نتنياهو: أنزلنا بحزب الله سلسلة ضربات لم يتخيّلها وأعدكم أنه سيفهم الرسالة

22 سبتمبر 2024
نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في القدس المحتلة، 2 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تصعيد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله:** أعلن نتنياهو عن ضربات قوية ضد حزب الله، مؤكداً استمرار الهجمات حتى إعادة سكان الشمال بأمان. أكد غالانت أن حزب الله يشعر بقدرات الجيش الإسرائيلي، بينما نصر الله أكد دعم غزة ووقف الحرب لتحقيق الأمان.

- **الضغوط الداخلية والدولية على إسرائيل:** تواجه إسرائيل ضغوطاً لإعادة مستوطني الشمال، مع إجلاء 120 ألف إسرائيلي. دولياً، تعتقد إسرائيل أن الضغط على حزب الله قد يؤدي إلى صفقة دبلوماسية، لكن الولايات المتحدة تحذر من تصعيد شامل.

- **تفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان وغزة:** تصاعدت الحرب بين حزب الله وإسرائيل، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى في لبنان. في غزة، خلفت الحرب الإسرائيلية أكثر من 137 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار ومجاعة.

قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن جيش الاحتلال "أنزل في الأيام الأخيرة سلسلة ضربات بحزب الله لم يتخيّلها" لافتاً إلى أنه "إذا كان حزب الله لم يفهم الرسالة، فأنا أعدكم أنه سيفهمها". جاء ذلك في كلمة بثها نتنياهو، الأحد، بحسابه الرسمي على منصة إكس، في أول تعليق له بعد استهداف حزب الله مدينة حيفا للمرة الأولى منذ بدء المواجهات بين الجانبين في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضاف نتنياهو: "عازمون على إعادة السكان في الشمال بأمان إلى منازلهم، ولا توجد أي دولة يمكنها احتمال إطلاق النار على سكانها، أوإطلاق النار على مدنها، ونحن أيضًا، دولة إسرائيل، لن نحتمل ذلك. سنفعل كل ما يجب فعله من أجل استعادة الأمن". 

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الأحد، إن "حزب الله" اللبناني "بدأ يستشعر قدرات الجيش الإسرائيلي"، متوعداً باستمرار الهجمات على الحزب "حتى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم". جاء ذلك خلال تفقد غالانت قاعدة القوات الجوية في شمال إسرائيل، واستماعه لشرح من قائد سلاح الجو تومر بار بشأن التحضيرات الجوية في الدفاع والهجوم، وفق بيان لمكتب الوزير. وأشار غالانت، في حديثة في القاعدة الجوية، إلى الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة ضد أهداف لـ"حزب الله" في لبنان.

وأضاف: "جئت لأرى من كثب أنشطة القوات الجوية ونتائجها المثيرة للإعجاب للغاية، سواء في الدفاع أو الهجوم، على جميع المستويات". وادعى أن "حزب الله بدأ يشعر ببعض قدرات الجيش الإسرائيلي، وهناك بالفعل شعور قوي للغاية بأنه ملاحق ومطارد، ونحن نرى النتائج". وتابع: "هذه التحركات (ضد حزب الله) ستستمر حتى نصل إلى وضع نعيد فيه سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، وهذا هو الهدف، وهذه هي المهمة، وسنفعل كل ما هو ضروري لتحقيق ذلك".  ولم يصدر تعليق فوري من الحزب على تصريحات الوزير الإسرائيلي.

وتواجه إسرائيل ضغوطاً داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب. وحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي، السبت، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل تعتقد أن ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله قد تدفع الأخير إلى الموافقة على صفقة دبلوماسية من شأنها إعادة المستوطنين إلى الشمال، بغض النظر عن المفاوضات المتعثرة لإرساء وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف المسؤولون أنهم يدركون "عقلانية إسرائيل" ويتفقون معها، بحسب تعبيرهم، لكنهم يؤكدون أن هذا "مقاربة صعبة للغاية" يمكن أن تخرج بسهولة عن السيطرة وتؤدي إلى حرب شاملة، بحسب الموقع. وكشف الموقع عن أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ومستشاري بايدن بريت ماكغورك وعاموس هوكشتاين أجروا عدة مكالمات مع نظرائهم الإسرائيليين يومي الجمعة والسبت.

وقال مسؤول أميركي للموقع: "كانت إحدى الرسائل الرئيسية هي أننا نريد إبقاء الطريق مفتوحًا للتوصل إلى حل دبلوماسي، وبالتالي لا نريد أن يتخذ الإسرائيليون خطوات من شأنها إغلاق مثل هذا الطريق". وأشار المسؤولون للموقع إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن اغتيال القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل والهجمات الإسرائيلية "تضع الصراع بين إسرائيل وحزب الله على منحدر يمكن أن يؤدي إلى الحرب".

من جهته، قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في خطاب له الخميس، إن أحد أهداف التصعيد الإسرائيلي هو وقف جبهة لبنان عن دعم غزة وإعادة مستوطني الشمال، مؤكدا أن وقف الحرب على القطاع هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدفين. وشدد نصر الله على أنّ "المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة والضفة والمظلومين، ونقول لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيش العدو وحكومته إنّ جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة"، معتبراً أن "الإسرائيلي لم يحقق أي هدف معلن من الحرب". 

ومؤخراً، تصاعدت الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان، أوقعت 37 شهيداً وأكثر من ثلاثة آلاف و250 جريحاً، إلى جانب غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وخلقت 45 قتيلا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، و68 جريحا وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة. يذكر أن عددا كبيرا من الضحايا هم من قيادات وكوادر "حزب الله".

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات من القتلى والجرحى معظمهم في الجانب اللبناني. وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما خلف أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.