كشفت صحيفة "خبر تورك" التركية، اليوم الثلاثاء، كواليس لجوء مسؤولين أفغانيين اثنين إليها والاتصالات التي رافقت عملية تأمينهما، فيما أكدت إجلاء 350 مواطنا تركيا من أفغانستان.
وأوضحت الصحيفة أن ليلة الأحد الإثنين، شهدت حراكا واتصالات في تركيا لتأمين وزير الخارجية في حكومة أشرف غني محمد حنيف أتمر، ووزير الخارجية السابق رنغين دادفار سبانتا، فيما أكدت الصحيفة أن الأخير اتصل هاتفيًا بالدبلوماسي التركي السابق حكمت جتين.
وكان الدبلوماسي التركي جتين ممثلا لحلف شمالي الأطلسي في أفغانستان بالفترة 2003-2006، فيما شغل سبانتا منصب وزير الخارجية في الفترة 2006-2010 بفترة الرئيس حامد كرزاي. ويعرف أن سبانتا درس في تركيا سابقا، ويتقن اللغة التركية، بينما تتواجد عائلته في ألمانيا.
وبحسب ما نقلت الصحيفة، فإن الوزير السابق نقل في مكالمته "مخاوفهم من احتمال تعرضهم للتصفية"، مشيرًا إلى أنهما لا يستطيعان السفر إلى الدوحة لعدم منح حركة "طالبان" الإذن بإقلاع الطيران المدني، طالبا نقلهما عبر الطائرات التركية "السبيل الوحيد لنجاتهما".
ودفع هذا الاتصال الدبلوماسي التركي للاتصال بمساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال ساردا له القصة، ليجيبه أن "هذه الطائرات مخصصة للمواطنين الأتراك ولكن سيتم إخطار الوزير مولود جاووش أوغلو بالأمر"، وقبل تلقيه الإجابة، عاود الوزير الأفغاني السابق الاتصال ليطلب بشكل عاجل "تأمين دخولهما المطار العسكري على الأقل بعد الفوضى التي أصابت المطار المدني".
جاووش أوغلو: تركيا تواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف في أفغانستان بما فيهم حركة طالبان
وذكرت الصحيفة، أن الدبلوماسي التركي جتين اتصل بوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ليتم إصدار تعليمات لترتيب دخول الوزيرين الأفغانيين المطار العسكري فجر الإثنين، فيما جرى نقلهما جوًا إلى تركيا بعد فترة من الانتظار.
وينتظر من الوزير الأفغاني السابق الانتقال لاحقا للانضمام إلى عائلته في ألمانيا بعد أيام يقضيها في تركيا، فيما لا يعرف بعد مصير الوزير أتمر، إن كان سيلحق بأشرف غني أم ينتقل إلى دولة أخرى أو يبقى في تركيا.
وفي نفس السياق، نقلت الصحيفة عن مساعد وزير الخارجية التركي ياووز سليم قران قوله، إن الخطوط الجوية التركية نقلت ما يقارب من 350 مواطنا تركيا من أفغانستان إلى البلاد، فيما لا يزال هناك قرابة 5 آلاف، حيث تم توقيف إجلائهم بعد قطع الطرق بسبب سيطرة حركة طالبان على العاصمة، مشيرًا إلى أن "وزارة الخارجية على تواصل معهم وتحاول توفير حاجاتهم، علمًا أن أغلبهم يتواجد في العاصمة كابول ومحيطها".
وأضاف "نحاول إعادة الراغبين بأقرب فرصة ولكن لا توجد هناك حاليا أي حكومة، وكل شيء معلق بالوقت الحالي حتى يتم تعيين السلطة السياسية الجديدة هناك وتتمكن عبرها وزارة الخارجية من مخاطبة نظرائها".
جاووش أوغلو: تركيا تلقت رسائل "طالبان" بإيجابية
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، بأن "تركيا تواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف في أفغانستان بمن فيهم حركة طالبان" مشيرًا إلى أن دور قطر مهم بهذا الملف، فيما أكد أن تركيا تلقت تصريحات حركة طالبان بشكل إيجابي.
وأضاف أن تركيا ستناقش مصير المطار بعد عملية انتقال السلطة مع جميع الأطراف، مؤكدًا أن بلاده ستدعم ترسيخ الأمن في أفغانستان وستعمل بشكل مشترك مع واشنطن لإجلاء الرعايا الأجانب، موضحًا أنه تحدث مع نظيره الأميركي بهذا الخصوص.
وشدد على ضرورة دعم الاستقرار في أفغانستان، مبينًا أن تركيا بذلت جهودا من أجل استقرارها، معربًا عن أمله في أن تتوصل الأطراف إلى آلية من أجل حماية البلاد.
وقال "كانت هناك مشاهد مؤلمة في المطار (..) نعمل على ما يلزم لتأمين من يريد الخروج من البلاد وبعد إرساء الأمن في المنطقة سيتم مواصلة إجلاء الرعايا الأتراك والمواطنين، ولكن المهم هو مستقبل أفغانستان".
وأكد أن تركيا كانت في مقدمة الدول التي دعمت أفغانستان وستواصل ذلك، مشيرًا إلى تركيا ستنقاش كل شيء بالمستقبل بعد استقرار الأوضاع، معربًا عن أمله في تحويل "طالبان" أقوالها إلى أفعال.