طلب لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية خانقة، من السفارات، البحث عن مانحين للمساعدة في تغطية نفقات تشغيلها، مع تأخره عن دفع رواتب الدبلوماسيين، وتفكيره في إغلاق بعثات في الخارج.
وطلبت وزارة الخارجية، في منشور بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني اطلعت عليه "رويترز"، من البعثات الخارجية، السعي للحصول على تبرعات من المغتربين اللبنانيين، والرد على طلبها في غضون أسبوعين.
وقال المنشور إن الوزارة تدرس إغلاق عدد من البعثات، كإجراء مالي عاجل تبنّاه عدد كبير من الدول التي اجتاحتها أزمات مالية مماثلة.
ولم تردّ وزارة الخارجية على طلب للحصول على مزيد من المعلومات بخصوص الوثيقة والوضع المالي للسفارات.
وأكد مصدران دبلوماسيان لبنانيان، لـ"رويترز"، أن موظفي البعثات الأجنبية لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر يناير/كانون الثاني. وقال مصدر إنه تم إبلاغهم بأنهم سيحصلون على الرواتب الأسبوع القادم.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، ويترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور، وتحسّن من نوعية حياة السكان الذين بات أكثر من 50 بالمائة منهم تحت خط الفقر، وفق البيانات الرسمية. ويشترط المجتمع الدولي تطبيق إصلاحات بنيوية مقابل توفير الدعم المالي.
واستهلك لبنان منذ 2019 أغلب احتياطاته من العملة الصعبة، ممّا أدى إلى نقص الدولار وخسارة العملة المحلية أكثر من 90 بالمائة من قيمتها.
وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في ديسمبر/كانون الأول، أنه بدأ تطبيق خطة لتقليل نفقات السفارات، تشمل بدلات الإيجار، ورواتب الدبلوماسيين، ونفقات الحفلات والسفر. وقد يصل حجم التخفيضات إلى 18 مليون دولار، في موازنة تبلغ 95 مليون دولار إجمالاً.
(رويترز، العربي الجديد)