اعتبر مسؤول أميركي رفيع الخميس عشيّة استئناف المفاوضات في فيينا أنّ إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني "ممكن" في الأسابيع المقبلة قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في إيران في حزيران/يونيو، بشرط أن تكون طهران راغبة في ذلك.
وأكّد المسؤول أنّ "مباحثات غير مباشرة" تجري "بشكل نشط" مع الإيرانيين من أجل الإفراج "الفوري" عن أميركيِين محتجزين في إيران، من دون أن يوضح إن كان ذلك شرطاً مسبقاً للاتفاق على صعيد الملف النووي.
وانطلقت مفاوضات غير مباشرة في بداية إبريل/نيسان في العاصمة النمساوية فيينا بين الولايات المتحدة وإيران، يتوسط فيها خصوصا الأوروبيون وباقي الموقعين على الاتفاق المبرم عام 2015 بهدف الحؤول دون تطوير طهران سلاحا نوويا.
وتهدف المباحثات إلى إيجاد سبل لعودة واشنطن إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة"، التسمية الرسمية للاتفاق النووي، بعد أن سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بلاده منه أحاديا.
وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّ الجلسات الثلاث الأولى من المحادثات كانت "جادة" و"بناءة".
وقال المسؤول الأميركي "هل من الممكن التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الإيرانية؟ نعم بالتأكيد". وأضاف "هذا ممكن، لأننا لسنا مضطرين لابتكار اتفاق جديد، إنّها مجرد مسألة إحياء اتفاق أسيء استخدامه".
بيد أنّه أعرب عن قلقه إزاء رغبة المسؤولين الإيرانيين في ذلك. وقال "إذا اتخذت إيران القرار السياسي بأنها تريد بصدق العودة إلى (الاتفاق) كما تم التفاوض عليه في الأصل، فيمكن أن يتم ذلك بسرعة إلى حد ما ويمكن تنفيذ هذه العودة بسرعة، نسبيا أيضا".
وأضاف "لكننا لا نعرف ما إذا كانت إيران قد اتخذت مثل هذا القرار"، موضحا أنّ هدف الجولة الرابعة التي ستبدأ الجمعة معرفة "ما إذا كانت الأمور تتقدم أو ما إذا كنا لا نزال نواجه مطالب غير واقعية من إيران".
ولفت إلى أنّه لا اتفاق حتى الآن حول الجانب المتعلّق بالعقوبات والقيود النووية، لكنّ "الولايات المتحدة أوضحت ما هي مستعدة للقيام به" في ما يتعلق برفع التدابير العقابية "وأنّ لدى إيران فكرة واضحة إلى حدّ ما بأنها ستكون قادرة مرة أخرى على التمتع بالمزايا الاقتصادية المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة".
بالتوازي مع المباحثات في فيينا، تحدثت وسائل إعلام إيرانية، نهاية الأسبوع الماضي، عن اتفاق بين واشنطن وطهران لتبادل سجناء، لكن سرعان ما نفت الدولتان الأمر.
وكرّر المسؤول الأميركي الخميس أنّه "لا اتفاق" على هذا الصعيد، متّهماً إيران بإظهار "قسوة لا يمكن وصفها" بسماحها بنشر معلومات أعطت أملاً كاذباً للعائلات.
وأوضح أنّه "في ما يتعلق بقضية المعتقلين، هناك نقاشات جارية بنشاط، نقاشات غير مباشرة. وهي مستقلة عن النقاشات حول خطة العمل الشاملة المشتركة". وأردف "نحن منخرطون بشكل مكثّف في مسار لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إعادتهم إلى الوطن لأحبائهم في أقرب وقت ممكن".
وأضاف "نريد حلاً سريعاً"، مؤكّداً أنّ الحكومة الأميركية لا تعطي الأولوية لاتفاق نووي وتريد "حلّ قضية المعتقلين على الفور".
(فرانس برس)