استمع إلى الملخص
- شدد وزير الدفاع موريس سليم على إعادة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكدًا أن الجيش سيكون الركن الأساسي في تنفيذ الاتفاق، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواكبة التنفيذ.
- دعا رئيس البرلمان نبيه بري النازحين للعودة بحذر إلى قراهم، محذرًا من الذخائر غير المنفجرة، مشيرًا إلى إحباط لبنان لمفاعيل العدوان الإسرائيلي.
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة بنوده، لا سيما ما يتعلّق بتعزيز انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبا إسرائيل بالالتزام بالاتفاق وسحب قواتها.
وقال ميقاتي في كلمة عقب جلسة مجلس الوزراء لإقرار اتفاق وقف إطلاق النار "أكدنا التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة بنوده، وتعزيز حضور الجيش اللبناني في الجنوب، والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)".
وعام 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية، بعد حرب استمرت 33 يوما بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ويدعو القرار أيضاً إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
وأضاف "في هذا اليوم تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدّم، واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلّق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب"، داعيا جميع اللبنانيين بما في ذلك الحكومة والمجلس النيابي والقوى السياسية إلى "التكاتف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشارك الجميع في تدعيم أسسها".
وطالب إسرائيل بالالتزام بشكل كامل بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها جيش الاحتلال وتنفيذ القرار 1701 كاملاً، معتبراً أنه "من حق أهلنا أن يعودوا إلى أرضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام"، لافتاً إلى أننا "على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل شرط أن نضع خلافاتنا الظرفية جانباً، وأن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل".
ودعا ميقاتي إلى أخذ العبر من المرحلة الصعبة التي مر بها لبنان خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك الاحتضان والتكاتف بين جميع اللبنانيين في كل المناطق على رغم اختلاف الأوضاع الاجتماعية وصعوبتها، متحدثًا كذلك عن دور الجيش وتضحياته، وكذا دور قوى الأمن الأخرى، والقطاع الصحي والجهود التي بذلها لمواكبة التحديات كافة. وعبّر ميقاتي عن أمله في أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، وفي انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية.
وزير الدفاع: الجيش اللبناني سيعيد انتشاره في الجنوب
وقبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء بالعاصمة بيروت، قال وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، الأربعاء، إنّ الجيش موجود جنوب البلاد، وإنه سيعيد انتشاره بشكل أكبر في جميع المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف سليم، في تصريحات أدلى بها للصحافيين، أن الادعاء الإسرائيلي يناقض بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم، مشيراً إلى أن الاتفاق ينص على "حق الجانبين في الدفاع عن النفس" وليس حرية الحركة للجيش الإسرائيلي. وأكد أنّ الجيش اللبناني سيقوم بكل ما يلزم لمواكبة تنفيذ الاتفاق، وسيكون الركن الأساسي في كل ما يدور ضمنه من خطوات، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وكان متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد قال في منشور على منصة إكس: "مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبناء على بنوده يبقى الجيش الإسرائيلي منتشراً في مواقعه داخل جنوب لبنان". وأضاف مهدداً مواطني جنوب لبنان: "يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها أو باتجاه قوات الجيش في المنطقة".
في المقابل، أعلن الجيش اللبناني في بيان الأربعاء، أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال انتشاره في الجنوب، مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت (02:00 توقيت غرينتش). ودعا الجيش اللبناني "المواطنين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلي، بانتظار انسحابها وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار". كما حث "العائدين إلى سائر المناطق على توخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي".
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، قد شدد في كلمة متلفزة اليوم الأربعاء، على أن "لبنان تمكّن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي"، داعياً النازحين إلى العودة إلى قراهم "حتى لو كانت الإقامة فوق ركام المنازل". وأشار بري إلى "أننا نطوي اليوم لحظة تاريخية هي الأخطر التي مرّت على لبنان، مهدّدة أرضه، وشعبه، وتاريخه، وحاضره، ومستقبله، وثرواته، من جراء الحرب العدوانية التي طاولت كل مقومات الحياة".