- قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها تخطط لهجوم وشيك على الفاشر، بعد تدمير قرى عدة غرب المدينة، مما ينذر بكارثة إضافية.
- الفاشر، التي ظلت بمنأى عن الصراع لفترة طويلة، تواجه الآن خطر الاقتحام وسط تحشيد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تحذيرات دولية من تبعات كارثية للمعركة المتوقعة.
حذّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الاثنين، من مجزرة واسعة النطاق على وشك أن تشهدها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تشكل مركزا للمساعدات الإنسانية. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول السودان إن الفاشر "على شفير مجزرة واسعة النطاق. هذا ليس بتخمين، إنه الواقع القاتم الذي يواجه الملايين من الناس".
وأضافت "هناك بالفعل تقارير ذات صدقية تفيد بأن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها دمّرت قرى عدة غرب الفاشر، وبينما نتحدث، تخطط قوات الدعم السريع لهجوم وشيك على الفاشر"، محذّرة من أنه "ستكون كارثة إضافية". وبقيت المدينة لفترة طويلة في منأى من المعارك منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في إبريل/ نيسان 2023، لكن تقارير عن أعمال عنف في المدينة والقرى المجاورة بدأت ترد اعتبارا من منتصف إبريل/نيسان الحالي.
الفاشر مركز المساعدات الإنسانية في دارفور
وتمثل مدينة الفاشر واحدة من المدن الكبيرة في غرب السودان، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالى 802 كيلومتر، وتضم 18 محلية (بلدية) ونحو 90 حياً، كما أنها تضم قيادة الفرقة السادسة مشاة بالقوات المسلحة. وتحد الفاشر من الغرب دولة تشاد، ومن الشمال ليبيا، وتمثل حالياً معقلاً رئيسياً للجيش السوداني في إقليم دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على مدن الجُنينة ونيالا وزالنجي خلال الأشهر الماضية. وتشكل الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
ويحشد كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هذه الأيام جنودهما في ولاية شمال دارفور للسيطرة على الفاشر، وسط تحذيرات دولية من تبعات كارثية للمعركة المتوقعة في المدينة. وقد بدأت بالفعل موجات نزوح المواطنين من القرى المحيطة بمدينة الفاشر، والتي اقتحمتها الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة مليط على بعد حوالى 65 كيلومتراً من المدينة. ومنذ بداية إبريل/ نيسان الجاري دُمّرت ما لا يقل عن 11 قرية في ضواحي الفاشر، وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي حصل عليها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل.
(فرانس برس، العربي الجديد)