أحيا فلسطينيو الداخل في تظاهرة حاشدة، الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى التي اندلعت في الداخل الفلسطيني، بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.
وانطلقت التظاهرة من شارع الشهداء في مدينة سخنين، ورفع المتظاهرون خلالها الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات، من بينها "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
وزار وفد من لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل أضرحة الشهداء في مقبرة "يوم الأرض" لدى وصوله إلى سخنين، ووضع عليها أكاليل زهور.
واستشهد 13 شاباً من فلسطينيي الداخل برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، بعد تظاهرات أعقبت جريمة قتل الطفل محمد الدرة في غزة، ودخول رئيس حكومة الاحتلال آنذاك "أرئيل شارون" إلى باحات الأقصى.
#سخنين انطلاق المسيرة المركزية لاحياء الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى. pic.twitter.com/IpvCvcAcKW
— |فرات نصار|פוראת נסאר|FURAT NASSAR (@nassar_furat) September 30, 2023
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة لـ"العربي الجديد": "هبة القدس والأقصى هي بمثابة إعادة ترميم الهوية والانتماء إلى الشعب الفلسطيني وقضيته بعد النكبة. تلك الهبة جاءت لتحسم الصراع ليس حول قضية تخص الشعب الفلسطيني بالداخل، إنما على قضية الانتماء إلى شعبنا إلى فلسطين إلى القدس كعاصمة إلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وإلى المسجد الأقصى".
وأضاف بركة أن "إسرائيل شخصت هذه الحقيقة وعملت على تفتيتها وسحقها، ومنذ ذلك اليوم حتى الآن هناك مساع مجنونة تقوم بها من أجل تفكيك وتفتيت هذا المجتمع بالدعوة إلى الخدمة المدنية، وإلقاء نعرات طائفية وحمائلية وإشاعة الجريمة".
من جهته، قال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة إن "الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى تعود بنا إلى لحظات الحسم ولحظات مهمة في تاريخ شعبنا... في هذه الذكرى نتذكر أن الشرطة الإسرائيلية التي دورها توفير الأمن والأمان لنا كمواطنين، قتلت 13 من أبنائنا وهم يتظاهرون. كل ذنبهم أنهم كانوا يمارسون حقهم كمواطنين وخرجوا للتظاهر من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية".
وأشار إلى أنه منذ ذلك الوقت "لا يوجد أي حساب للجناة والأجهزة الأمنية وللشرطة. حتى الآن لم يحاسب أي من هؤلاء المجرمين على قتل أبنائنا وعلى الجرحى".
بدوره، قال حلمي بشناق، شقيق الشهيد رامز بشناق من قرية بلدة كفر مندا: "هذه الذكرى تمر علينا مثل كل عام. نستذكر فيها أحداث سنة 2000. نتذكر شهداءنا الأبرار، وننقل هذه الأحداث من جيل إلى آخر".
وأضاف: "نستذكر التفاصيل الصغيرة والكبيرة من الانتفاضة. ولكن للأسف الجيل القادم يبتعد عن الهوية الوطنية بإيعاز من مخططات سلطوية واضحة".
وتابع أن شقيقه الشهيد رامز كان يبلغ من العمر 26 عاماً، ويعمل في الزراعة مع 6 من أشقائه.
وقالت كلثوم أبو صالح، والدة الشهيد وليد أبو صالح من سخنين: "في مثل هذا اليوم من كل سنة أتذكر ابني كأنه استشهد الآن. كل أم مستحيل أن تنسى ابنها. حتى عندما أرى الشباب الذين بجيله هذا يؤثر علي كثيراً".
وأضافت: "أتذكر ماذا قال قبل أن يستشهد وأكثر ما أثر فيه منظر استشهاد الطفل محمد الدرة. كان يشاهد التلفزيون، وعندما رأى استشهاد محمد الدرة وقف وقام".
وقال عبد المنعم أبو صالح، والد الشهيد وليد أبو صالح من سخنين: "هذه ذكرى عطرة لدى جميع الجماهير العربية، ونحييها كل عام. لن ننسى ولن نصمت حتى يقدم المجرمون إلى المحاكمة وينالوا عقابهم. وأبناؤنا استشهدوا ليدافعوا عن مقدساتهم وأرضهم وعرضهم. وليد كان ابن 21 عاماً، كان له حلم بعقد القران بعد 40 يوماً، وكان قد أنهى دراسته الجامعية بهندسة الكهرباء".