اختتم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، جولته الخليجية التي استمرّت ثلاثة أيام، بزيارة إلى الإمارات، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، في سياق تحركات دبلوماسية تقوم بها طهران.
وتعد الإمارات المحطة الرابعة لجولة وزير الخارجية الإيراني في الخليج، والتي شملت أيضا قطر وعُمان والكويت، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في تلك الدول لتبادل وجهات النظر بشأن التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية.
وأوردت وكالة أنباء الإمارات "وام" أنّ الرئيس الإماراتي بحث مع أمير عبداللهيان "العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعم التعاون والعمل المشترك بما يحقق مصالحهما المشتركة"، خلال لقاء عُقد في أبوظبي.
وأضافت الوكالة أنّ الرجلين ناقشا "أهمية البناء على التطورات الإيجابية التي تحققت في المنطقة لما فيه خير لشعوبها، وكذا تعزيز الاستقرار والازدهار في دولها".
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، أنّ عبداللهيان سلّم محمد بن زايد دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة إيران.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" قد ذكرت أن أمير عبد اللهيان وصل، صباح اليوم الخميس، إلى مطار أبوظبي، في زيارة غير معلنة المدة، حيث كان في استقباله وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية خليفة شاهين المرر.
واستهل وزير الخارجية الإيراني جولته الإقليمية الثلاثاء من قطر، حيث التقى خلال زيارته للدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقالت وكالة "إرنا" في وقت سابق إن القضايا المرتبطة بالمفاوضات النووية ضمن محاور مباحثات الوزير في جولته الإقليمية، فيما كانت مصادر إيرانية مسؤولة كشفت لـ"العربي الجديد" أن الجولة تأتي في سياق "دبلوماسية الجوار" للحكومة الإيرانية، ومتابعة "ملفات ذات اهتمام مشترك"، و"تعزيز العلاقات الثنائية".
وزار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت الماضي، طهران، للمرة الأولى منذ إعلان أبرز قوّتين إقليميّتين في مارس/ آذار الماضي عن اتفاق برعاية الصين، على استئناف علاقاتهما.
واستضافت أبوظبي، الأسبوع الماضي، لقاءً جمع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري، المكلّف بالمفاوضات النووية، ودبلوماسيين أوروبيين للبحث في ملفات استراتيجية بينها البرنامج النووي الإيراني.
وكانت إيران قد أعلنت في اليوم السابق أنها تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية، لا سيّما بشأن البرنامج النووي والعقوبات الأميركية وملفّ الأميركيين المحتجزين لديها.
في الدوحة، بحث أمير عبداللهيان "آخر مستجدات الاتفاق النووي" مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
كذلك، التقى باقري منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات بشأن الملف النووي إنريكي مورا، وناقشا "مجموعة من القضايا، بما في ذلك المفاوضات بشأن رفع العقوبات"، وفق باقري.
وأبرمت إيران في عام 2015 مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، وهو اتفاق أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها. إلا أنّ الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران، مما دفع الأخيرة إلى التراجع تدريجاً عن معظم التزاماتها.
ومنذ إبريل/ نيسان من عام 2021، تخوض إيران والدول التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق مباحثات متقطعة تهدف لإحياء الاتفاق، شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وعلى رغم تحقيق تقدم في هذه المباحثات، الا أنها لم تبلغ مرحلة التفاهم لإعادة تفعيل الاتفاق.
في الأيام الأخيرة، نفى الإيرانيون والأميركيون صحة تقارير إعلامية أشارت إلى قرب توصّل البلدين إلى اتفاق موقت يحل محل الاتفاق النووي.
(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)