أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أنّ قرار محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة الذي اعتبر حركته "منظمة إرهابية"، يمثّل خروجاً عن الثوابت المصرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن استيعاب مثل هذا القرار.
وأشار هنية، خلال مشاركته في جنازة أحد مؤسسي "حماس"، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ حركته تجري اتصالات لتصحيح "الاعوجاج" التاريخي الذي لا يليق بشعب مصر وشعوب المنطقة، في إشارة إلى القرار القضائي الذي قالت "حماس" إن وراءه أيادي سياسية.
وأوضح هنية أنّ الشعب المصري احتضن القضية الفلسطينية والمقاومة على مرّ التاريخ، مؤكّداً أننا "ننظر إلى مصر على أنها شقيق وجار تاريخي كبير"، لافتاً إلى أنّ "حماس" تعالج القضية بكثير من الصبر والحكمة والروية.
وأكدت مصادر موثوقة في غزة لـ "العربي الجديد"، أنّ وفد حركة "الجهاد الإسلامي"، بقيادة الأمين العام رمضان شلح، الموجود في القاهرة منذ يومين، يجري محاولات واتصالات مع الأطراف المصرية المعنيّة بالملف الفلسطيني، خاصة جهاز المخابرات العامة، لتخفيف حدة الاحتقان مع غزة و"حماس".
وذكرت المصادر أنّ وفد "الجهاد الإسلامي" يسعى إلى عقد لقاء بين مسؤولي ملف فلسطين في الاستخبارات المصرية، والقيادي البارز في "حماس" الموجود للعلاج في القاهرة، موسى أبو مرزوق، وذلك بعد أن التقى الوفد القيادي بأبو مرزوق مرتين.
في سياق ذي صلة، أعلن المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، أنّ حركته عقدت لقاءً مع حركة "الجهاد الإسلامي" ومع "الجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية" وحزب "الشعب" لإطلاعهم على دور بعض المسؤولين والعاملين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله في نشر تقارير مفبركة عبر وسائل الإعلام المصري، تتضمّن معلومات تحريضية وكاذبة، حول دور مزعوم لحركة "حماس" في الساحة المصرية، وهي تقارير قد تم نشرها فعلاً في الإعلام المصري.
وحضر اللقاء مدير جهاز الأمن الداخلي، أبو عبد الله لافي الذي تلا وثائق وقدّم أدلة قاطعة على هذا التحريض الذي تمارسه هذه الجهات، وفق بيان المتحدث باسم "حماس".
وذكر أبو زهري أنّ "هذا اللقاء هو الثاني من نوعه الذي يعقد مع فصائل فلسطينية، لوضعها أمام هذه المعلومات الخطيرة، حول تورّط بعض الجهات أو المسؤولين الفلسطينيين في التحريض على المقاومة، ومحاولة إفساد علاقات شعبنا الفلسطيني مع أشقائنا العرب".
وتتهم حركة "حماس" السلطة وأطرافاً في حركة "فتح"، بالمسؤولية عن تشويه صورة غزة في الإعلام المصري، عبر "فبركة" أخبار وقصص "خيالية" وتسليمها لإعلاميين مصريين، يشنون بعد ذلك هجوماً على الحركة ويلصقون بها التهم.
ونفت حركة "فتح" هذه الاتهامات في وقت سابق، وذلك بعد أنّ عرضت "حماس" في مؤتمر صحافي العام الماضي، جزءاً من الوثائق التي حصلت عليها، والتي تدين السلطة و"فتح" والسفارة الفلسطينية في القاهرة.
اقرأ أيضاً: "حماس": قرار مصر يجعلها لا تصلح للوساطة بالملفات الفلسطينية