في ظل ما تتناوله وسائل الإعلام العبرية عن إمكانية تطور الأوضاع في الجبهة الشمالية واندلاع حرب شاملة بين "حزب الله" اللبناني والاحتلال الإسرائيلي، تساور أهالي مدينة حيفا من فلسطينيي الداخل مخاوف وتساؤلات عن كيف سيكون الوضع في حال إعلان الاحتلال حرباً جديدة على لبنان، كما حدث خلال حرب تموز 2006.
وتحولت حيفا، الواقعة شماليّ فلسطين المحتلة، إلى مدينة أشباح خلال حرب تموز 2006 العدوانية على لبنان، بعدما فرّ منها جلّ سكانها إلى مدن وبلدات بعيدة أكثر عن القصف من الأراضي اللبنانية.
وقال موقع "واي نت" أول أمس في تقرير له إنه في حال اندلاع الحرب ستنتقل المستشفيات للعمل في طوابق أرضية، مشيراً إلى ترميم آلاف الملاجئ العامة والخاصة. وذكر الموقع أنه سقط 300 صاروخ على مدينة حيفا خلال حرب تموز 2006، التي استمرت 34 يوماً، وقتل 14 شخصاً من سكانها، وأصيب 23 شخصاً، فيما تضرر نحو 500 منزل.
وأضاف الموقع أن الكثير من سكان حيفا يتذكرون الأجواء العصيبة التي عاشوها في حرب تموز 2006 ويخشون من فتح جبهة إضافية مع "حزب الله"، الذي بات واضحاً أن لديه أسلحة متطورة أكثر اليوم من تلك الفترة.
"العربي الجديد" حاول استطلاع أوضاع الأحياء العربية في حيفا المكتظة بالسكان والمباني القديمة، ومدى جهوزيتها في حال اندلاع الحرب، ولا سيما حيّ وادي النسناس القائم قبل احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطيني، والذي يتميز بشوارع وأزقة ضيقة، وشهد سقوط عدة صواريخ، ما أدى إلى مقتل وإصابة بعض من سكانه.
وفي حديث مع منيرة سلوم من حيّ وادي النسناس، أوضحت أن صاروخاً سقط على منزلهم في عام 2006، ما أدى إلى تهدمه ومقتل شقيقها محمود جراء انفجار قنينة غاز عندما كان يحاول إنقاذها ووالدتها.
وأضافت: "كان الوضع مخيفاً عند سقوط الصاروخ على البيت، لا يمكن وصفه. البيت احترق كلياً وهدم بالكامل. لم تحضر حينها سيارة إسعاف، ودخل شقيقي خالد لإخراج شقيقي محمود، ونُقل بإسعاف خاص الى المستشفى".
وأشارت إلى أن أغلب البيوت والأبنية بالحيّ قديمة ولا توجد فيها غرف آمنة، مضيفة: "هناك اكتظاظ كبير بوادي النسناس والشوارع ضيقة (..) في حرب 2006 أُخرِجنا من البيت من قبل الجيران وسكان المنطقة (..) وهناك مَن كان فقط يمر من قرب حيّنا ودخل إلى بيتنا لإنقاذنا، لكنه أصيب وبعد يومين رأيته في غرفة الطوارئ بجانب والدتي".
وحول جهوزية واستعداد حيّ عباس المكتظ كذلك بحيفا لحالات الطوارئ، قال رئيس لجنة الحيّ المهندس إيهاب حبيب: "الحيّ مكتظ بالسكان والسيارات (...) فحصنا أن نضع غرف محصنة متنقلة عامة، والمشكلة أنها تتسع فقط لـ 15 شخصاً ولا يوجد مكان بالحيّز العام بالحيّ لنضعه".
وأشار إلى أنه يوجد ملجأ عام واحد في حيّ عباس، ويمكن تحويل المدارس إلى أماكن لجوء، مضيفاً أنه لا يوجد بالحيّ ما يكفي من الأماكن لركن السيارات، ويوجد مدخل واحد فقط للحيّ. وأوضح حبيب أن سيارات الإسعاف قد تجد مشاكل في الدخول إلى الحيّ، على اعتبار أن الكثير من السكان يغلقون ممرات الحيّ بسياراتهم، نظراً لغياب أماكن لركنها.