مايا ساندو... خطوة لرئاسة مولدوفا بألف يورو

05 نوفمبر 2024
مايا ساندو رئيسة في كيشيناو، 4 نوفمبر 2024 (دانيال ميهايليسكو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وُلدت مايا ساندو في مولدوفا ودرست الاقتصاد والعلاقات الدولية، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة هارفارد. عملت في مجالات الاقتصاد والخدمة العامة مع منظمات دولية مثل البنك الدولي والأمم المتحدة.
- عُينت وزيرة للتعليم في 2012، حيث قادت إصلاحات تعليمية، وأسست حزب العمل والتضامن الذي يركز على تكامل مولدوفا مع الاتحاد الأوروبي ومكافحة الفساد.
- خاضت الانتخابات الرئاسية مرتين، وفازت في 2020. تُعرف بمواقفها الموالية للغرب ووعدت بأن تكون "رئيسة للجميع"، حيث كان دعم الجاليات المولدوفية في الخارج حاسمًا لفوزها.

يُعرف عن الرئيسة المولدوفية مايا ساندو (52 عاماً)، التي أعلنت لجنة الانتخابات المركزية، أمس الاثنين، إعادة انتخابها لولاية ثانية، أنها قطعت قبل التحاقها بالعمل السياسي مسيرة حافلة في مجال الاقتصاد والخدمة العامة والمنظمات الدولية، بما فيها توليها منصب مستشارة البنك الدولي في واشنطن. 

ولدت ساندو المنحدرة من أصول رومانية (تحمل جنسيتها إلى جانب المولدوفية) لطبيب بيطري ومعلمة في قرية ريسيبين في منطقة فاليشتسكي في جمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفييتية في عام 1972، وتلقت تعليمها في تخصص الاقتصاد، ثم حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من أكاديمية الإدارة العامة في العاصمة كيشيناو. بعد تخرجها في عام 1998 انخرطت في ميدان الاقتصاد ومكاتب المنظمات الدولية في كيشيناو، إذ عملت بممثلية البنك الدولي وبوزارة الاقتصاد المولدوفية والأمم المتحدة و"يونيسيف"، وأشرفت في إطار عملها على قضايا مكافحة الفقر في بلادها والإصلاح الاقتصادي.

بعد ذلك، انتقلت ساندو إلى الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد. وعقب تخرجها عملت منذ عام 2010 مستشارة للمدير التنفيذي للبنك الدولي في واشنطن لمدة عامين، ثم عادت إلى مولدوفا. في عام 2012، عينت وزيرة للتعليم. وعلى مدى ثلاث سنوات من عملها تولت إصلاح ترشيد المنظومة التعليمية الذي شمل أيضاً جعل دراسة اللغة الروسية اختيارياً مقابل اعتماد اللغة الإنكليزية مادة إلزامية.

في عام 2015، أسست ساندو الحركة السياسية الموالية لأوروبا "قم بخطوة مع مايا ساندو" التي تحولت في وقت لاحق إلى حزب العمل والتضامن. خلال السنوات الأولى بعد تأسيسه، كان عمل الحزب أشبه بمنظمة متطوعين بلا تمويل، مما اضطر ساندو إلى العيش من مدخراتها منذ فترة عملها في البنك الدولي، وفق ما كشفت عنه لاحقاً.

في مقابلة مع المدون والمحاور الروسي الأشهر على منصة يوتيوب، يوري دود، في وقت سابق من العام الجاري، أوضحت ساندو أن راتبها كونها رئيسة مولدوفا لا يتخطى ألف يورو، وأن مدخراتها أوشكت على الانتهاء، كاشفة أنها كانت تتقاضى راتباً قدره 10 آلاف دولار شهرياً أثناء عملها في البنك الدولي، ما أتاح لها تأسيس الحزب والتفرغ للعمل السياسي. وتمحورت أيديولوجيا الحزب حول تكامل مولدوفا مع الاتحاد الأوروبي وقضايا مكافحة الفساد والارتقاء بجودة خدمات الصحة والتعليم ومعالجة أزمة هجرة السكان إلى الخارج.

في عام 2016، خاضت ساندو سباق الانتخابات الرئاسية مرشحة عن حزبها، ولكنها خسرت في جولة الإعادة أمام زعيم حزب الاشتراكيين، إيغور دودون، المعروف بعلاقته الوطيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن في عام 2020، خاضت ساندو الانتخابات مرة أخرى وفازت هذه المرة بجولة الإعادة أمام دودون أيضاً، لتصبح رئيسة لمولدوفا قبل أن يعاد انتخابها مرة أخرى أمس.

ورغم أن ساندو تعد سياسية موالية للغرب، لكنها وعدت بعد تقدمها في الانتخابات ليلة أمس بأن تكون "رئيسة للجميع". وجرت جولة الإعادة بالانتخابات المولدوفية أول أمس الأحد، وسط احتدام المنافسة بين ساندو ومنافسها، المدعي السابق ألكسندر ستويانوغلو المعروف بمواقفه المطبعة مع الكرملين، وأسفرت عن فوز ساندو بأكثر من 55% من أصوات الناخبين. واللافت أن فرز أصوات الناخبين داخل البلاد كان يظهر تقدماً لستويانوغلو المدعوم من كل القوى الموالية لروسيا، بحصوله على أكثر من 51% من الأصوات مقابل أقل من 49% لساندو التي تغيرت النتيجة لصالحها، بعد إكمال فرز أصوات الجاليات المولدوفية في الخارج، ولا سيما المقيمين في بلدان الاتحاد الأوروبي.