قررت محكمة الصلح الفلسطينية في رام الله، اليوم الخميس، إخلاء سبيل الأسير المحرر هيثم سياج، الذي اعتقلته الشرطة الفلسطينية مساء الإثنين، بضمان محل إقامته، بملف تحقيقي يتهم فيه بمعاملة موظف عام بالشدة خلال اعتقاله من أمام مركز الشرطة الفلسطينية بحي البالوع في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أثناء اعتصام لأهالي معتقلين لدى الأجهزة الأمنية على خلفية دعوات لاعتصام مندد بمقتل المعارض والمرشح السابق للمجلس التشريعي نزار بنات وضد قمع الحريات.
وقال محامي مؤسسة الضمير الفلسطينية، شاكر طميزة، لـ"العربي الجديد"، "إن فريق الدفاع أظهر للمحكمة التعذيب الذي تعرض له هيثم أثناء عملية اعتقاله، وقدم للمحكمة تقريراً طبياً بالإصابات التي تعرض لها صادرا عن طبيب في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، وعلى إثر ذلك قررت المحكمة إخلاء سبيله بضمان محل إقامته".
وأشار طميزة إلى أن وقائع التهمة وهي "معاملة موظف عام بالشدة" تتحدث عن أنه هو من اعتدى على رجال أمن أثناء تأديتهم وظيفتهم، مؤكداً أن ذلك ليس صحيحاً؛ حيث إن سياج هو من تعرض للضرب، معتبراً أن ذلك محاولة من الأمن لتغطية القمع الذي تعرض له المتظاهرون، لكن العلامات في التقارير الطبية تشير إلى أن سياج هو الذي تعرض للضرب، كما تؤكد شهادات الشهود ذلك وتؤكد أن 5 أفراد أمن ضربوه وسحلوه.
وتأجلت جلسة محاكمة سياج إلى 5 أغسطس/آب القادم؛ إضافة إلى ملف آخر ستعقد له جلسة في 7 أكتوبر/تشرين الأول القادم، حول تهم إثارة النعرات الطائفية والتجمع غير المشروع.
وكانت المحامية ديالا عايش من مجموعة "محامون من أجل العدالة" أكدت، أمس الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، أن النيابة العامة الفلسطينية وثقت في محضرها علامات الضرب البادية على جسد سياج، وطلبت تحويله إلى طبيب شرعي، فيما أشارت المحامية عايش إلى أن آثار الضرب والكدمات والازرقاق بدت على كافة أنحاء جسد هيثم.
وكانت عائلة سياج، قد حذرت أمس، من تدهور وضعه الصحي، بسبب تعرّضه للضرب أثناء اعتقاله وداخل مقر الاعتقال أيضا، وإخراجه من المشفى قبل تلقّيه العلاج اللازم، بحسب تصريحات والدته لـ"العربي الجديد"، فيما كان المحامي داود درعاوي، عضو مجلس نقابة المحامين، قد قال أول من أمس الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، "إن سياج حذر من نقله إلى مقر المخابرات العامة الفلسطينية التي كانت قد طلبته، وقال إنه يشعر بالخطر على حياته في حال نقله، ليحصل على وعد بإبقائه لدى الشرطة".