شارك سياسيون من مختلف الانتماءات السياسية وأعضاء من مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" في مسيرة حاشدة اليوم الأحد، تزامناً مع إحياء "ذكرى الشهداء" في 1938. وأكد المحتجون الشروع في توحد "الجبهة الديمقراطية" بصفة رسمية، والتي ستعمل على مواجهة الانقلاب والقرارات الفردية لقيس سعيّد، من خلال صياغة قرارات واتخاذ خطوات هامة في قادم الأيام.
ورفع المحتجون عدة شعارات منها: "دستور حرية كرامة وطنية"، "يسقط يسقط الإنقلاب"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، "الحصانة دستورية برلمان الشرعية"، "خبز وماء وقيس سعيد لا".
وقالت النائب الأول لرئيس مجلس النواب، سميرة الشواشي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الجبهة الديمقراطية الوطنية، والتي تضم القوى الوطنية، ستكون جبهة الخلاص، حيث ستبحث خريطة طريق للمرحلة القادمة وسيصوت البرلمان في جلسة عامة على القرارات وسيتم الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة"، مؤكدة أنه "سيتم الخروج من حكومة اللاشرعية إلى حكومة إنقاذ وطني".
وأضافت الشواشي في كلمة لها أمام المحتجين أنه "لا بد من عودة البرلمان وهناك روزنامة سيفرضها الشعب، بينما روزنامة المنقلب قائمة على بعض الآراء التي صيغت بطريقة متحيلة"، مبينة أن "المنقلب ومنذ 8 أشهر هو بصدد تأزيم الوضع وإفلاس الدولة بطريقة ممنهجة، وستتم المحاسبة" بحسب قولها.
وبينت أنه "من العار محاكمة نواب الشعب وتوجيه تهم تصل عقوبتها للإعدام"، مؤكدة أن "مجلس نواب الشعب سيظل في حالة انعقاد ولن يقبل قرار الحل".
وأعلن القيادي في مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، الحبيب بوعجيلة، عن توحد "الجبهة الديمقراطية" بصفة رسمية، وأنها ستكون "جبهة عملية تصوغ مقترحات وتصورات للمرحلة القادمة"، داعيا المنظمات الوطنية إلى النأي بنفسها عن المشاركة في حوار مزيف، مبينا أن الحوار الذي يقوم على "استشارة زائفة غير مقبول"، وأن المكان الطبيعي للمحاماة الوطنية التونسية هو الوقوف في صف الديمقراطية، مشيراً إلى أن الرسالة اليوم هي للاتحاد العام التونسي للشغل للعودة للديمقراطية وللخروج من مربع 25 يوليو.
"ظهور الوجه الحقيقي" لسعيّد
من جانبه، أكد عضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" جوهر بن مبارك، أن الحضور الحاشد اليوم والذي يعد بالآلاف هو "رد على المنقلب الذي حضر أنصاره ببضع عشرات، ولكن المحتجين اليوم يردون بقوة على المنقلب ويرددون يسقط الانقلاب".
وبيّن أن "هناك حضورا لافتا للمناضلين، الذي هو امتداد لأجيال خرجت في 1938 من أجل برلمان تونسي"، ومؤكدا أن قرارات الانقلاب "باطلة وفي العدم، بما فيها حل البرلمان الذي سيظل قائما وكذلك الدستور والمجلس الأعلى للقضاء".
وقال بن مبارك في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد 8 أشهر من الانقلاب ظهر الوجه الحقيقي للمنقلب"، مبينا أنه تم "رسميا اليوم الإعلان عن مشروع الجبهة الوطنية، وأن النداء الذي تقدم به أحمد نجيب الشابي من أجل الحوار سيجد آذانا صاغية وتفاعلا من القوى الحية"، مؤكدا أن الأسابيع القادمة "ستكون مهمة".
وكشف بن مبارك أن" هناك مبادرات بصدد الصياغة والتشكل والجبهة السياسية العريضة بصدد اتخاذ خطوات هامة".
وفي السياق أيضاً، أكد رئيس الهيئة السياسية لحزب أمل، أحمد نجيب الشابي، أنه "بعد الثورة ولأول مرة في تاريخ تونس تحقق حلم التونسيين في برلمان ودستور يعطي للدولة كرامتها"، ووصفه بأنه "من أفضل الدساتير وأقر الفصل بين السلطات، ولكن بعض الأطراف التي لم تشارك يوما في الثورة والنضال تنمرت على الدستور، وحلت البرلمان"، مشيرا إلى أن هناك "استنكارا دوليا لما يحصل".
وبين الشابي أن "الأزمة السياسية اقترنت بأزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن" حل الأزمة لن يكون سوى بعودة الشرعية والحوار الوطني".
وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الجبهة الوطنية ستعمل على بناء قوة لعقد مؤتمر وطني سيكون الإطار الأول للخروج بتونس من الأزمة"، مؤكدا أن هذا" الحوار سيكون الإطار الوطني لمناقشة الإصلاحات السياسية وسيكلف حكومة إنقاذ لقيادة البلاد نحو انتخابات مبكرة".
من جانبه، قال القيادي في حركة النهضة ورئيس الحكومة الأسبق، علي لعريض، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "هذا التجمع تحضره عدة أطراف سياسية وشخصيات وطنية دفاعا عن الشرعية والوطن وإحياء لذكرى الشهداء"، مؤكدا أن "الأزمة استفحلت والسياسات العمومية التي ينتهجها سعيد جعلت تونس في عزلة وخاضعة لحكومة الفرد الواحد".
وأضاف أن "الوضع الاجتماعي يتفاقم وينبئ بخطر حقيقي"، مؤكدا أن "الانقلاب عمق الأزمة".