قُتل شخصان وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، جراء قتال مسلّح في بلدة الهري بريف دير الزور الشرقي الخاضع لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، كما قُتل وجرح آخرون في اشتباكات مسلّحة، ضمن مناطق سيطرة مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وفي ريف دمشق الجنوبي، جُرح شخصان بانفجار في بلدة السيدة زينب.
وقالت مصادر محلية، تفضل عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية، إن قتالاً عنيفاً بالأسلحة الرشاشة دار بين أفراد من عائلتي حسن العلي وحسين العلي، من عشيرة الجغايفة في بلدة الهري، بناحية البوكمال شرق دير الزور. وجاء القتال إثر خلاف على نقل صهاريج وقود، تطور إلى اشتباك مسلّح أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين، وذكرت المصادر أن كل القتلى والمصابين هم من عناصر مليشيات النظام السوري، وخاصة "الدفاع الوطني".
وفي الشأن، قال موقع "فرات بوست"، إن الخلاف حصل على صهريج وقود، مشيراً إلى وجود توتر كبير يسود المنطقة.
يذكر أن تلك المنطقة شهدت سابقاً قصفاً جوياً يُرجح أنه من إسرائيل والتحالف الدولي، على مقرات وتحركات لتلك المليشيات، وكبّدها خسائر بالأرواح والعتاد.
وتعمل المليشيات المحلية في تلك المنطقة بتهريب الوقود من العراق إلى سورية، ومن مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق سيطرة النظام، ضمن الأراضي السورية.
إلى ذلك، قُتل شخص وأُصيب آخرون أيضاً جراء اشتباك بين عناصر من مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، إثر خلاف حصل بينهم في منطقة الصور بريف دير الزور.
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن عناصر تابعين إلى "مجلس دير الزور العسكري" في "قسد"، وعناصر يتبعون إلى "الشرطة العسكرية" في "قسد"، اشتبكوا في منطقة كوع الصور شمالي دير الزور.
وجاء الاشتباك اليوم بعد اعتقال الشرطة العسكرية، عنصرين من "المجلس العسكري"، عندما كانا قادمين من الحسكة إلى دير الزور، بذريعة عدم وجود إثباتات شخصية. ويسود توتر في المنطقة، وسط خوف من تحشيد الطرفين، ما يُنذر بارتفاع وتيرة العنف والاشتباكات.
ويذكر أن خلافات عائلية وعشائرية في مناطق سيطرة "قسد" سابقاً، تطورت إلى اشتباكات مسلحة، أوقعت قتلى وجرحى، فضلاً عن وقوع اشتباكات ضمن التشكيلات العسكرية للمليشيات، بسبب الولاءات القبلية التي بُنيت عليها، وخاصة ضمن "مجلس دير الزور العسكري".
من جانب آخر قال موقع "الخابور ميديا"، إن عنصرين من مليشيات "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" قُتلا، جراء انهيار نفق في ناحية اليعربية شمالي الحسكة.
مسيّرات مجهولة تستهدف مطار دير الزور العسكري
في سياق آخر، تعرّض مطار دير الزور العسكري، الخاضع لسيطرة مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" وقوات النظام السوري، ليل الاثنين - الثلاثاء، لاستهداف من قبل طائرات مُسيّرة مجهولة التبعية، بعد تحركات مكثفة للمليشيات الإيرانية بالقرب من المطار، شرق سورية.
وقال مدير مركز "الشرق نيوز" (المهتم بأخبار المنطقة الشرقية من سورية)، فراس علاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "مطار دير الزور العسكري، الخاضع لسيطرة النظام، وتوجد به مليشيات إيرانية، تعرض لانفجارين على الأقل ناتجين عن غارات بطيران مسيّر ليل الاثنين – الثلاثاء".
وأكد علاوي أن "الغارات جرت بطائرات مسيّرة آتية من جهة البادية، مما يعني أنها قد تكون غير تابعة للتحالف الدولي"، مبيناً أن "الطائرات المسيّرة استهدفت محيط المطار العسكري، فيما أطلقت قوات النظام والمليشيات الموالية لها القنابل الضوئية فوق المنطقة، وهو ما شاهده أهالي المنطقة بعد سماع أصوات الانفجارات".
وأشار إلى أن "مصدر الطيران المسيّر لا يزال مجهولاً، وكذلك الخسائر التي تسببت فيها الغارات"، لا سيما أن قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لم تُعلن حتى اللحظة عن تبني الاستهداف.
وكانت المليشيات الإيرانية قد استبدلت قبل نحو شهر بعض القوات المنتشرة في مطار دير الزور العسكري ومحيطه، وعملت على تغيير بعض المقرات، ترافق ذلك مع نقل صواريخ (متوسطة، وقصيرة المدى) من بادية ريف حمص الشرقي إلى المطار، وتمويه لبعض مقرات المليشيات الإيرانية من خلال رفع علم النظام السوري عليها، وذلك خشية تعرضها لاستهداف من قبل قوات التحالف الدولي وإسرائيل.
جريحان بانفجار قرب دمشق
في سياق آخر، جُرح شخصان ظهر اليوم الثلاثاء، بانفجار في بلدة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي. وقالت وسائل إعلام النظام السوري، إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة، وُضعت بدراجة نارية، رُكنت بجانب حافلة نقل ركاب مدنية، في مدخل بلدة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق، ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح، وأضرار مادية في المكان.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، عن شرطة النظام، تأكيدها أن المصابَين من المدنيين، وقد سيارات الإسعاف حضرت على الفور إلى المكان، وجرى إسعافهما إلى المستشفى.
وتُعدّ منطقة السيدة زينب، الواقعة بمحافظة ريف دمشق، جنوب مدينة دمشق، من الأماكن ذات التشديد الأمني، بسبب انتشار عناصر المليشيات الإيرانية في المنطقة بذريعة حماية الحجاج والمقامات.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في تلك المنطقة، التي شهدت سابقاً تفجيرات، كان أكثرها دموية في نهاية يناير/ كانون الثاني عام 2016، حيث قُتل 45 شخصاً، وأُصيب 110 آخرون بجروح، بحسب تقارير إعلامية رسمية. وذكرت تقارير أن من بين القتلى عشرات من عناصر المليشيات الإيرانية المسلحة في المنطقة.