استُشهد وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على حشد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات إنسانية في شارع الرشيد بمدينة غزة، صباح اليوم الخميس.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة مجزرة شارع الرشيد ارتفعت إلى 112 شهيداً و760 مصاباً.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي أفاد، في بيان سابق، بسقوط 70 شهيداً وإصابة أكثر من 250 فلسطينياً كانوا يبحثون عن لقمة العيش، في مجزرة مُروّعة بشارع الرشيد، جنوب غربيّ مدينة غزة.
وتزامنت المجزرة الجديدة مع تجاوز عدد الشهداء الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 30 ألفاً.
وأضاف البيان: "كانت لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد، في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة، كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات، إلا أنه قتلهم بدم بارد".
تغطية صحفية: "مشاهد توثق نقل الضحايا والمصابين من المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال على شارع الرشيد بغزة" pic.twitter.com/eZvgkKPRVe
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) February 29, 2024
وحمّل المكتب "الإدارة الأميركية والرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي، وكذلك المنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها، المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة المروعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن".
وناشد "كل دول العالم وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء".
وتحدث شهود عيان لوكالة الأناضول عن أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق النار على الطواقم الطبية والمواطنين الذين يحاولون نقل الشهداء والمصابين، ما يعوق نقل أعداد كبيرة منهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الخميس، إن "قوات الاحتلال ترتكب عمليات قتل ممنهجة ضد 700 ألف نسمة في شمال غزة بالاستهداف والتجويع معاً".
وأضاف أن "مجزرة دوار النابلسي تشكّل تحولاً جديداً في مسلسل الإبادة الجماعية"، لافتاً إلى أن "عشرات الإصابات بين حرجة وخطيرة وصلت إلى مجمع الشفاء الطبي".
وأوضح أن "الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع حجم ونوعية الإصابات التي تصل إلى مجمع الشفاء الطبي نتيجة ضعف الإمكانات الطبية والبشرية"، مطالباً "المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الاسرائيلي بدعم أميركي وأوروبي".
كذلك طالب المجتمع الدولي بتوفير ممر إنساني آمن يسمح بوصول المساعدات الطبية والإنسانية والوقود إلى شمال قطاع غزة.
جيش الاحتلال يزعم أن شهداء شارع الرشيد سقطوا "نتيجة التدافع"
في المقابل، عمم جيش الاحتلال الإسرائيلي توثيقاً مصوراً من الجو، قال إنه لما حدث خلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، زاعماً أنّ المشهد "يُظهر كيف انهال الجمع الفلسطيني على الشاحنات ونتيجة لذلك قُتل العشرات جراء الكثافة والتدافع والدهس"، وفقاً لزعمه.
ولا يثبت الفيديو الذي عممه جيش الاحتلال، أن التدافع هو ما أدى بالفعل إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، لا سيما مع ظهور وجود مسافات بينهم. وحتى في حالة انهيال الجموع على الشاحنات، لا يمكن التأكد بالفعل من وجود حالات دهس أو تدافع حتى الموت.
وفي وقت سابق، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على عدد كبير من سكان غزة خلال توزيع مساعدات إنسانية.
وعمّم الجيش بياناً، جاء فيه أنه "في أثناء إدخال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية الليلة الماضية إلى شمال قطاع غزة، بدأت عملية تجمهر عنيفة حول الشاحنات من قبل سكان غزيين، قاموا بنهب المساعدات التي وصلت"، وفق مزاعم جيش الاحتلال، الذي أضاف أنه "خلال احتشادهم أصيب العشرات من الغزيين نتيجة الازدحام الشديد والدهس".
ووقعت الأحداث بالقرب من الممر الإنساني، الذي توجد فيه قوات جيش الاحتلال. وزعم الجيش أنه "نتيجة التجمهر العنيف وحادث الدهس اقترب جزء من الحشود نحو قوة عسكرية كانت تهمّ بالسماح بمرور الشاحنات في إطار حملة إنسانية لنقل المساعدات".
وزعم جيش الاحتلال أن الحشود اقتربت "بطريقة شكلت خطراً على القوات"، التي "ردت بإطلاق نار، فيما الحادث قيد التحقيق".
ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعاً إنسانية كارثية.
وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين 2023، اضطر سكان محافظتي غزة وشمال القطاع إلى اللجوء إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.
وفي 19 فبراير/ شباط الجاري، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكّل "تهديداً خطيراً" على صحتهم، خصوصاً مع استمرار الحرب المدمرة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الشهداء معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".