فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الأسير إسلام الفروخ، في رام الله، بدعوى تنفيذه عملية التفجير المزدوجة عن بعد في القدس المحتلة العام الماضي.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحافي، أن الطواقم الطبية في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله تعاملت مع 35 جريحاً، بينهم 20 بالرصاص، فيما وصفت جراح أربعة منهم بـ"الخطيرة". وأصيب صحافيان اثنان خلال تغطيتهما الاقتحام.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال خلال عملية الاقتحام التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، واستخدمت قوات الاحتلال الطائرات المسيّرة في اقتحام المدينة واستهداف الشبان، قبل أن تقوم بتفجير شقة عائلة الفروخ الواقعة في عمارة عائلية صغيرة مكونة من ثلاث طبقات، ما أحدث أضرارا بالغة في العمارة.
وكانت العشرات من المركبات العسكرية الإسرائيلية، بصحبة جرافة، قد اقتحمت مدينة رام الله من ثلاثة مداخل على الأقل، وتوجهت إلى منطقة رام الله التحتا، وهي البلدة القديمة في المدينة حيث منزل عائلة الفروخ.
وتتهم قوات الاحتلال المهندس الميكانيكي الفروخ (26 عاماً) بالتخطيط لعملية تفجير مزدوجة في محطة الحافلات في القدس المحتلة، نفذها، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتفخيخ حقيبة ودراجة نارية في مكانين مختلفين في محطة الحافلات، فجرهما عن بعد، ما أدى لمقتل إسرائيليين اثنين وإصابة العشرات بجراح.
أحدثت العمليتان في حينه صدمة في الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وذكّرت بالعمليات التفجيرية التي كان ينفذها مقاومون فلسطينيون في الانتفاضة الثانية في العمق الإسرائيلي، مع فارق أن العملية في محطة حافلات القدس لم تكن استشهادية، بل زرعت فيها المتفجرات عن بعد.
واعتقل الاحتلال المهندس الفروخ في 27 ديسمبر/ كانون الأول، وخضع حسب المصادر الحقوقية لتحقيق قاس.
إصابة صحافيين بينهما مصور "التلفزيون العربي"
وجراء استهداف الاحتلال الصحافيين بشكل مباشر خلال تغطيتهم الاقتحام، أصيب المصور الصحافي مؤمن سمرين برصاصة في رأسه، ومصور "التلفزيون العربي" ربيع المنير برصاصة مطاطية في البطن.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنه من غير المعروف بعد طبيعة إصابة سمرين إن كانت رصاصة حية مرتدة أو معدنية مباشرة، حيث أظهرت صور الأشعة وجود رصاصة مستقرة في الرأس تسببت له بنزيف، حيث يمكث منذ ساعات الفجر في العناية المكثفة.
وحسب الصحافيين الذين كانوا في عين المكان، فقد استهدفت قوات الاحتلال الصحافيين بالرصاص وعشرات من قنابل الغاز السام، لمنعهم من تغطية المواجهات.
قوات الاحتلال تحاصر منزل الأسير ماهر شلون وتسلمهم قرارا بهدمه
على صعيد آخر، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، وحاصرت منزل الأسير ماهر شلون.
وقالت مصادر محلية في المخيم لـ"العربي الجديد"، إن جنود الاحتلال سلموا عائلة شلون قرارا بهدم منزلها.
واتهم الاحتلال في قرار الهدم الأسير شلون بتنفيذ عملية إطلاق نار مع صديق له أسفرت عن مقتل إسرائيلي أميركي يدعى إيلان غانيليس شمال البحر الميت.
وقُتل غانيليس نهاية فبراير/ شباط الماضي، فيما اعتقل الاحتلال شلون في الأول من مارس/ آذار بعد حصار منزله واندلاع اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال أسفر عن استشهاد الشاب محمود جمال حسن حمدان ( 22 عاماً)
واندلع اشتباك مسلح ومواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال الذين انسحبوا من المخيم بعد تسليم قرار الهدم لعائلة الأسير شلون.
حملة اعتقالات في بيت دقو وعرابة
إلى ذلك اقتحمت بلدة بيت دقو، شمال غرب القدس، واعتقلت الطفل زين بدر ونقلته إلى جهة مجهولة، فيما اعتقلت أربعة مواطنين من بلدة عرابة، جنوب جنين، بعد اقتحامها البلدة وسط مواجهات مع الشبان.
وفي اليامون، شمال غرب جنين، اندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومين وجنود الاحتلال عقب اقتحام القرية.
إصابات بمواجهات مع الاحتلال في سبسطية
وفي بلدة سبسطية شمال نابلس، شمال الضفة الغربية، أُصيب فلسطينيون بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، اليوم الخميس، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للبلدة.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال اقتحمت اليوم الخميس الموقع الأثري في بلدة سبسطية، وكان المواطنون يتنزهون في المكان، فقمعتهم قوات الاحتلال، وألقت قنابل الصوت والغاز السام باتجاههم لإخلاء الموقع، ما أدى لاندلاع مواجهات أصيب فيها عدد من المواطنين بالاختناق".
وفي سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية 27 فلسطينياً من مناطق متفرقة من الضفة الغربية، 16 منهم من بلدة بيتا جنوب نابلس.
وبحسب الكاتب مجدي حمايل من بيتا، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن قوات الاحتلال اعتقلت 16 مواطناً من البلدة، أفرجت عن اثنين لاحقاً، حيث تمت مداهمة العديد من المنازل واقتياد الشبان إلى حاجز زعترة القريب، وأجرت معهم تحقيقاً ميدانياً.
ووفق حمايل، فإن قوات الاحتلال بالتوازي تغلق منذ أيام جميع مداخل بيتا بالحواجز وتشدد من إجراءاتها العسكرية، كما تغلق المدخل الرئيس للبلدة منذ عدة أشهر.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، بلدة دير شرف غربي نابلس، وداهمت مسجد أبو بكر الصديق في البلدة، واستدعت إمام المسجد، وفتشت عدداً من المخازن القريبة منه. وتزامن ذلك مع إجراءات عسكرية على الحاجز المقام على مدخل البلدة.
كما اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في الجهة الشرقية منه.
من جانب آخر، أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، الليلة الماضية، خلال هجوم للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال، على منازل المواطنين في قرية المزرعة الغربية شمال غرب مدينة رام الله، فيما حاول الأهالي التصدي لهم.
ونصب مستوطنون أمس بسطة لبيع الخضار على الطريق السريع في الفارسية بالأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية، كما سرق مستوطنون 14 رأساً من الأغنام من بلدة كفر الديك غرب سلفيت شمال الضفة.
في السياق، أخطرت قوات الاحتلال أمس بإزالة منشأة سكنية في الأغوار الشمالية الفلسطينية بحجة "تدمير الآثار"، كما أخطرت بهدم ثلاثة منازل في تجمع "هريبة النبي" قرب قرية منيزل بمسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة.