كشف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة أن وفداً مغربياً سافر اليوم الأحد إلى إسرائيل من أجل الإعداد للافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال، وذلك بعد نحو الشهرين على توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحافية عقدها اليوم الأحد بمقر الوزارة على هامش انتهاء الدورة الـ 34 لقمة قادة الاتحاد الأفريقي التي عقدت يومي 5 و6 فبراير/ شباط الحالي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن الافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال المغربي في تل أبيب مرتبط بتطور الوضعية الصحية وفتح الأجواء في المغرب وإسرائيل، كاشفاً أن مكتب الاتصال المغربي سيديره مسؤول بالنيابة لعدم وجود ممثل مغربي في إسرائيل.
🔴انطلاق فعاليات اليوم الثاني للقمة العادية الـ34 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد عبر تقنية التناظر المرئي بمشاركة المملكة المغربية 🇲🇦.#AUSummit @AUC_MoussaFaki @Presidence_RDC pic.twitter.com/YKfll3mLlh
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) February 7, 2021
وبينما رفض الوزير المغربي الكشف عن هوية المسؤول بالنيابة الذي سيدير مكتب الاتصال بتل أبيب، مكتفياً بالإشارة إلى أنه يوجد ضمن الوفد المسافر إلى إسرائيل، يتداول اسم الدبلوماسي عبد الرحيم بيوض، الذي سبق له أن كان مستشاراً في السفارة المغربية في واشنطن في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان مكلفاً بالعلاقات مع الكونغرس، والشؤون القنصلية، لتقلد المهمة.
ويأتي سفر الوفد المغربي إلى إسرائيل، في وقت ينتظر فيه أن يزور وفد إسرائيلي، يقوده مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، المغرب الشهر الحالي، وذلك في أول زيارة بعد توقيع اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكان بوريطة قد أجرى الأسبوع الماضي مباحثات مع بن شبات تناولت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن المسؤولين اتفقا، خلال هذه المباحثات التي أعقبت المكالمة الهاتفية بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على تشكيل مجموعات عمل ستشرف على إبرام اتفاقات تعاون في العديد من المجالات، ولا سيما الاستثمارات والزراعة والمياه، والبيئة، والسياحة، والعلوم، والابتكار، والطاقة.
وقالت إنه بالنظر إلى القيود التي تفرضها جائحة كورونا (كوفيد-19)، ستجتمع مجموعات العمل هذه عبر تقنية المناظرة المرئية، في حين "سيزور وفد مغربي رفيع المستوى إسرائيل في أقرب الآجال، ربما في فبراير/ شباط، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة على شروط هذه الاتفاقات".
ولفتت إلى أن المحادثات بين بوريطة وبن شبات شكلت مناسبة لاستحضار الإمكانات الكبيرة للتعاون الذي لن يعود بالنفع على المغرب وإسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأسرها.
ويأتي الإعلان عن سفر الوفد المغربي إلى إسرائيل بعد ما يقارب الأسبوعين من وصول سفير إسرائيل السابق لدى مصر دافيد غوفرين إلى المملكة، ليكون ممثلاً دبلوماسياً لبلاده بعد قرار استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
ووصفت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية وصول غوفرين "بعد عشرين عامًا من إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب"، بـ"اللحظة التاريخية"، معتبرة أن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع المغرب وعودة الدبلوماسيين الإسرائيليين إلى الرباط "هو يوم عيد لدولة إسرائيل".
وشدد المصدر ذاته على أن رئيس مكتب الاتصال وطاقمه سيعملان على تعزيز العلاقات مع المغرب في جميع المجالات، بما في ذلك كل ما يتعلق بالحوار السياسي والسياحة والاقتصاد والعلاقات الثقافية.
وكانت حكومة نتنياهو قد أقرت، الشهر الماضي، اتفاق التطبيع الذي وُقِّع في الرباط في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والذي يصرّ المغرب على وضعه في خانة "استئناف العلاقات" مع إسرائيل.