- حكومة طالبان استجابت بإرسال وفد للتفاوض، مؤكدة على محاكمة المتورطين ومواصلة حملة تدمير حقول الأفيون بالتعاون مع القبائل واستخدام القوة بشكل شرعي.
- جبهة الشمال ردت بتفجيرين في كابول ضد طالبان، لكن قبائل بدخشان نفت الارتباط بالجبهة، مؤكدة على الأمن والاستقرار وإدانة العنف، مشيرة إلى حل المشكلة وسيطرتها على الوضع.
نجحت الوساطة القبلية في احتواء نزاع نشب بين أبناء القبائل وحكومة طالبان على خلفية إطلاق الأخيرة النار على متظاهرين من العناصر القبلية خلال حملة حكومية لتدمير حقول الأفيون في ولاية بدخشان شمالي أفغانستان.
وأسفرت الوساطة عن اتفاق تضمّن موافقة الحكومة على محاكمة مطلقي النيران على القبائل من عناصر الأمن، مقابل سماح القبائل للحكومة بتدمير حقول الأفيون. وأرسلت حكومة الحركة، أمس الاثنين، وفدا من المسؤولين فيها إلى إقليم بدخشان للتفاوض مع القبائل هناك بشأن الأزمة القائمة بين المتظاهرين من أبناء القبائل وحكومة الإقليم المحلية.
وترأس الوفد قائد القوات المسلحة في حكومة الحركة قاري فصيح الدين الذي يتحدر من إقليم بدخشان. وبعد مفاوضات مع القبائل، اتفق الطرفان على محاكمة كل من أطلق النيران من عناصر الأمن على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين.
بدورها، وافقت القبائل على السماح لقوات طالبان والتعاون معها في تدمير حقول الأفيون شريطة أن ترسل الحكومة قوة جديدة إلى المنطقة غير التي تسببت في اندلاع الصراع.
في الشأن، قال الناطق باسم الداخلية الأفغانية عبد المتين قانع في حديث لـ"العربي الجديد" إن القضية تم احتواؤها بشكل كامل "والوضع تحت السيطرة ولا يوجد أي نوع من التظاهرات".
وأضاف قانع أن المطلب الرئيسي للمتظاهرين كان محاكمة من أطلق النار على القبائل وهو مطلب شرعي ولا بد من تنفيذه، لذا لم تتردد حكومة الحركة في القبول وقررت مثول مطلقي النار أمام المحكمة. وقال إن "حكومة طالبان ستتعامل بقسوة مع كل من يستخدم القوة غير االشرعية والعنف مع المواطنين"، مشيرا إلى تواصل حملة تدمير حقول الأفيون في المنطقة "وفق الجدول والتخطيط".
وكان قائد القوات المسلحة في حكومة طالبان قد أكد في تسجيل صوتي له، قبل الذهاب إلى بدخشان لحل القضية، أن حكومة طالبان جادة في تدمير حقول الأفيون ولن تسمح لأي جهة بالتلاعب بالقضية، مطالبا القبائل بأن "لا تركن إلى مطالب غير شرعية والتي لا يمكن تنفيذها، لأن حكومة طالبان لن تقبلها".
كما طلب من قبائل المنطقة أن "لا تعبث بأمن بدخشان" وأن "لا تجبر" حكومة الحركة على إرسال مزيد من القوة إلى المنطقة، "لأنها لن تسمح لأي جهة بأن تعبث بالأمن والاستقرار وتقف في وجه حكومة طالبان بأي ذريعة كانت".
وكانت تظاهرات اندلعت في مديرية أركو ودرايم ومناطق أخرى في إقليم بدخشان، على خلفية قتل عناصر أمن طالبان شخصين خلال صدامات تزامنت مع عملية حكومية لتدمير حقول الأفيون.
قتلى من "طالبان" في كابول
وكانت جبهة الشمال المناوئة لطالبان قد أعلنت أمس الاثنين تنفيذ تفجيرين في كابول، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من مسلحي طالبان وإصابة آخرين، مؤكدة أن الهجومين جاءا انتقاما لتعامل الحركة مع سكان بدخشان وتأييدا للقبائل. لكن أكثر من زعيم قبلي في بدخشان نفى أي ارتباط لتلك القبائل بالجبهة.
وقال عبد الجبار الزعيم القبلي في مدينة فيض أباد مركز ولاية بدخشان لـ"العربي الجديد" إن "الجبهة لم ولن تأتي بخير، نحن نعرف هؤلاء الناس وما قدموه لنا، هؤلاء لم يأتوا لنا بأي مصلحة، لذا لا ارتباط لنا بها، ولا نشيد بما تقوم به، بل ندينه بشدة، نحن نعيش في جو من الأمن والاستقرار والمشكلة التي أثيرت قد حلت ولن تستفيد منها أي جهة".