الثلاثين من مارس/آذار في كل عام، هو التقويم الغربي الرسمي المعتمد ليوم الأرض الذي انفجر في الجليل والمثلث والنقب عام 1976، وأسفرت المواجهات الأولى بين فلسطينيي الداخل ككل وبين دولة إسرائيل ببوليسها وحرس حدودها وجيشها عن ارتقاء ستة شهداء.
منذ ذلك الوقت وفلسطينيو الداخل وباقي أجزاء الشعب الفلسطيني، في مختلف أصقاع الأرض، يحيون ذكرى يوم الأرض، وتشاركهم في الاحتفالات أيضاً الأنظمة العربية المختلفة "من الحلو للحامض".
هذا العام تحل ذكرى يوم الأرض، الأربعاء المقبل، لكن أهالي النقب المسلط عليهم سيف الترحيل والتهجير، سينظمون مهرجان صمود على أراضي قرية سعوة التي لا تعترف بها دولة الاحتلال، اليوم السبت.
ويتوقع أن تنظم السلطة الفلسطينية هي الأخرى برموز قيادتها مهرجانات خطابية، يوم الأربعاء، تذكّر بخطابات التضامن مع "غوار الطوشة" في فيلم الحدود. وينتهي الأسبوع السبت بمهرجان تقليدي في مثلث يوم الأرض في الجليل.
لكن بين يوم الأرض على أراضي النقب ومهرجانات يوم الأرض للسلطة الفلسطينية، سيسرح في القدس المحتلة ويمرح فيها ثلاثة وزراء خارجية عرب من الإمارات والبحرين والمغرب، يأتون صاغرين إلى القدس المحتلة "العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل" للقاء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي ألغى محطتي السعودية والإمارات من جولته الشرق أوسطية، لبحث تحديات الأوضاع الإقليمية والدولية. فيما يدفع الشعب الفلسطيني، كما الشعب السوري، فاتورة سياسات وزراء هذه الدول حتى لو كان بينهم من يتولى ملكه رئاسة لجنة القدس.
وصول ثلاثة وزراء عرب إلى القدس المحتلة، ما بعد فترة دونالد ترامب، هو اعتراف وتسليم بضم الشطر الشرقي من المدينة الذي احتل عام 1967 إلى الشطر المحتل بعد النكبة، وخضوع لا لبس فيه لموقف دولة الاحتلال بالإبقاء على القدس المحتلة بشطريها "عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل".
هذه عملياً الرسالة الوحيدة لمؤتمر القمة الذي يعقد على أراضي القدس المحتلة، في أسبوع يوم الأرض، وعشية شهر رمضان. وقد يكون الهدف الرئيسي الحقيقي لهذه القمة، هو ليس الملف الإيراني أو "التحديات الإقليمية والعالمية"، وإنما استمرار لقمة شرم الشيخ بتكريس إسرائيل صاحبة الكلمة الأولى. وقد تتبعها "زيارات تضامن خاطفة لرام الله" ستطالب السلطة الفلسطينية وتضغط عليها لتمرير "شهر رمضان بخير وأمان" نزولاً عند نوايا ووعود من "حكومة إسرائيل العظمى".