هنأت الولايات المتحدة الأميركية وإيران رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني بنيل حكومته ثقة البرلمان، مؤكدتين دعمهما لها والتعاون معها.
ومنح البرلمان العراقي، في جلسة عقدها مساء أمس الخميس، الثقة لـ21 وزيراً من كابينة السوداني، فيما لا يزال الخلاف قائماً بشأن حقيبتي البيئة، والإسكان والإعمار، واللتين ستداران بالوكالة حتى اختيار وزيرين لهما.
وعقب انتهاء التصويت، كان السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق أول المهنئين. وقال الدبلوماسي الإيراني، في تغريدة على "تويتر": "نبارك التصويت على الحكومة العراقية، والخروج من الانسداد السياسي الذي دام لعام كامل"، متمنياً "التوفيق والنجاح في خدمة الشعب العراقي بكافة أطيافه ومكوناته".
وأضاف أن "إيران كانت وستبقى داعمة لمسار الديمقراطية في العراق، وتمد يد الأخوة للحكومة نحو تعزيز العلاقة الاستراتيجية، خدمة للمصالح العليا بين البلدين الجارين".
نبارك التصويت على #الحكومة_العراقية و الخروج من الانسداد السياسي الذي دام لعام كامل متمنين لها التوفيق و النجاح في خدمة الشعب العراقي بكافة اطيافه و مكوناته #الجمهورية_الاسلامية_الايرانية كانت و ستبقى داعمة لمسار الديمقراطية في العراق و تمد يد الاخوة للحكومة نحو تعزيز العلاقة
— 🇮🇷 محمد كاظم آل صادق (@mohkasadegh) October 27, 2022
من جهته، بعث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، رسالة تهنئة إلى السوداني، لتوليه المنصب وتشكيل الحكومة الجديدة في العراق، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.
وأعرب رئيسي في رسالته، عن أمله في توسيع العلاقات في عهد السوداني أكثر من قبل، داعياً إلى أن تتجاوز العلاقات "العلاقات الرسمية"، وأن تتوسّع في جميع الأبعاد، بالاعتماد على "العمق الحضاري والثقافي والشعبي".
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده عازمة على توطيد وتعميق العلاقات والتعاون مع العراق، معلناً استعداده لتحقيق ذلك، وقال إن "وجود عراق معمّر ومستقل وقوي يلعب دوراً إيجابياً وبناءً، يؤثر في تحقيق الأمن في المنطقة".
من جهتها، هنأت السفيرة الأميركية ببغداد آلينا رومانسكي رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني. وقالت رومانسكي، في بيان: "نتطلع قدماً للعمل مع الحكومة العراقية الجديدة لتعزيز أهدافنا المشتركة خلال هذه المرحلة المحورية للعراق وشعبه"، مضيفة أن "شراكتنا متجذّرة في الرغبة المتبادلة لرؤية عراق ديمقراطي يتمتع بالسيادة والأمان والاستقرار".
— Ambassador Alina L. Romanowski (@USAmbIraq) October 28, 2022
كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عن ترحيب واشنطن بالتزام رئيس الوزراء بوضع "الأسلحة تحت سيطرة مؤسسات الدولة الرسمية والشرعية"، مشيراً إلى أن "الشعب العراقي يستحق فرصة اقتصادية، ووضع حدّ للفساد، وتحسين الخدمات العامة".
وأكد استعداد الولايات المتحدة للعمل مع الحكومة العراقية والشعب "لمواجهة التحديات معاً، من تحسين احترام حقوق الإنسان، إلى التغير المناخي، وتحسين الفرص الاقتصادية لعدد متزايد من السكان".
The United States congratulates Iraqi Prime Minister @mohamedshia al-Sudani for forming a government. We stand ready to work with the new @IraqiGovt to improve services for the Iraqi people and to ensure a safe, stable, and sovereign Iraq. https://t.co/g1lvYjYbLs
— Ned Price (@StateDeptSpox) October 27, 2022
ورحّبت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، أيضاً، بمنح الثقة للحكومة الجديدة، مؤكدة في بيان أن "الحكومة الجديدة تواجه العديد من التحديات الخطيرة التي تتطلب إجراءات حاسمة، وسيشمل ذلك معالجة الفساد الممنهج في العراق، وتنفيذ الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها، وتقديم الخدمات المناسبة لجميع المواطنين".
وشددت على "تنويع الاقتصاد، وتشجيع المشاركة الهادفة للمرأة والشباب، ومعالجة آثار تغير المناخ، وإنهاء الإفلات من العقاب، ومحاسبة الجناة، وكبح جماح الجهات المسلّحة غير الحكومية، مع بسط سلطة الدولة"، مؤكدة التزامها الثابت بـ"دعم العراق حكومة وشعباً".
وحكومة السوداني هي التاسعة بالعراق منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، حيث توالت ثلاث منها في ظل الاحتلال الأميركي، وهي حكومات إياد علاوي، ثم إبراهيم الجعفري، ثم حكومة نوري المالكي الأولى، تلتها حكومة ثانية برئاسة المالكي نفسه، ثم حيدر العبادي، وعادل عبد المهدي، وأخيراً مصطفى الكاظمي.