لقاء السوداني وأردوغان: مراجعة التفاهمات الأمنية وملف "الكردستاني"

02 نوفمبر 2024
رجب طيب أردوغان ومحمد شياع السوداني في أنقرة، 1 نوفمبر 2024 (مصطفى كاماجي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة ملفات مهمة، منها حزب العمال الكردستاني والتعاون العسكري، مع التركيز على مكافحة التنظيمات الإرهابية.
- تناولت المباحثات التهديدات الإقليمية مثل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وضرورة توحيد المواقف العربية والإسلامية لدعم جهود وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تفعيل الاتفاقات الاقتصادية والتنموية.
- أعلنت تركيا عن ضبط أسلحة لحزب العمال الكردستاني ووقعت مذكرة تفاهم للتعاون العسكري مع العراق، مما أدى إلى إجراءات عراقية ضد مسلحي الحزب وحظر أنشطة ثلاثة أحزاب مرتبطة به.

في زيارة استغرقت عدة ساعات لتركيا، راجع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملفات مهمة على رأسها ملف العمال الكردستاني الموجود في شمال العراق، فضلاً عن التفاهمات العسكرية بين البلدين وملفات أخرى.

وأجرى السوداني زيارة مفاجئة لتركيا، أمس الجمعة، التقى خلالها أردوغان الذي أكد "تطوير العلاقات بين البلدين واستغلال فرص التعاون، وخصوصاً مشروع طريق التنمية، التي ستوفر فوائد غير محدودة لكلا البلدين"، مشدداً على "أن تركيا ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد بكل حزم".

واكد أردوغان أن "التنظيمات الإرهابية تشكل مخاطر أمنية بالنسبة إلى تركيا والعراق على حد سواء، وأن مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز فيما بينها ستخدم السلام والاستقرار في كلا البلدين"، معرباً عن "امتنان تركيا من الخطوات الإيجابية التي اتخذتها حكومة العراق بخصوص مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي".

من جهته، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، الذي عاد إلى بغداد ليل أمس، في بيان إن "الجانبين أجريا مباحثات اشتملت على استعراض آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، والتهديد المتزايد للسلم والاستقرار الذي يشكله الكيان الصهيوني، بعدوانه المستمر على غزّة ولبنان، والاعتداءات التي طاولت عدة دول في المنطقة".

وأضاف البيان أن "السوداني والرئيس أردوغان بحثا توحيد المواقف إزاء هذه التطورات الخطيرة، وما تمثله من تحدٍّ، وحث الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية والأممية على دعم الجهود والمساعي الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتسهيل عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات إلى المنكوبين جراء العدوان، وإطلاق جهود الإعمار، وحماية الوجود الفلسطيني على أرضه"، ولفت إلى أن "اللقاء شهد البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقات المشتركة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية".

وأكد مصدر حكومي عراقي لـ"العربي الجديد" أن "ملف العمال الكردستاني في شمال العراق، والعمليات التركية التي تنفذها ضده، كانا على رأس المباحثات"، مبيناً أن "الجانبين بحثا الملف، والملف الأمني والتعاون العسكري عموماً، وملف الحدود المشتركة ومحاربة الجريمة العابرة للحدود". وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "أردوغان أكد استمرار العملية التركية ضد العمال الكردستاني شمالي العراق، لما يشكله من خطر على بلاده من خلال عملياته الإرهابية، مشدداً على ضرورة تعاون العراق مع بلاده في هذا الملف".

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس، ضبط العديد من الأسلحة والذخائر العائدة لمسلحي العمال الكردستاني في عملية تمشيط نفذتها شمالي العراق، وقالت في بيان إن "القوات المسلحة التركية ضبطت في أثناء عمليات التمشيط 6 قذائف صاروخية، و8 قذائف هاون، و12 قاعدة نقل قذائف هاون، وصندوق ذخيرة رشاش، وكميات كبيرة من المستلزمات المعيشية ومواد تنظيف".

ووقّع العراق وتركيا منتصف أغسطس/ آب الماضي مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وتحييد حزب العمال الكردستاني ومسلحيه، الذين تسبّبت نشاطاتهم العسكرية بتوغل القوات التركية في مناطق تابعة لإقليم كردستان شمالي العراق. وعلى إثر مذكرة التفاهم نفذ العراق سلسلة إجراءات أمنية وإدارية للتضييق على مسلحي "العمال الكردستاني" والأذرع التابعة له، التي تنشط داخل مناطق شمالي العراق الحدودية مع تركيا وسورية، ضمن حزمة تعهدات قدمتها بغداد إلى أنقرة حيال أنشطة حزب العمال الكردستاني المحظور بتركيا، التي تتهمه باتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لشن اعتداءات داخل أراضيها.

وأعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي حظر أنشطة ثلاثة أحزاب أيزيدية مرتبطة بـ"العمال الكردستاني"، وهي "الحرية والديمقراطية الأيزيدية" و"جبهة النضال الديمقراطي" و"حرية مجتمع كردستان/ تفكري آزادي". وتنشط هذه الأحزاب في قضاء سنجار ومناطق غربي نينوى الحدودية مع الحسكة السورية. وصدر قرار بنقل دائرة الأحوال المدنية الموجودة في سنجار إلى قضاء البعاج بعيداً عن نفوذ "العمال الكردستاني" الذي ينشط داخل المدينة.

ويشار إلى أنه منذ أكثر من أسبوع صعّدت القوات التركية من هجماتها، ضد جماعة العمال الكردستاني شمالي العراق، وقد نتج من ذلك ارتباك واضح بتحركات المسلحين بمناطق وجودهم في محافظات إقليم كردستان العراق، وسط حالة من الخوف لدى الأهالي الكرد من المدنيين، الذين دعوا إلى منع مسلحي الحزب من محاولة التحصّن في مناطقهم.