مسؤولون أميركيون لـ"وول ستريت جورنال": إسرائيل نفذت هجوماً على موقع عسكري إيراني بطائرات مسيرة
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل نفذت غارة سرية بطائرات مسيرة استهدفت مجمعًا دفاعيًا في إيران.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي قال، لـ"وول ستريت جورنال"، الأسبوع الماضي، إنّ "إسرائيل والولايات المتحدة تستعدان للأسوأ".
وأضاف هليفي أنّ المناورات الأميركية الإسرائيلية بعثت "رسالة واضحة للغاية إلى إيران: إذا ارتكبت إيران أخطاء، فإن القدرات الهجومية على أهبة الاستعداد".
وأعلن مسؤول أميركي، اليوم الأحد، أنّ بلاده ليس لها يد في الهجوم على محافظة أصفهان الإيرانية، وفق هيئة البث الإسرائيلي الرسمية.
ونقلت الهيئة عن المسؤول دون تسميته، قوله إنّ "واشنطن ليس لها يد في هجوم أصفهان".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، إنّ "إسرائيل هي التي نفذت الهجوم".
وأضافت: "لا ينبغي استبعاد احتمال تنفيذ الهجوم بهدف إلحاق الضرر بمحاولة إيرانية لتطوير صواريخ تفوق سرعة الصوت، وهو سلاح خارق يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الجوي".
وذكرت أن "الضربة التي نفذتها إسرائيل في إيران، سببها محاولة إيرانية لتطوير (ربما بمساعدة روسية) مثل هذا السلاح الذي يمكن أن يخترق الدفاع الجوي".
وأشارت "يديعوت أحرنوت"، إلى أنّ تل أبيب بعثت رسالة إلى طهران مفادها: "نعلم ولن نقف مكتوفي الأيدي".
ولفتت إلى أنه "وحسب كل المؤشرات، فإنّ الجهة التي هاجمت الهدف الإيراني، تمتلك قدرات استخباراتية وتكنولوجية متقدمة للغاية، مما يتيح لها تنفيذ هجوم جوي على منشأة صناعية عسكرية حساسة تابعة للحرس الثوري، وهي منشأة محمية بمجموعة من بطاريات الدفاع الجوي".
وأعلنت إيران، ليل السبت-الأحد، أنّ دفاعاتها تصدّت لهجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان، وسط البلاد، من دون أن تقع إصابات.
ونقلت وكالة "إرنا" عن بيان لوزارة الدفاع أنّه "في مساء 28 يناير/ كانون الثاني، قرابة الساعة 23:30 (20:00 توقيت غرينتش)، تمّ تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيّرة على أحد المجمّعات العسكريّة التابعة لوزارة الدفاع". وأشار البيان إلى أنّ "الدفاعات الجوّية للمجمّع أسقطت إحدى المسيّرات، بينما حوصِرت مسيّرتان وانفجرتا".
وقالت الوزارة إنّ الهجوم "لم يتسبّب في أيّ تعطيل لعمل المجمّع". وأشارت إلى أنّ الهجوم لم يتسبّب في وقوع إصابات، بل أحدث فقط "أضرارًا طفيفة في سقف" أحد المباني.
وفي وقت لاحق، ذكرت "إرنا" أنّ ثلاث طائرات مسيّرة استهدفت "مصنعاً للذخيرة" شمال مدينة أصفهان.
#BREAKING Several Isfahan citizens told @IranIntl they have heard at least "three or four explosions".
— Iran International English (@IranIntl_En) January 28, 2023
Meanwhile, Telegram channels affiliated to IRGC are sharing this video with the caption "the moment a drone hits the Iranian Defense Ministry's ammunition facility in Isfahan". pic.twitter.com/tb9tHJOCKq
وفي حادث آخر لم يتضح ما إذا كان هناك رابط بينه وبين الهجوم، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن اندلاع حريق في مصنع لإنتاج زيوت المحرّكات في شمال غرب البلاد، بحسب "فرانس برس".
واندلع الحريق، الذي يبدو كبيراً وفق صور بثّتها وسائل الإعلام، في مركز صناعي مهم تابع لوزارة الصناعة. وسيطر رجال الإطفاء على الحريق، فيما تحقّق السلطات في أسبابه، وفقاً لـ"إرنا".
ولم تدل السلطات بتفاصيل حتى الآن حول الهجوم، بعدما أعلنت أنّها فتحت تحقيقاً في أسبابه. ولم تتبن أي جهة الهجوم حتى الساعة.
وأظهر مقطع فيديو، جرى تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجاراً قويّاً وصوراً لسيّارات إسعاف متّجهة نحو المكان.
واتهم البرلماني محمد حسن السفاري، في تصريح لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية، "خصوم وأعداء" بلاده بأنهم يسعون إلى "تعطيل القدرات الدفاعية" للبلاد بالوقوف وراء الهجوم.
وتضمّ إيران عدداً من مواقع الأبحاث النوويّة المعروفة في المنطقة، بما في ذلك محطّة لتخصيب اليورانيوم.
ويأتي الإعلان عن هذا الهجوم في سياق متوتّر على خلفيّة حراك احتجاجي في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول خلال وجودها قيد التوقيف لدى الشرطة، واستمرار الخلافات حول الملف النووي الإيراني بين طهران ودول غربية، واتّهامات بعض الدول لطهران بإمداد الجيش الروسي بطائرات مسيّرة لاستخدامها في حربه في أوكرانيا.
وفي السنوات الأخيرة، اتّهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليّات السرّية على أراضيها استهدفت منشآت نووية، واستخدام مدفع رشّاش يجرى التحكّم به عبر الأقمار الصناعيّة لقتل عالم الفيزياء النوويّ البارز محسن فخري زاده في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
وشكّل البرنامج النووي الإيراني هدفًا لهجمات إلكترونيّة ومحاولات تخريب وعمليّات اغتيال استهدفت علماء، وجهت إيران أصابع الاتهام فيها الى إسرائيل.
وفي إبريل/ نيسان 2022، أعلنت طهران أنّها بدأت بإنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60% في موقع نطنز، مقتربة من عتبة الـ90% اللازمة لصنع قنبلة ذرّية. وتنتقد إسرائيل بشدة برنامج إيران النووي، وتحذّر من سعي إيران إلى إنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران.
وحصلت محاولات لإحياء الاتّفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 بين إيران وست دول كبرى، بعد أن انسحبت منه الولايات المتّحدة في العام 2018. لكن المفاوضات حول ذلك توقفت منذ أشهر. وكان الاتّفاق يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح ذرّي.