أعلن زعيم حزب عمران خان جوهر علي خان فوز الحزب بـ150 مقعداً في البرلمان المركزي، في انتخابات باكستان التي جرت الخميس، مطالباً لجنة الانتخابات بإعلان النتائج بشكل رسمي.
وأضاف علي خان أن الحزب يعمل على تعيين مرشح لمنصب رئيس الوزراء وسيشكل الحكومة في المركز وفي إقليمين.
وفي وقت لاحق، أعلنت لجنة الانتخابات الوطنية الباكستانية عن النتائج الأولية للانتخابات بفوز اثنين من مرشحي حزب عمران خان بمقعدين في البرلمان المركزي وخمسة مرشحين بمقاعد في برلمان إقليم خيبر بختونخوا، شمال غرب باكستان.
وجاء إعلان اللجنة بعد مضي ساعات طويلة على بدئها فرز الأصوات في انتخابات باكستان، دون أن تعلن النتائج أو تعطي أي معلومات عن فرز الأصوات، عازية ذلك إلى عطل فني في النظام، في حين أكدت مصادر إعلامية وأخرى مستقلة أن حزب عمران خان أحرز تقدماً كاسحاً في كل مناطق البلاد، ما دفع اللجنة لإغلاق الأبواب في وجه الصحافيين ومنع الإفصاح عن النتائج.
وبينما أكدت لجنة الانتخابات، في بيان، أن كل المعلومات التي تعلنها مصادر مستقلة وإعلامية "غير دقيقة ولا يعتد بها"، وأن اللجنة بعد حل مشاكل فنية ستعلن نتائج ومعلومات الانتخابات بشكل دقيق، تؤكد مصادر مستقلة أن النتائج أتت بخلاف ما كانت تتطلع إليه المؤسسة العسكرية ولجنة الانتخابات وحكومة تصريف الأعمال.
من جانبه، قال وزير الدفاع السابق، القيادي في حزب الرابطة جناح نواز شريف خواجه أصف، في حديث مع قناة "جيو"، إن تعطل نتائج الانتخابات مؤسف للغاية وإنه لا شك أن أنصار عمران خان خرجوا إلى مراكز الاقتراع بشكل كبير خاصة بعد الظهر حتى إغلاق التصويت، مضيفا: "حزب خان فعلا استطاع أن يحرك أنصاره ويخرجهم إلى مراكز الاقتراع".
وأعلنت قناة "جيو" المحلية أن لديها نتائج لـ25 ألف مركز اقتراع من أصل 90 ألف مركز، تشير إلى تقدم مرشحي حزب خان الذين يخوضون الانتخابات بشكل مستقل، مشيرة إلى فارق كبير بين مرشحي حزب خان ومرشحي حزب الرابطة جناح نواز وأحزاب أخرى.
وقالت القناة إن لديها أكثر من 60 موظفا في مراكز الاقتراع وإن ما تعلنه يمر عبر آلية دقيقة، لكن لجنة الانتخابات تعرقل عملية الإعلان عن النتائج.
وتشير النتائج التي تعلنها القنوات الباكستانية مثل "جيو" و"سماء" و"داون" إلى أن كبار الساسة والمقربين من المؤسسة العسكرية خسروا الانتخابات، منهم المولوي فضل الرحمن زعيم جمعية الإسلام، وزعيم الجماعة الإسلامية سراج الحق، والمنشقين من حزب خان كوزير الدفاع السابق بروزير ختك، وبعض المقربين من نواز شريف، مقابل فوز مرشحي حزب خان وأحزاب أخرى، كما أحرز حزب الشعب الباكستاني تقدما في جنوب باكستان، تحديدا في السند وبلوشستان وحتى في إقليم البنجاب، مقر حزب نواز شريف.
وقال الإعلامي الباكستاني المعروف عمران رياض إن النتائج معلومة، وتشير إلى أن حزب خان فاز بشكل كاسح يليه حزبا الرابطة والشعب، مؤكدا أن حزب خان فاز بـ136 مقعدا في البرلمان المركزي، يليه حزب الرابطة بـ40 مقعدا فقط، ثم حزب الشعب بـ30 مقعدا.
