فصائل عراقية تنأى عن أي تصعيد مع واشنطن وأخرى تتوعد بالرد

03 اغسطس 2024
جنود أميركيون بقاعدة عسكرية جنوبي الموصل، 26 مارس 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصاعد التوترات بين الفصائل المسلحة والولايات المتحدة**: بعد القصف الأميركي على جرف الصخر، اجتمعت "تنسيقية المقاومة العراقية" وأكدت على ضرورة الرد، بينما تحاول الحكومة العراقية منع التصعيد.
- **انقسام الفصائل المسلحة حول الرد العسكري**: بعض الفصائل قررت عدم الرد لأسباب سياسية، بينما فصائل مقربة من طهران أكدت أن الرد مسألة وقت فقط.
- **تحذيرات من تداعيات الرد العسكري**: الخبير فاضل أبو رغيف حذر من أن الرد سيضع الأمن العراقي في خطر، والباحث أحمد العبيدي أشار إلى أن القرار النهائي قد يكون بيد الحرس الثوري الإيراني.

اختارت فصائل عراقية مسلحة النأي بنفسها عن أي تصعيد عسكري محتمل في العراق مع الولايات المتحدة فيما تتجه أخرى إلى الرد على القصف الأميركي الذي استهدف مدينة جرف الصخر جنوبي بغداد، الثلاثاء الماضي، وتسبب بمقتل وإصابة أكثر من 10 عناصر مسلحة وتدمير مواقع لجماعة حليفة لإيران. واليوم السبت قال مصدران مقربان من "تنسيقية المقاومة العراقية"، التي تضم سبعة فصائل مسلحة رئيسة أبرزها "كتائب حزب الله"، و"حركة النجباء"، و"أنصار الله الأوفياء"، إن الاجتماع الذي عقدته الجماعة في بغداد، الخميس الماضي، لبحث الرد على القصف الأميركي الأخير الذي استهدف بلدة جرف الصخر، انتهى بـ "التأكيد على الرد".

وقال أحد المصادر وهو عضو بارز في جماعة "كتائب حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة تتحرك أمنياً وسياسياً لمنع أي تصعيد أمني، لكن المتسبب بالأزمة الجديدة هم الاحتلال وليس نحن"، في إشارة إلى القوات الأميركية العاملة بالعراق والتي تعتبر الجماعة وجودها شكلا من أشكال الاحتلال. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته: "المؤكد سيكون هناك رد، لكن كيف وأين ومتى لا يمكن الحديث بشأنه".

وتعيش العاصمة العراقية بغداد، ومدن غرب وشمال البلاد، حالة من الترقب بعد تهديدات أطلقتها جماعات مسلحة إثر القصف الأميركي لمدينة جرف الصخر، وكذا جريمة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأربعاء، وتهديد إيران بالرد. واستدعى ذلك حالة تأهب كبيرة خوفاً من أن يكون العراق ساحة لأي تصعيد مقبل على غرار مرات كثيرة سابقة شهدتها توترات بين طهران وواشنطن.

في المقابل، أكد مصدر ثانٍ أن كلا من جماعة "عصائب أهل الحق"، بزعامة قيس الخزعلي، و"جماعة "جند الإمام"، بزعامة الوزير الحالي أحمد الأسدي، وجماعة "الإمام علي"، بزعامة شبل الزيدي، وفصائل أخرى قررت عدم المشاركة بأي رد عسكري، معتبرا أن "حسابات سياسية لهذه الجماعات دفعتها لاتخاذ هذا القرار"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقال القيادي في جماعة "أنصار الله الأوفياء"، أحد الفصائل المقربة من طهران، الشيخ علي الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "مسألة الرد على القصف الأميركي الأخير مجرد مسألة وقت"، وأضاف في اتصال عبر الهاتف، أن "التهدئة التي التزمت بها فصائل المقاومة منذ أشهر عديدة، انتهت بعد خرقها من قبل القوات الأميركية، ولدينا شهداء سقطوا في الاعتداء الأخير لذا وجب الرد".

وحذر الخبير الأمني المقرب من الحكومة فاضل أبو رغيف، من أن "أي رد ينطلق من الأراضي العراقية، سيجعل الوضع مقلقاً ويضع الأمن العراقي في منزلق خطير، فأي خطوة تتخذ بعيداً عن الحكومة المركزية ستؤدي إلى تقويض جميع الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى العراق". وأضاف في تصريحات أوردتها صحيفة "العالم"، العراقية، بشأن طبيعة الرد المتوقع "لم نعلم بعد، آلية هذا الرد وطبيعته، وإذا حدث فهو متوقع وطبيعي لأن الفصائل معروفة بمناوأتها للوجود الأميركي، والأخير معروف بخصومته المزمنة مع الفصائل، لذلك هذا التراشق بينهم هو حرب سجال بالضربات الجوية أو الصواريخ أو المسيّرات".

ويعتقد أن "أي رد سيلقي بظلاله على المشهد الأمني في العراق، لاسيما أن المنطقة برمتها تشهد اختلالاً واضحاً بالاستقرار الأمني، وبالتحديد في الدول التي تتبنى محور المقاومة، لذا فمن المفترض أن تكون الحكومة هي الوحيدة التي تمتلك قرار الحرب والسلام، لأن أي رد دون العودة إليها سيقوض المشهد الأمني"، وفقا لقوله.

وحول هذه التطورات قال الباحث بالشأنين الأمني والسياسي العراقي، أحمد العبيدي، في تصريح له إن "الحكومة العراقية تقوم بحراك كبير من أجل تجنيب البلاد أي تصعيد أمني والحفاظ على الاستقرار، لكن على الأغلب فإن القرار الأخير سيكون عند الحرس الثوري (الإيراني) الذي ترتبط به الكثير من الفصائل العراقية المسلحة". وأضاف العبيدي أن "المتوقع أن يكون الرد الإيراني شاملا وستكون الفصائل العراقية وغير العراقية جزءا من هذا الرد"، معتبرا أن الإجراءات الحالية بمحيط قاعدتي عين الأسد وحرير اللتين تضمان قوات أميركية غرب وشمالي العراق، "قد لا تكون كافية لمنع أي هجوم يمكن أن يستهدفها".