أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، اليوم الخميس، أن الوفد الإيراني لمفاوضات فيينا قدم وثيقتي مقترحات، مساء الأربعاء، إلى أطراف التفاوض في فيينا، قائلاً إن "الوثيقة الأولى تتضمن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول إلغاء العقوبات، والوثيقة الثانية حول المسائل النووية".
وأضاف باقري للتلفزيون الإيراني أن "الطرف الآخر عليه أن يدرس هاتين الوثيقتين، ويستعد لخوض مفاوضات حاسمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول النصوص المعلنة فيها".
اتهامات لأطراف خارج المفاوضات
واتهم كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، في حديث مع التلفزيون الإيراني، "لاعبين خارج المفاوضات بأنهم يحاولون سواء بطريقة مباشرة أو عبر بعض أطراف المفاوضات الإخلال بمسار المفاوضات ومسار التوصل إلى اتفاق".
يشار إلى أنّ إيران تعتبر واشنطن التي تتفاوض معها بطريقة غير مباشرة، خارج المفاوضات، حيث تؤكد أنها تتفاوض مع مجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي. والمجموعة بدورها تقوم بدور ساعي البريد بين إيران والولايات المتحدة خلال المفاوضات الراهنة.
وأضاف باقري كني أنه، خلال مباحثاته مع رؤساء وفود مجموعة 1+4 (الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، أمس الأربعاء، وجه "تحذيرات من المحاولات ودعوت إلى ألا يسمح بأن تؤثر رؤية لاعبين خارج المفاوضات عليها سلباً".
وأعرب باقري كني عن أمله في أن يتم التوصل إلى "استخلاص في أقرب وقت لخوض مفاوضات جادة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، بعد تقديم بلاده مقترحاتها، مشيراً إلى أنه "أبلغت الطرف الآخر أننا جاهزون لمواصلة الحوار ونحن في فيينا لذلك، وفي حال هم كانوا مستعدين لمواصلة المفاوضات فلا يوجد لدينا أدنى مانع".
وأوضح أنّ الأطراف الأخرى ستناقش المقترحات الإيرانية، قائلاً إنه خلال مباحثات اليوم مع هذه الأطراف سيتم معرفة نتائج تقييمهم، و"سيتم تحديد جدول زمني للمفاوضات".
وتابع كبير المفاوضين الإيرانيين: "خلال الاجتماعات طرحنا مواقفنا حول القضايا المحورية والأساسية خلال هذه الجولة من المفاوضات وخاصة مسألة رفع العقوبات الظالمة، وأطلعناهم على معايير مواقفنا، وهم كانت لديهم إبهامات وطرحوا أسئلة فقمنا بالرد عليها في سعي لرفع الإبهامات".
لا مفاوضات على أمن إيران الوطني
إلى ذلك، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي"، إنّ "الكرة الآن في المعلب الأميركي"، مضيفاً أنّ "على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يقرر العودة إلى كامل تعهدات بلاده ويرفع العقوبات لأن واشنطن انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق النووي عام 2018".
وأكد باقري كني أنّ "القدرات الدفاعية الإيرانية تضمن المصالح الوطنية ومن الواضح جدا أن لا يتفاوض أحد بشأن أمنها الوطني"، مشدداً على أنّ "إيران لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي والمسائل الإقليمية".
وأكد المسؤول الإيراني أنّ بلاده "جادة للغاية بشأن المفاوضات وإرسالها وفداً مكوناً من 40 شخصاً دليل على عزمها وجديتها بالمفاوضات".
إلى ذلك، تتواصل الاجتماعات والمفاوضات في فيينا لليوم الرابع، سواء في إطار لجان الخبراء أو لقاءات ثنائية، أو متعددة الأطراف.
وفي الإطار، من المقرر أن يلتقي باقري كني مرة أخرى منسق المفاوضات إنريكي مورا، نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ورؤساء وفود بريطانيا وفرنسا وألمانيا. كذلك، سيلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي.
تعاون استخباراتي أميركي إسرائيلي
ويأتي اللقاء مع غروسي بعد يوم من إصدار الوكالة الدولية تقريراً أكدت فيه، مساء الأربعاء، أن إيران شرعت بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة من خلال أجهزة طرد مركزي متطورة، من نوع "آي آر 6"، في منشأة "فوردو" الواقعة في محافظة قم، جنوب العاصمة طهران.
وفي الوقت نفسه، أكد التقرير أن إيران وافقت على زيادة أنشطة التحقق في منشأة "فوردو".
كذلك فإن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أكد، مساء الأربعاء، أن إيران لا تخصّب اليورانيوم بدرجة نقاء 90%، مشيراً إلى أن احتمال التوصل إلى اتفاق في فيينا وارد.
وكان موقع "أكسيوس" قد نشر تقريراً، الثلاثاء، أورد فيه نقلاً عن "مصدرين أميركيين"، أن إسرائيل تبادلت مع الولايات المتحدة معلومات استخبارية عن تحضير إيران لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 90 في المائة.
وأضاف الموقع أن المعلومات الإسرائيلية تشير إلى أن تخصيب اليورانيوم بهذه النسبة يكفي لإنتاج سلاح نووي.
وكانت مفاوضات فيينا النووية قد استؤنفت في جولتها السابعة، مساء الاثنين الماضي، في أجواء اعتبر المشاركون فيها أنها كانت "إيجابية". واتفق المشاركون على استئناف أعمال لجنتي العقوبات والمسائل النووية.
وهذه الجولة السابعة منذ انطلاق المفاوضات خلال إبريل/نيسان الماضي، لكنها الجولة الأولى في عهد الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي.
واستؤنفت المفاوضات بعد أن توقفت لأكثر من 5 أشهر إثر انتهاء الجولة السادسة في يونيو/ حزيران الماضي بطلب إيراني، بحجة عملية انتقال السلطة التنفيذية في إيران.
ولدى طهران ثلاثة مطالب أساسية، تسعى لتحقيقها في المفاوضات وتربط نجاحها بها، وهي رفع جميع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة، ووضع آلية واضحة ومحددة للتحقق من رفع العقوبات عملياً، وضرورة تقديم الولايات المتحدة "ضمانات كافية وجادة" لعدم الخروج مستقبلاً من أي اتفاق محتمل في فيينا.