وأوضح الإعلامي أن "المؤسسة العسكرية ولجنة الانتخابات تعمل حاليا وراء الأبواب المغلقة لإعلان نتائج في صالح حزب الرابطة جناح نواز شريف".
في الأثناء، أعربت الأحزاب السياسية والقومية والدينية عن أسفها الشديد وقلقها حيال وقف النتائج، معتبرة ذلك محاولة للتزوير، غير أن حزب نواز شريف ألقى اللوم على المؤسسات الإعلامية والجهات المستقلة التي أعلنت نتائج الانتخابات. وقالت ابنة نواز شريف مريم نواز في بيان إن "مؤسسات إعلامية تخلق أجواء من عدم الاستقرار، ولجنة الانتخابات هي المصدر الأخير، ونتائجها موثوقة".
وكانت لجنة الانتخابات قد اتخذت خطوات اعتبرت أنها محاولة لضبط النتائج، إذ أغلقت أبواب الاقتراع في تمام الساعة الخامسة عصرا لأول مرة في تاريخ باكستان، كما أعادت أعداد كبيرة من الناخبين إلى المنازل بعد انتظارهم لساعات طويلة في الطوابير، بسبب عدم تمديد عملية الاقتراع.
كما أن بعض المراكز بدأت فيها عملية الاقتراع في الساعة الثالثة بعد الظهر بسبب عدم وجود محتويات الانتخابات، وفي مراكز أخرى بدأت العملية بعد ساعات خاصة في المناطق التي فيها مرشحون من حزب عمران خان.
ولتأخر الاقتراع في بعض المراكز، كان من المتوقع أن تسمح لجنة الانتخابات بتمديد فترة عملية التصويت لكن ما فاجأ الجميع هو إغلاق المراكز أبوابها في وجه الناخبين.
وسبق أن قال رئيس لجنة الانتخابات الوطنية سكندر سلطان راجه بعد بدء عملية فرز الأصوات إن عملية الانتخابات كانت ناجحة جدا ونزيهة مئة بالمئة.
وأضاف أن لجنة الانتخابات "بذلت جهودا حثيثة من أجل إجراء انتخابات ناجحة، وهو ما حصل اليوم رغم تحديات أمنية كبيرة".
وبدأت عملية الاقتراع في مناطق نائية بعد ساعات من بدء التصويت لأسباب عديدة، منها عدم وصول طاقم المراكز وتوقف شبكات الهواتف والإنترنت. وتركزت معظم المراكز التي تأخر فيها بدء الاقتراع في إقليم السند، تحديدا في مدينة كراتشي، جنوبي باكستان.
وكانت شبكات الهواتف النقالة والإنترنت قد توقفت منذ صباح الخميس بالكامل ودون إعلان مسبق في جميع مناطق باكستان. كما أن الشبكة ظلت معطلة حتى بعد ساعات من إنهاء عملية الاقتراع.
وصباح الخميس، قالت وزارة الداخلية الباكستانية، في بيان، إنها أوقفت شبكات الهواتف والإنترنت "تصديا لأعمال عنف محتملة على غرار ما حدث أمس في إقليم بلوشستان وأسفر عن مقتل نحو 30 شخصا".
وكانت الوزارو نفسها قد أعلنت أول من أمس أنها لا تعتزم تعطيل شبكات الهواتف النقالة والإنترت بأي حال غير أن الأمر كان مختلفاً صباح الخميس.
وأثارت الخطوة حفيظة السياسيين والناخبين في باكستان. وفي هذا الإطار، قال مرشح حزب الشعب الباكستاني لمنصب رئيس الوزراء بلاول بوتو، في حديث لصحافيين، إن "الأمر مؤسف جدا، ولا سيما أننا بحاجة إلى التواصل مع الناخبين ومع المسؤولين".
وطلب بلاول بوتو من السلطات تشغيل شبكات الهواتف والإنترت بشكل سريع، فيما قال القيادي في حزب الرابطة جناح نواز شريف سعد رفيق، بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور، إنه فوجئ بالقرار، وإن الأمر ضعف مهمته ومهمة المسؤولين.