة، زعما أنها تهدف إلى تحسين حياة الفلسطينيين وأن جزءاً منها معطّل بسبب رفض الفلسطينيين التعاون مع إسرائيل بسبب حسابات سياسية خارجية.

وقال أردان في حينه: "نعمل منذ فترة طويلة لمنع شمل إسرائيل في القائمة السوداء مع الدول التي تمس بالأولاد وكانت الجلسة التي عقدناها مهمة". وأضاف: "لقد أطلعنا الأمين العام على معطيات واضحة تثبت أن معظم القصّر الفلسطينيين الذين قُتلوا في السنة الماضية (أي عام 2022) كانوا ضالعين بأحداث عنف وإرهاب وهذه المعلومات حُذفت من معطيات الأمم المتحدة، إلى جانب حقيقة أن المنظّمات الإرهابية تستخدم الأطفال الفلسطينيين دروعاً بشرية، وتطلق صواريخ من مناطق فيها كثافة سكانية عالية".

وتابع أردان: "من يجب شملها في القائمة السوداء، هي الجهات المسؤولة عن التحريض وتجنيد القصّر للقتل والإرهاب وليس الجيش الإسرائيلي الأكثر أخلاقية في العالم"، على حد وصفه. وأثمرت جهود أردان ووزارة الخارجية الإسرائيلية عن عدم شمل إسرائيل في القائمة السوداء في تقرير العام الماضي.

متاعب كثيرة تواجهها إسرائيل إضافة إلى القائمة السوداء

وتواجه إسرائيل متاعب كثيرة بشأن صورتها في العالم وفشلاً في الترويج لسرديتها بشأن الحرب. وينعكس ذلك من خلال عدة حراكات، من قبيل التظاهرات الصاخبة التي امتدت من الجامعات الأميركية إلى نظيرتها الأوروبية مطالبة بوقف الحرب على غزة، إضافة إلى المخاوف الإسرائيلية من إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ومسؤولين كبار آخرين، وبذلها جهوداً كبيرة ترمي إلى ممارسة ضغط على المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدوليّة في لاهاي، كريم خان، لتفادي إصدار الأوامر. كما تواجه إسرائيل دعوى رفعتها ضدها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، اتهمتها خلالها بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة. 

وتشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة منذ نحو ثمانية أشهر، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 36 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 83 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق معطيات وزارة الصحة في القطاع، عدا عن الدمار الكبير الذي الحقته بالقطاع.