هدد العقيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي يئير بلاي، بشنّ حملة اجتياح برية لمدينة جنين في حال استمرار ما وصفه بـ"تدهور الأوضاع" في المدنية. وأشار بلاي الذي من المقرر أن يتسلم قيادة وحدة "جولاني" مطلع العام المقبل، إلى أن الجيش الإسرائيلي يملك خططا جاهزة لمواجهة أي سيناريو تصعيد في جنين، خصوصاً أن أي عملية في المدينة ومخيمها تختلف كليًا عن العمليات في المناطق الأخرى بالضفة الغربية، سواء بفعل ضعف سيطرة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية أو بفعل التعاون بين مختلف الفصائل وعناصر المقاومة في جنين لا سيما في المخيم.
وزعم بلاي في مقابلة مع موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الفصائل في مخيم جنين تضع الهوية المحلية والانتماء للمخيم قبل الانتماء للفصيل، ما قد يضع المسلحين من كافة الفصائل في نفس عملية التصدي لاقتحامات الجيش.
وقال العقيد إن كثيرا من عمليات الاقتحام لجنين تواجه بمقاومة وعمليات إطلاق نيران على قوت الاحتلال، إضافة لتبادل إطلاق النيران بين قوات الاحتلال وبين قوات المقاومة في المدينة والمخيم.
وأضاف "جنين تتصرف مؤخرا بشكل مغاير وهناك خلايا ترفع رأسها من جديد وتحاول تحدي القوات الإسرائيلية وهو ما نلمسه في النتائج ميدانيا، مشيرا إلى استشهاد ستة فلسطينيين، إضافة إلى إصابة نحو 20 آخرين والكثير من المعتقلين.
وأقر العقيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أي "عملية اقتحام لجنين هي عملية مختلفة ببروتوكول قتالي آخر ومختلف"، مضيفًا "لا يوجد اليوم مكان آخر في الضفة الغربية تتطور فيه عمليات تبادل إطلاق نار كما هو الحال في جنين (...) دائما تكون هناك غرفة عمليات ميدانية للجيش والقوات الخاصة (...) في مكان مثل جنين إذا لم نحرص على قواعد وتعليمات إطلاق النار سنكون من يتلقى الضربات، خصوصا أن عمليات إطلاق النار علينا تقع في غالبية الحالات عندما نكون في مرحلة الانسحاب بعد تنفيذ المهام التي دخلنا للقيام بها".
وأشار إلى أن "المسلحين يستغرقون بعض الوقت لمعرفة مكان وجود الجيش، إذ يتناقلون المعلومات عبر تطبيقي "واتساب" و"فيسبوك"، ومن السهل عليهم محاولة إطلاق النار علينا وقت الانسحاب"، بحسب قوله.
ويزعم العقيد الإسرائيلي أن خلايا الفصائل والمقاومة في جنين تملك شبكات من التواصل وتبادل المعلومات وتجري تقديرات حول تحركات الجيش، مشيرًا إلى وجود خلايا مسلحة تطلق النار من المركبات رغم أنهم غير منظمين مثل الجيش الإسرائيلي.
ومع أن قائد "جولاني" المرتقب قال إنه لا يمكن معرفة حجم كميات السلاح في جنين إلا أنه أكد أن العشرات من العناصر المسلحة للفصائل يشاركون في عمليات إطلاق النار على قوات الجيش، مشيرا إلى أن الجيش يقوم باستمرار في اعتقال عدد منهم وينجح في إحباط نشاطاتهم بأعداد كبيرة، إلا أنه يؤكد "تعرض الجيش الإسرائيلي لعمليات إطلاق نيران باستخدام ثلاثة أسلحة على الأقل وأحيانا أكثر".
وقال العقيد إن أهل جنين سيشعرون بالأسف في حال تدهورت الأوضاع، وإن جيش الاحتلال جاهز ويضع الخطط، وهدد قائلا " إذا زاد الوضع سوءا نعرف ماذا سنفعل".
وردا على سؤال حول احتمالية شن عملية كبيرة في جنين، أوضح أن "عملية كهذه لن تشمل بالضرورة دبابات ومروحيات، ولكن قد تكون بقوات كبيرة جدا تبقى في المدينة وتنشط فيها تبعا لما تقره قيادة الجيش"، مشيرا إلى أن هذا السيناريو سيكون واردا خلال الفترة القادمة ( من نصف عام لعام) في حال استمر الوضع الحالي.