نقلت وكالات الأنباء الإيرانية، عن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، قوله إنه سيلتقي اليوم الثلاثاء، منسق مفاوضات فيينا النووية إنريكي مورا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال باقري كني: "بالنظر إلى الرسائل المتلقاة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمدير العام للوكالة رافاييل غروسي، اليوم سألتقي على هامش اللقاءات الدبلوماسية مع إنريكي مورا".
وهذا أول لقاء بين باقري كني ومورا الذي يشغل منصب نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، منذ 8 أغسطس/آب الماضي، بعد انتهاء الجولة الجديدة من المفاوضات في فيينا، والتي استؤنفت بعد خمسة أشهر من توقفها وفق هذه الصيغة.
ويأتي لقاء اليوم على وقع ما كشف عنه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أمس الإثنين، بشأن تلقي بلاده "رسائل" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باعتزامها إغلاق ملف التحقيقات بشأن ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة، مُورست فيها أنشطة نووية، حسب إعلان سابق للوكالة.
وأضاف إسلامي لقناة "الخبر" الإيرانية: "نأمل أن يكونوا صادقين وألا يهدروا المزيد من الوقت"، قائلاً إنّ "الضغط على إيران لن يأتي بنتيجة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتابع: "في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يوجد أي نشاط نووي لم تبلغ به الوكالة أو أنها لا تعلم به"، مضيفاً أن "جميع أنشطتنا تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
من جهته، استبعد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحافي في نيويورك، الإثنين، أن يتحقق تقدم في الملف الإيراني خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى.
غير أنّ بوريل، قال، اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأميركي، إنّ الاتحاد الأوروبي كان يدفع جميع الأطراف "لقطع آخر 10 أمتار في النهاية" في عملية استعادة الاتفاق النووي لعام 2015"، مضيفاً أنه لا يتوقع أي تقدم كبير في القريب العاجل بشأن هذه القضية وسط المفاوضات الجارية بقيادة الاتحاد الأوروبي.
وتابع بوريل أنه لا يعتقد أنّ عقد اجتماع مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك "سيكون مثمراً"، موضحاً بشأن المفاوضات النووية: "نحن الآن في طريق مسدود. الآن توقفنا". وأضاف أنّ "آخر طلب من الجانب الإيراني، لم يكن يدفع بالضبط من أجل التوصل إلى اتفاق".
في الأثناء، يواصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، لقاءاته على هامش مشاركة الوفد الإيراني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. والتقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وناقش معه وفق وسائل إعلام إيرانية، تطورات المفاوضات النووية.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لقاء مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، في ظل انسداد المفاوضات النووية.
وأكد الرئيس الإيراني، أمس الإثنين، في طهران، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه ليس لديه "أي برنامج" للقاء أو تفاوض مع الأميركيين.
استدعاء أمير عبداللهيان إلى البرلمان
على صعيد آخر، أعلن البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، أنه سيتم استدعاء وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان إلى مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للرد على أسئلة نيابية بشأن المفاوضات.
وطرح النائب محمود نبويان وعدد آخر من النواب البرلمانيين، أسئلة بشأن "سبب عدم الالتزام بالخطوط الحمراء للنظام والمصالح الوطنية في المفاوضات الأخيرة"، وفق وكالة "خانه ملت" البرلمانية.
وتواجه المفاوضات عقبتين، في الوقت الراهن: الأولى الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية، سبق أن أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على جزئيات اليورانيوم، والعقبة الثانية، هي مطالبة إيران بمزيد من الضمانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أن قضية المواقع الثلاثة تُعدّ العقبة الأهم أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق هذا الملف "سياسياً".
وقدّم مورا مسودة نهائية للطرفين، في 8 أغسطس/آب الماضي، ردّت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علّقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عليها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، مطلع سبتمبر/أيلول الحالي، الجواب على الرد الأميركي، فاعتبرت الخارجية الأميركية أن الجواب "غير بنّاء وأعاد الوضع إلى الوراء"، غير أنّ واشنطن لم ترسل ردها بعد على الجواب الإيراني.