كييف: القوات الروسية استخدمت صواريخ كورية شمالية أوقعت 20 قتيلاً
اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، اليوم الخميس، أن القوات الروسية قد تصل في إطار أداء مهام "العملية العسكرية الخاصة" إلى كييف، التي ينطلق منها التهديد الوجودي لروسيا.
وقال ميدفيديف، في حديث مع وسائل إعلام روسية نشر مقطعاً منه على قناته على "تليغرام": "أين نتوقف؟ لا أعلم. أعتقد أنه لا يزال هناك عمل كبير وهام أمامنا. هل سيكون ذلك كييف؟ نعم، على الأرجح يجب أن تكون كييف أيضاً (تحت السيطرة). إذا ليس الآن فبعد مرور بعض الوقت، ربما في مرحلة أخرى من تطور هذا النزاع".
وزعم ميدفيديف، الرئيس السابق (2008 - 2012) الذي تحول إلى أحد صقور عسكرة الخطاب السياسي الروسي منذ عامين، أن كييف هي مدينة روسية ينشب منها تهديد لوجود روسيا، مضيفاً أن الحديث يجري عن "تهديد دولي"، لأن كييف "تدار بواسطة فريق دولي من خصوم روسيا"، تقودهم الولايات المتحدة.
ووصف ميدفيديف أوديسا المطلة على البحر الأسود بأنها أيضا مدينة روسية، زاعماً أن الروس انتظروا عودتها طويلاً، مشدداً على أن سلوكيات سلطات كييف في أدويسا تبدو "مروعة"، ولا تتمتع ببعد نظر، بل تُبعد عنها حتى السكان الموالين.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات الروسية اقتربت من كييف بعد يوم على بدء اجتياح أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022، ولكن في بداية إبريل/نيسان من العام ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سحب القوات الروسية من محيط العاصمة الأوكرانية، وهو ما عزاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت لاحق، إلى مساعٍ لخلق ظروف لإبرام اتفاقية سلام، لم يُكتب لها أن ترى النور في نهاية المطاف.
كييف: القوات الروسية استخدمت صواريخ كورية شمالية أوقعت 20 قتيلاً
وفي سياق التطورات الميدانية، اتهمت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، الخميس، روسيا باستخدام صواريخ كورية شمالية في عدة هجمات على أهداف مدنية في أوكرانيا خلّفت أكثر من 20 قتيلاً.
وكانت واشنطن حذرت في يناير/كانون الثاني من أن كوريا الشمالية ترسل صواريخ بالستية ومنصات إطلاق إلى روسيا، معتبرة ذلك تصعيداً مقلقاً في دعم بيونغ يانغ لموسكو.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية: "بحسب التحقيق، أطلقت القوات الروسية أكثر من 20 سلاحاً كورياً شمالياً فوق أوكرانيا (...) قُتل 24 مدنياً على الأقلّ وأُصيب أكثر من مائة بجروح خطيرة".
وأشارت إلى أن الأسلحة المذكورة هي "صواريخ بالستية من طراز هواسونغ-11" ونشرت صوراً لحطام الصواريخ على "تليغرام". ولفت المصدر نفسه إلى أن الصواريخ استُخدمت في هجوم في أواخر ديسمبر/ كانون الأول على منطقة زابوريجيا الجنوبية، وفي هجوم آخر على العاصمة كييف، في الشهر التالي.
ولفتت الاستخبارات الأوكرانية إلى أن روسيا أطلقت هذه الصواريخ أيضًا في منطقتَي دونيتسك وخاركيف الحدوديتين، وأضافت: "تجري تحقيقات شاملة لتحديد كلّ ملابسات الجرائم وملاحقة مرتكبيها قضائياً" بما يشمل "الطرق اللوجستية المستخدمة لتوريد الأسلحة".
وفي بيان مشترك صدر في يناير الماضي، نددت نحو خمسين دولة، بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية وكوريا الجنوبية واليابان، بعملية التوريد المفترضة.
وعززت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، الحليفان التقليديان، أخيراً العلاقات بينهما ولا سيما مع الزيارة النادرة التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا العام الماضي.
تصنيف حركة متضامنة مع حاكم خاباروفسك المعتقل منظمة "متطرفة"
وفي الشأن الداخلي لروسيا، صنفت محكمة إقليم خاباروفسك في أقصى شرقي روسيا، حركة "أنا ونحن - سيرغي فورغال" المتضامنة مع الحاكم السابق للإقليم الصادر بحقه حكم بالسجن 22 عاماً منظمة "متطرفة"، مع حظر أنشطتها، بحسب ما ذكرته النيابة الإقليمية اليوم الخميس.
واعتبرت النيابة أن الحركة تزاول أعمالاً "متطرفة" وذلك تحت "غطاء حماية ودعم الحاكم السابق للإقليم"، فيما رأت المحكمة في قرارها أن أهداف الحركة هي "خلق ظروف لتغيير أسس النظام الدستوري"، و"تغيير السلطة في البلاد باستخدام القوة".
وأشارت المحكمة إلى أن المشاركين في الحركة "ينشرون دعوات لمزاولة أعمال متطرفة وإرهابية وتنظيم أعمال شغب، والقيام بأعمال عنف بحق ممثلي السلطة"، مستشهدة في ذلك بأن المشاركين في الحركة تعرضوا مراراً للمسؤوليتين الإدارية والجنائية.
وكانت نيابة إقليم خاباروفسك قد رفعت، في 7 فبراير الجاري، دعوى تصنيف حركة "أنا ونحن سيرجي فورغال" متطرفةً وحظرها.
وانتخب فورغال حاكماً لإقليم خاباروفسك في العام 2018، وفي صيف عام 2019، اعتقل بتهم تدبير اغتيالات ومحاولة اغتيال، في بداية العقد الأول من القرن الـ21. وإثر ذلك، أقاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منصبه.
ولما كان فورغال يحظى بدعم كبير بين سكان إقليمه، استمرت التظاهرات شهوراً، وطالب المشاركون فيها بإجراء محاكمة علنية ومفتوحة، وكانوا ينشرون منشورات ذات وسم "أنا ونحن - سيرغي فورغال" على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي فبراير 2023، أدين الحاكم السابق بتهمة تدبير اغتيالين، ومحاولة اغتيال، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 22 عاماً مع أداء العقوبة في إصلاحية ذات نظام مشدد، فيما نفى فورغال التهم الموجهة إليه.
وما زاد من الشبهات بوجود دوافع سياسية لملاحقة فورغال المنتمي إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، هو فوزه المفاجئ في انتخابات حاكم إقليم خاباروفسك عام 2018، متفوقاً على سلفه فياتشيسلاف شبورت، رغم عضوية هذا الأخير في المجلس الأعلى لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم.
وعلاوة على ذلك، أثيرت تساؤلات حول أسباب التستر على الجرائم المزعومة لسنوات طويلة، إذ أعرب رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي آنذاك، فلاديمير جيرينوفسكي (توفي في إبريل 2022) عن دهشته من اعتقال رفيقه في الحزب بعد 15 عاماً من الوقت المحتمل لارتكاب الجرائم.