شنّت مجاميع مسلحة تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة طاولت مناطق مختلفة من بغداد وكركوك، مستخدمةً سيارات وعربات للجيش والشرطة العراقية.
ووفقا لمصادر أمنية، اعتقلت تلك المليشيات نحو 80 مواطناً في بغداد، وجد 9 منهم جثثاً هامدة في أحد مكبات النفايات، شرقي العاصمة، بينما اعتقلت أكثر من 100 مواطن في كركوك، لكن بمشاركة الشرطة العراقية النظامية هذه المرة.
وقال مصدر أمني عراقي لـ"العربي الجديد" إن "حملة دهم للمنازل والعمارات السكنية في مناطق وسط وجنوب شرق بغداد، نفذتها مليشيات الحشد طاولت مدنيين، بينهم موظفون وطلاب جامعيون، من دون أن يكون معها أي قوة أمنية، كما أن المعتقلين من مكون ديني واحد، وعثر على جثث تسعة منهم بعد اعتقالهم ثم قتلهم من قبل تلك المليشيات".
وفي محافظة كركوك، شمال العراق، ذكر مصدر في مجلس محافظة كركوك، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحشد الشعبي قدم معلومات تفيد باستعداد تنظيم داعش لتنفيذ هجوم واسع على المدينة، ما دفع بقوات الأمن إلى تصديق ادعاءاته والخروج بحملة اعتقالات قالت عنها احترازية، طاولت أكثر من 100 مواطن جميعهم من العرب السنة، بينهم نازحون من المحافظات التي يحتلها تنظيم "داعش".
بدوره، انتقد عضو المجلس المحلي لبلدة الحويجة، مهند العبيدي، جنوب شرق كركوك، "حملات الاعتقال التي تنفذها القوات الأمنية والحشد الشعبي".
واعتبر في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاعتقالات التي تنفذ من قبل الحشد الشعبي لا تستند على مسوغات قانونية، ولا يوجد أيّ أمر قضائي بتنفيذها، لذا فهي تطاول الأبرياء والنازحين، وتنفذ وفقا لأجندات طائفية تبنى على أساس المخبرين السريين من المنضوين ضمن الحشد الشعبي".
وطالب الحكومة بـ"وقف هذه الانتهاكات التي تؤثر على التعايش السلمي في محافظة كركوك، وأن تمنع الحشد الشعبي من التدخل في الملف الأمني للمحافظة".
من جهته، دعا النائب عن محافظة كركوك، خالد المفرجي، الحكومة إلى "تشكيل قوة مشتركة تتكون من جميع مكونات المحافظة، لمساندة القوات الأمنية بعيدا عن هذه المليشيات.
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّه "تم تطويع أعداد كبيرة من أبناء المحافظة ممن يرغبون في حماية محافظتهم، لكنّهم حتى الآن لم يتم استقبالهم من قبل الحكومة ولا حتى دعمهم"، مشيراً إلى أنّ "أبناء المحافظة هم أولى بحمايتها، وهم أعرف بها من غيرهم، ويجب على الحكومة أن تعتمد عليهم وتجهزهم بالسلاح، وألا تترك المحافظة عرضة للإرهاب".
يذكر أنّ محافظة كركوك تعدّ من المحافظات ذات التركيبة السكانيّة المعقدة، والتي تشكل كافة المكونات والطوائف العراقيّة، فيما يثير استبداد مليشيات "الحشد الشعبي" بملفها الأمني، سخط ورفض أغلب مكونات المحافظة، الذين يطالبون بإخراجه منها.
اقرأ أيضا: تجدّد النزوح في مدينة تكريت