أعربت دولة قطر، السبت، عن قلقها البالغ من التوغل البري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، واعتبرته "تطوراً خطيراً من شأنه أن يخلف آثاراً أمنية وإنسانية مدمرة في القطاع، لا سيما على سلامة المدنيين والرهائن"، كما حذرت من "ارتداداته الكارثية على أمن واستقرار المنطقة وجهود الوساطة والتهدئة".
وشددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، على أنّ هذا التوغل "يعتبر انتهاكاً صارخاً للقرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن وقف الحرب على قطاع غزة، وإدخال المساعدات وحماية المدنيين"، وطالبت في هذا السياق بـ"تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للاستجابة للقرار بإقرار هدنة إنسانية في القطاع".
وحذرت الوزارة، من أنّ التوغل الإسرائيلي الكارثي داخل قطاع غزة "هو جزء من سياسة العقاب الجماعي ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من القطاع، وإجبار المدنيين على النزوح أو اللجوء إلى الدول المجاورة، مما يعني انتهاكاً إسرائيلياً جديداً للقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي".
وجددت وزارة الخارجية، في الوقت عينه، التأكيد على أنّ دولة قطر "ستواصل مساهمتها الفعالة في الجهود الدبلوماسية الجارية لإيجاد مخرج يحقن دماء الفلسطينيين، ويضمن حلاً سياسياً مستداماً وفقاً للمرجعيات المعروفة".
بيان| قطر تعرب عن قلقها البالغ من التوغل البري الإسرائيلي داخل قطاع غزة#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/NSRSAL12Bi
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) October 28, 2023
وفي وقت سابق، السبت، أعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن موقف دولة قطر "الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، وأن قتل المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال، وممارسة سياسة العقاب الجماعي، أمر غير مقبول تحت أي ذريعة".
جاء ذلك لدى استقباله، السبت، في الدوحة، أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مستعرضاً والمسؤول الأممي "آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، وسبل خفض التصعيد"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وشدد رئيس مجلس الوزراء القطري على رفض دولة قطر "التام للقصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري لشعبها المحاصر، وحذر من خطورة التصعيد البري لهذه الحرب على سلامة المدنيين والرهائن في غزة"، مشدداً على "ضرورة تواصل دخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين العالقين تحت القصف".
وطالب بسرعة تحرك المجتمع الدولي لـ"الاستجابة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للوصول إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة". وشدد على أهمية "تنسيق الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العدوان على غزة، والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل".
وأكد تقدير دولة قطر لجهود الأمم المتحدة، و"الدور الفعّال لأمينها العام في حشد الجهود الدولية من أجل التهدئة وخفض التصعيد"، متعهداً باستمرار جهود دولة قطر في الوساطة بالتنسيق مع المنظمة الأممية".
وفي هذا السياق، قال مصدر مطلع لـ"رويترز" إنّ المفاوضات، التي تتوسط فيها قطر بين حركة حماس وإسرائيل بهدف تهدئة القتال في غزة، استمرت السبت رغم تصعيد الاحتلال هجماته على القطاع.
وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته بسبب حساسية الأمر، أنّ المحادثات لم تتوقف، لكنها تجري "بوتيرة أبطأ بكثير" مما كانت عليه قبل التصعيد.
وأكدت حركة حماس، السبت، استعدادها لعقد اتفاق فوري لتبادل الأسرى يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل جميع الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ حكومته تدرس كل الخيارات، وقال، السبت، بخصوص صفقة "الكل مقابل الكل": "نناقش كل الأمور لكن لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيل". وأعرب عن اعتقاده بأنّ "الهجوم البري قد يساعد في إعادة الرهائن"، وأن لا تناقض بين توسيع العملية البرية والسعي إلى الإفراج عن المخطوفين.
وقال متحدث جيش الاحتلال، رداً على إعلان حركة حماس استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل كل الأسرى الفلسطينيين: "هذه حرب نفسية".
وأشار إلى أن الاحتلال يبذل "كل الجهود السياسية والعسكرية لإعادة المحتجزين"، مضيفاً "أبلغنا عائلات 311 جندياً قتلوا و230 مخطوفاً لدى حماس".