حضت والدة المعارض الروسي أليكسي نافالني اليوم الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسليمها جثة ابنها الذي توفي قبل خمسة أيام في سجن في المنطقة القطبية الشمالية.
وقالت ليودميلا، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس": "أناشدك يا فلاديمير بوتين، حل القضية بيدك وحدك. دعني أرى ابني أخيراً. أطالب بتسليمي جثمان أليكسي فورا كي أتمكن من دفنه بطريقة إنسانية".
من جهتها اتهمت أرملة نافالني يوليا نافالنايا، التي تعيش في المنفى خارج روسيا، السلطات الروسية "بالكذب بشكل مأساوي بينما تنتظر اختفاء أثر نوفيتشوك آخر لبوتين"، في إشارة منها لغاز الأعصاب الذي طورته مجموعة "نوفيتشوك" سوفييتية المنشأ واستخدمته المصالح الأمنية الروسية في عملية اغتيال واحدة على الأقل ذات دوافع سياسية.
في الأثناء، رفض الكرملين اتهامات أرملة نافالني بعدما قالت إن بوتين مسؤول عن موته في السجن الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع إنها اتهامات باطلة وفظة بحق رئيس الدولة الروسية. لكن نظرا لأن يوليا نافالنايا باتت أرملة قبل بضعة أيام، لن أعلق" على الأمر.
وكانت يوليا نافالنايا أرملة المعارض أليكسي نافالني، قالت في مقطع مصور نشر الاثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "قبل ثلاثة أيام، قتل فلاديمير بوتين زوجي أليكسي نافالني. قتل بوتين والد أطفالي" مضيفة "بذلك، أراد (بوتين) قتل أملنا وحريتنا ومستقبلنا".
هل تواصل الأرملة مسيرة نافالني في معارضة الكرملين؟
ويبرز مجددا اسم يوليا نافالنايا، على الساحة الإعلامية والسياسية بقوة، وسط تساؤلات حول مدى قدرتها على استثمار اسمها المعروف داخليا ودوليا لشغل مكانة زوجها كوجه جديد للمعارضة "غير النظامية" في مواجهة الكرملين.
وما يعزز هذه الفرضية هو إعلان نافالنايا عبر قناة زوجها على "يوتيوب" عن عزمها مواصلة عمله، مؤكدة في فيديو حظي بأكثر من 5 ملايين مشاهدة، أنها كانت إلى جانبه طوال السنوات الأخيرة سواء أثناء الانتخابات، أو التظاهرات، أو الاعتقالات، أو خلال تسميمه والزج به في السجن بعدها.
وقالت نافالنايا في الكلمة التي تم بثها أمس الاثنين: "كان يسعدني أن أكون إلى جواره وأدعمه، ولكنني أريد أن أكون اليوم معكم لأنني أعلم أن خسارتكم لا تقل عن خسارتي".
وأضافت: "سأواصل قضية أليكسي نافالني. سأواصل الكفاح من أجل بلادنا. أحثكم على الوقوف إلى جواري (...) أتوجه إليكم بكلمات أليكسي التي أؤمن بها ’ليس من العار أن تعمل قليلاً، العار هو ألا تفعل شيئا’. من العار أن نسمح بترويعنا. روسيا المستقبل الحرة والسلمية والسعيدة هي روسيا التي كان يحلم بها زوجي، وهذا ما نحتاج إليه".
ويُعرف عن نافالنايا، أنها من مواليد عام 1976، وتخرجت في جامعة "بليخانوف" الاقتصادية الروسية، ثم واصلت تعليمها في الخارج، وتعارفت على زوجها المستقبلي، المحامي الشاب أليكسي نافالني، أثناء رحلة استجمام إلى تركيا في عام 1999، ولهما ابنة وابن.
وبدأ اسمها يبرز على الساحة الروسية بقوة بعد أن رافقت زوجها في رحلة علاج إلى ألمانيا في عام 2020، لتلقي العلاج من غاز أعصاب يشتبه أنه ينتمي إلى مجموعة "نوفيتشوك".
وحينها أجرى المدون والمحاور الروسي الأشهر على "يوتيوب"، يوري دود، حوارا مع نافالني وزوجته التي روت ما جرى منذ تلقيها خبر إصابة زوجها وهبوط الطائرة اضطراريا في مدينة أومسك الروسية وتوجهها إليها بأقرب رحلة جوية وعلمها بدخول أليكسي في غيوبة كاملة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي، وصدمتها عندما رأته في المستشفى بحالة حرجة ثم ترتيب نقله إلى ألمانيا.
وبعد اعتقال زوجها إثر عودته إلى روسيا في بداية عام 2021، بدأ يتردد اسم نافالنايا كزعيمة محتملة للمعارضة "غير النظامية" الروسية، بعد تجربة المعارضة البيلاروسية، سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي خاضت سباق الانتخابات الرئاسية لمواجهة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في عام 2020، بعد اعتقال زوجها، المدون المعارض سيرغي تيخانوفسكي. وحينها بدأت نافالنايا تلقب بـ"سيدة المعارضة الأولى".
وعلمت نافالنايا بوفاة زوجها يوم الجمعة الماضي، أثناء وجودها في ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن، فيما خرجت في مختلف المدن الروسية تظاهرات عفوية تضامنا مع نافالني اعتقل على إثرها نحو 400 شخص، وفق بيانات موقع "أو في دي إنفو" الحقوقي.
كما برر الناطق باسم الكرملين اعتقال الأشخاص الذين كانوا يتضامنون مع نافالني من خلال وضع الزهور بشكل سلمي أمام نصب ضحايا القمع السياسي السوفييتي.
وقال إن "قوات الأمن تصرفت بموجب القانون".