وصل وفد حكومي إماراتي، اليوم الثلاثاء إلى إسرائيل، في أول زيارة من نوعها، في وقت يتطلع فيه الطرفان لتعاون موسع بعد إشهار التطبيع بينهما الشهر الماضي، برعاية أميركية.
وحطّت طائرة تابعة لشركة "الاتحاد" للطيران، تُقلّ مسؤولين بالحكومة الإماراتية، ترافقهم شخصيات أميركية في مطار بن غوريون بتل أبيب.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو بعد استقباله الوفد الإماراتي، أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يُستثنى مواطنوها من هذا الإجراء لدخول الدولة العبرية. وقال: "نحن نعفي مواطنينا من تأشيرات السفر".
وأضاف نتنياهو مخاطباً رئيس الوفد وزير الدولة لشؤون المالية حميد عبيد الطاير ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: "اليوم نصنع التاريخ ليبقى للأجيال القادمة (...) سنتذكر هذا اليوم باعتباره يوماً مجيداً للسلام".
ويضم الوفد الرسمي الإماراتي الذي وصل من أبوظبي على متن طائرة تابعة لشركة "الاتحاد للطيران"، الناقل الرسمي لدولة الامارات، وزير الاقتصاد عبد الله بن طوق المري.
وبالإضافة إلى اتفاقية الإعفاء من تأشيرات السفر، وقّع المسؤولون في مطار بن غوريون على ثلاث اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والطيران والتعاون العلمي.
وتعكس هذه الخطوة تعاظم وتيرة التطبيع بين الجانبين، حيث أصبحت الإمارات ابتداءً من اليوم، الدولة العربية الوحيدة التي تعفي الإسرائيليين المتوجهين إليها من تأشيرة دخول.
وذكر موقع "والاه" في وقت سابق اليوم، أنّ كلاً من أبو ظبي وتل أبيب ستوقعان، اتفاقاً يسمح "لمواطني الدولتين" بزيارة كلّ منهما من دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقة.
ويشار إلى أنه على الرغم من التحالف الطويل والقوي بين إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أنّ واشنطن تلزم الإسرائيليين بالحصول على تأشيرة دخول بشكل مسبق.
ولم تتردّد السلطات الأميركية بحرمان مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار من تأشيرات الدخول، كما حدث قبل ثلاثة أعوام، عندما رفضت السفارة الأميركية في تل أبيب منح يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، ومسؤولين آخرين تأشيرات دخول.
ويذكر أن أول رحلة تجارية مباشرة بين أبو ظبي وتل أبيب تمت، أمس الإثنين، حيث حطت طائرة تابعة لشركة "الاتحاد" في مطار بن غوريون، والتي ستغادر صباح اليوم عائدة إلى الإمارات.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل لا تخفي تحمسها لاستقبال السياح الإماراتيين بسبب عوائد هذا التطور الاقتصادية، إلا أنّ مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً سابقاً لمّح إلى أنّ الإماراتيين الذين سيزورون إسرائيل سيتعرضون للتحقيق والمساءلة عند وصولهم إلى مطار بن غوريون لأنهم عرب.
وفي حسابه على "تويتر"، كتب شموئيل مئير، الذي خدم في "لواء الأبحاث" التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قائلاً: "سيكون من المثير أن نرى مواطنين من دولة عربية يدخلون مطار بن غوريون بدون تحقيق ومساءلة".
ويذكر أنّ محققي جهاز "الشاباك" يخضعون أي مواطن عربي أو مواطن أجنبي من أصول عربية لتحقيقات وتفتيش مهين في المطار قبل السماح لهم بالدخول.
وقد اضطر مواطنون أميركيون وأوروبيون من أصول عربية للعودة إلى بلدانهم، عندما رفضوا التحقيقات والتفتيشات المهينة التي أصرّ محققو "الشاباك" على إجرائها.
وكان من ضمن الذين تعرضوا للتفتيش المهين شاب فرنسي من أصول جزائرية قدم إلى إسرائيل في إطار مبادرة قامت بها السفارة الإسرائيلية في باريس لتعريف المواطنين من أصول عربية على إسرائيل.