خرج، الأحد، موالون للنظام السوري في تظاهرة ضد ممارسات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في مدينة القامشلي، شمالي محافظة الحسكة، متهمين الأخيرة بمنع إدخال الغذاء إلى الأحياء التي يقطنونها، وذلك بعد أيام من اتفاق بين النظام و"قسد" برعاية روسية على إنهاء التوتر بين الطرفين في المدينة.
وتحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن أن أفراداً من الأهالي، يقدَّرون بالعشرات ويحملون أعلام النظام السوري، خرجوا في تظاهرة أمام أحد الحواجز التابعة لـ"قسد" في أطراف حيّ حلكو بمدينة القامشلي.
وندد المتظاهرون وفق المصادر بممارسات "قسد" ومنعها دخول المواد الغذائية والتموينية إلى المتاجر في الحيّ المذكور، مضيفة أن أسباب المنع لم تكن واضحة، وذلك بدأ منذ أسبوع إثر التوتر بين قوات النظام و"قسد" في المدينة.
وتتهم وسائل إعلام النظام السوري أيضاً مليشيات "قسد"، التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، بممارسة حصار اقتصادي على حيّ حلكو وحيّ طيء في المدينة، بهدف الضغط على النظام السوري للخضوع لشروطها.
ويسيطر النظام السوري في المدينة على المربع الأمني، إضافة إلى المطار المدني، فيما تسيطر المليشيات، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد "داعش"، على باقي أجزاء المدينة الواقعة على الحدود السورية التركية.
وكان النظام السوري قد توصل، مساء الأربعاء الماضي، إلى اتفاق مع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على إنهاء حالة التوتر بين الطرفين في المدينة، وجاء الاتفاق بعد عقد اجتماع بين الطرفين برعاية روسية لإنهاء حالة التوتر التي استمرت فيها منذ بداية الأسبوع.
ورغم إنهاء حالة التوتر وبدء تنفيذ الاتفاق بين الطرفين، إلا أن "قسد" ما زالت تمنع دخول المواد الغذائية إلى حيّ حلكو، في حين أن نص الاتفاق يفرض إطلاق سراح المعتقلين من قبل الجانبين، وإنهاء الانتشار الأمني في المباني والشوارع بمدينة القامشلي.
وكان حيّ حلكو ومحيط المربع الأمني في المدينة وطريق المطار المناطق التي شهدت التوتر الأكبر بين الطرفين في المدينة، وسببت الاشتباكات وقوع إصابات ونزوح سكان المنطقة.
وكان حيّ طي، ذو الغالبية العربية في المدينة، قد شهد أمس السبت أيضاً تظاهرة ضد "قسد"، تنديداً بعمليات التضييق على الأهالي وحملات الاعتقال التي تشنها "قسد" بهدف التجنيد الإجباري.
القوات الكردية تعتقل ضباطاً للنظام
إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية "الكردية" (أسايش)، الأحد، خمسة ضباط و20 عنصراً تابعين للنظام السوري قرب مدينة القامشلي، في ريف محافظة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، ما أعاد التوتر إلى المدينة بعد يومين من عودة الهدوء النسبي نتيجة التدخل الروسي.
وقال الناشط جاسم عليان، لـ"العربي الجديد"، إن "أسايش" اعتقلت خمسة ضباط، بينهم ثلاثة برتبة عميد، واثنان برتبة ملازم أول، وعشرين عنصراً أثناء توجههم من مطار القامشلي إلى مدينة الحسكة.
وأوضح أن قوات الطرفين استنفرت في مدينة القامشلي وأقامت نقاط تفتيش مؤقتة، وهناك تحليق لمروحيات روسية في سماء المنطقة.
ويأتي هذا التوتر بعد يومين من الهدوء النسبي الذي شهدته المدينة بعد حدوث توتر بين الطرفين بسبب اعتقالات متبادلة، ورفض مسؤولين في الإدارة الذاتية الحل.
وشهدت المدينة الأسبوع الماضي توتراً بين الطرفين، وتمّ حلّه بعد تدخل قيادة الشرطة الروسية في المدينة وإطلاق سراح المعتقلين وإزالة نقاط التفتيش المؤقتة.
وتخضع معظم أحياء مدينة القامشلي لسيطرة القوات الكردية، ما عدا مركز المدينة الذي يسمى بالمربع الأمني، وتتمركز فيه قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني التابعة لها.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت المدينة اشتباكات دامية بين الطرفين، وكانت الوساطة الروسية حاضرة في كل مرة لحل الخلافات وتعزيز هيمنتها على المدينة الواقعة على مقربة من العديد من القواعد الأميركية.
على صعيد منفصل، أُصيب أربعة أطفال بجراح، اليوم الأحد، نتيجة انفجار لغم أرضي داخل أحد البساتين الواقعة على أطراف مدينة البوكمال بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور، شرقي سورية.
في حين أدخل التحالف الدولي 25 شاحنة محملة بأسلحة ومواد لوجستية إلى سورية، عبر معبر الوليد الحدودي على حدود إقليم كردستان العراق، وانطلقت إلى حقلي كونيكو والعمر النفطيين في محافظة دير الزور.