استمع إلى الملخص
- إسرائيل تسعى لمشاركة الإمارات في خطة "اليوم التالي" لإنشاء مناطق إنسانية في غزة، تُدار مدنياً بدعم إماراتي وأمني.
- نتنياهو يرفض الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة، ويرى في الإمارات حلاً لتوفير غطاء أمني وإدارة مدنية بالتعاون مع جهات محلية.
أفاد موقع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس الخميس، بأنّ دولة الإمارات أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية من شأنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، لتصبح أول دولة تقول إنها يمكن أن تنشر قوات لها على الأرض في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة قولها إنّ "أبوظبي ناقشت الخطط مع الولايات المتحدة كخطوة لملء الفراغ في قطاع غزة، من أجل معالجة الاحتياجات الإنسانية وإعادة الإعمار". وأكدت أنّ "الإمارات لن تشارك إلا إذا تلقت دعوة من السلطة الفلسطينية"، وهي السلطة التي تدير أجزاء محدودة من الضفة الغربية المحتلة فقط.
وأضافت نسيبة أنه "يمكن لدولة الإمارات أن تفكر في أن تكون جزءاً من قوات الاستقرار إلى جانب الشركاء العرب والدوليين"، لكنها أكدت أنه "يجب أن يكون للولايات المتحدة زمام المبادرة في هذا الأمر حتى تنجح". ولفتت إلى أنّ أبوظبي "أجرت ولا تزال تجري محادثات حول اليوم التالي مع جميع الجهات الفاعلة المعنية في المنطقة".
ومساء أمس الخميس، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، نقلاً عن مصدرين مطّلعين لم تسمّهما، بأنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يُعتبر الوزير الأقرب إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، توجّه سرّاً قبل أقل من شهر إلى الإمارات العربية المتحدة لمحاولة تسخير الإماراتيين للمشاركة في خطة "اليوم التالي" لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أنّ ديرمر نقل رسالة إلى الإماراتيين، مفادها بأنّ إسرائيل ترغب في رؤية قوات إماراتية على الأرض في غزّة جزءاً من حلّ "اليوم التالي". واستكمالاً لزيارة ديرمر، يُفترض أنّ اثنين من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توجها، أمس الجمعة، إلى الإمارات من أجل التقدّم بخطة "اليوم التالي". وبحسب مصادر الصحيفة الأمنية، فإنّ الجهود تهدف إلى التقدّم بخطة "الفقاعات الإنسانية" لليوم التالي.
وتقوم الخطة، بحسب الصحيفة العبرية، على إنشاء مناطق إنسانية في قطاع غزة، تُدار مدنياً من جهات غزّية محلية، فيما ترغب إسرائيل في أن تكون الإمارات جهة في دعم إنشاء هذه الفقاعات وإصلاح البنية التحتية، بالإضافة إلى توفير غطاء أمني لهذه "الفقاعات الإنسانية". وترى إسرائيل أنّ "الصعوبة في نقل السيطرة في غزة إلى جهات مدنية تكمن في أنّ حماس قد تحاربها"، على حدّ تعبير الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو تبنّى، على ما يبدو، موقف وزير الأمن يوآف غالانت والمؤسسة الأمنية الرافض لحكم عسكري إسرائيلي في غزة، كما أنّ إسرائيل لا تخطط إلى السيطرة المدنية على جميع أنحاء القطاع. وفي ظل الصعوبات التي يواجهها ائتلاف نتنياهو الحاكم، ورفض إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، ترى إسرائيل أنّ الإمارات قد تكون العنوان لتوفير غطاء أمني وإدارة مدنية، جنباً إلى جنب مع جهات محلية في غزة، "جزءاً من الحل لليوم التالي للحرب".