وعد محافظ مأرب الموالي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، سلطان العرادة، بدحر الهجوم الواسع لجماعة الحوثيين رغم الانتكاسات الأخيرة وخسارة ست مديريات في الأطراف الجنوبية للمحافظة الغنية بالنفط الواقعة شرقي البلاد.
وقال المسؤول اليمني، في حديث متلفز، مساء السبت، "إنني متفائل، وإنّ مأرب صمدت وستصمد في وجه المشروع الإيراني، ولن تصل مليشيا الحوثي إلى مبتغاها، واليمنيون سيرون في الأيام القادمة ما تقرّ به الأعين".
ومع تزايد المخاوف من سقوط آخر معاقل الحكومة اليمنية من مدن شمالي البلاد؛ طمأن المحافظ العرادة اليمنيين والقيادة اليمنية، وأشار إلى أن مأرب "صامدة صمود الجبال الرواسي"، وذلك "بفضل قبائلها والجيش الوطني والإسناد الحاصل من التحالف بقيادة السعودية".
وفي أول تصريحات من مسؤول حكومي رفيع؛ أقرّ العرادة بسقوط بعض المديريات، سواء في البيضاء أو شبوة أو مأرب في قبضة الحوثيين، واعتبر ذلك "ليس معيباً بل من طبيعة الحروب، فالحرب سجال".
وفيما تحفّظ عن الأسباب التي أدت إلى خسارة مديريات الخاصرة الجنوبية؛ دافع المسؤول اليمني، عن أبناء تلك المديريات، وقال إنهم قاتلوا المليشيات الحوثية وسيقاتلونها مرة أخرى إلى جانب جميع أبناء الشعب اليمني.
حديث محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة لوسائل الإعلام عقب اجتماع اللجنة الأمنية السبت ٦ نوفمبر ٢٠٢١م
— محافظة مأرب (@Marib_gov) November 6, 2021
5 pic.twitter.com/LP8y2MAKKL
كما دافع العرادة، عن أداء الحكومة الشرعية في إدارة المعركة عقب الانتقادات الحزبية والبرلمانية، وذكر أنّ القيادة السياسية "تقف بكل ما تملك من قوة في المعركة وليس بالضرورة أن يظهر ذلك للجميع".
وفي ما يخص دور التحالف بقيادة السعودية؛ قال العرادة: "التحالف يقف وقفة الأخوة إلى جانب الشعب اليمني، ومهما كانت مساندته لا يمكنه أن يحل محل الدولة اليمنية، فهو يظل عاملاً مساعداً لنا، ويجب أن نفهم الأمر كما هو"، وذلك في رد ضمني على الانتقادات للتقاعس في حماية مأرب.
وانتقد محافظ مأرب ما وصفه بـ"التجني على الدور الإماراتي في اليمن"، وقال إنه "لا ينبغي ذلك؛ لأنهم ضحوا بدمائهم في مأرب ووقفوا إلى جانب المحافظ وقفة حقيقية، إضافة إلى باقي أعضاء التحالف العسكري من البحرين والسودان وجمهورية مصر العربية".
وعلى الرغم من الدفاع الصريح عن دور الحكومة الشرعية والتحالف؛ فإن المحافظ أشار إلى أنه لا يعني ذلك الاكتفاء بما هو حاصل حالياً، في إشارة إلى انتظار دور أكبر.
وتطرّق المسؤول اليمني، إلى الحملة الموجهة التي تقول إن المعركة الدائرة في مأرب هي معركة حزب "التجمع اليمني للإصلاح" ضد جماعة الحوثيين، حيث دعا إلى "الابتعاد عن شخصنة المعركة أو الحديث عن أنها معركة حزب أو قبيلة معينة أو أشخاص معينين".
وقال: "هي معركة يشترك فيها جميع اليمنيين ووقفت معها القبائل اليمنية عن بكرة أبيها، وكل الأحزاب وكل شرائح المجتمع... المعركة معركة كرامة ومن التسطيح إهداء هذا الفخر لحزب أو جهة معينة".
وأضاف: "نحن على تواصل مع كل الأشقاء ومع كل الأخوة اليمنيين على كل المستويات، وأنا لا أجد أبداً أي شيء يحول بيني وبين أخ يقاتل الحوثيين، والإخوة في العمالقة والإخوة الذين جاؤوا من عدن ومن لحج ومن أبين ومن حضرموت ومن شبوة ومن كل المحافظات اليمنية".
وجاءت تصريح محافظ مأرب، بعد يوم من حملة إلكترونية زعمت أنه ترك المعركة المصيرية التي تتعرض لها محافظته وغادر إلى تركيا، في حملة وصفها ناشطون موالون للحكومة الشرعية بأنها تهدف إلى تأليب الرأي العام وكسر معنويات الجيش.